أسد فولادكار.. فيلم "بالحلال" يدخل البيوت من دون خدش الحياء
دارين حمزة: أحب السينما التي تفضح مجتمع الأسرار
13 سنة تفصل فيلم أسد فولادكار الأول «لما حكيت مريم» عن الثاني «بالحلال»،إلا أن الفرق بين الفيلمين واضح، لا لجهة الموضوع بل سينمائيًّا.
13 سنة تفصل فيلم أسد فولادكار الأول «لما حكيت مريم» عن الثاني «بالحلال» الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان دبي السينمائي ضمن برنامج ليالي عربية، إلا أن الفرق بين الفيلمين واضح، لا من باب المقارنة إنما من باب المقاربة السينمائية، إذ يبدو التأثر بآلية صناعة التلفزيون كبيراً، خصوصاً عند التدقيق فيما أنجزه المخرج اللبناني بينهما من مسلسلات، حيث ذاع صيته في مصر بسبب السيت كوم التي أخرجها لعشرة مواسم «راجل وست ستات»، وغيرها من المسلسلات من قبيل «جوز ماما» و«زيناتي مجاهد» و«عفاريت محرز»، وهذا ما جعله واحداً من أبرز المرشحين لجائزة جمهور مهرجان دبي السينمائي في دورته الثانية عشرة، إلا أن هذا لم يتوج بالفوز.
عند سؤال أسد عن أثر التلفزيون والفرق في التجربة يجيب: "لا يمكن مقاربة مواضيع خطيرة في السيت كوم، أما في المسلسلات فجرت العادة أن يتم صناعة مسلسلات لثلاثين حلقة، وفي كثير من الأحيان يتم اجترار الفكرة وتكرارها، لكن في السينما الموضوعات مفتوحة"، وهذا ما قمت به بكاميرتي التي دخلت بيوت وغرف 3 ثنائيات لبنانية، ورصدت حياتهم دون خدش حياء المشاهد".
"بالحلال" فيلم يتناول قصة 3 ثنائيات، واحدة منها تختار الزواج السري بعد طلاقها من زواج رتبته العائلة، وزوجة متعبة من الجسد وتريد تزويج زوجها لامرأة أخرى تريحها من عناء العلاقة الجسدية، وثنائي متزوج حديثاً يغار الرجل على زوجته وفي كل مرة يختلفان يطلقها، إلا أنه بعد المرة الثالثة يبدأ في البحث عن عريس يتزوجها ويطلقها ليتزوجها مرة أخرى، كل هذا يدور ضمن إطار كوميدي فيما الواقع شديد التراجيدية.
وعن الرقابة الدينية وحساسية الموضوع يوضح أسد: "الاسكريبت مر على الزوايا الدينية وحصل على الموافقات"... نسأله: "هي نوع من الرقابة الذاتية إذا؟"... "طبيعي، المهم أن نصل للناس"، يجيب فولادكار.
إلا أن العرض العالمي الأول في دبي سيليه محطات في "صن دانس" و"مهرجان روتردام"، وفي رأي المخرج اللبناني تكمن أهمية الفيلم في عروضه العالمية في تقديم "الدين والهموم في العالم العربي، وطريقة المجتمع العربي في الحياة، وهو ما يبدو غريباً لدى الجمهور الغربي، وهي الخصوصية التي يحاول المجتمع العربي التعامل معها دون كسر الإيمان بالدين الإسلامي".
يدور بالحلال في دائرة مغلقة ليبدأ من المدرسة ودرس "كيف يتم إنجاب الأطفال" مع مشهد المعلمة التي تشرح العملية الجنسية مختزلة إياها بدودة تخرج من الرجل لتزحف وتصل إلى الأنثى حتى تتشكل طفلاً، ويعود في النهاية إلى معلمة المدرسة النزقة التي تتبين أنها زوجة أبو أحمد عشيق لبنى (دارين حمزة)، تبدأ الحكاية من المدرسة إلى بيت تريد الزوجة أن تريح نفسها من واجباتها الزوجية فتقترح على زوجها تزويجه واحدة أخرى لتريحها، وسرعان ما تنزلق إلى هذه اللعبة في تقاطع مع مصير الزوجين الشابين جيرانهما في البناية، وصولاً إلى لبنى المطلقة التي تحب بائع الخضار على الناصية أبو أحمد (رودريغ سليمان) الذي نكتشف بالنهاية أنه متزوج بالمعلمة التي افتتح الفيلم مشاهد في صفها.
رودريغ سليمان في «بالحلال» يعترف أنه تعرف على مجتمع لم يعرف عنه الكثير قبلاً، خصوصاً مع الدخول في تفاصيل حياة المجتمع الإسلامي إلى غرف النوم... يعترف سليمان: "عندي الكثير من الأصدقاء المسلمين إلا أنها كانت المرة الأولى التي أدخل عبر هذا العالم لأتعرف المسموح والممنوع / الحلال والحرام".
لكل علاقته المشوهة بالدين ويبيح لنفسه ما يواتي هواه... فأبو أحمد يتزوج زواج متعة بلبنى ويخشى في الوقت نفسه أن تعرف زوجته بالموضوع، فيما يحاول الشاب الغاضب الوصول إلى مخرج عدا تزويج زوجته التي يموت غيرة عليها من أحد غيره، ولا يخفي غيرته ويضرب موظف البنك الذي يشتبه بعلاقته بزوجته، فيما تسخر الزوجة الحبوبة حبها وتلوي ذراع النص الديني لصالح مصلحتها في أن تكون مرتاحة، إلا أنها سرعان ما تندم على خيارها حين يستلطف زوجته الزوجة الجديدة وتقرر ألا تفتح لها الباب مرة أخرى.
دارين حمزة المختلفة كعادتها لعبت دور (لبنى) التي تتزوج حبيبها الأول بائع الخضار المتزوج بعد طلاقها من زوجها الذي رتبت أمره العائلة، تقول: "أحب تمثيل أشياء لا يتم الحديث عنها كثيراً، وأحب السينما التي تفضح مجتمع الأسرار"، وتضيف: "أنا بعيدة تماماً عن هذا المجتمع في حياتي، وأضع بالتالي نفسي في مكان ليس لي، وهذا بحد ذاته تحد كبير"... وعن المحطات القادمة وخصوصاً صن دانس تقول حمزة: "من المهم أن يطلع العالم على قصصنا الإنسانية والإضاءة على المجتمع العربي الإسلامي من الداخل، وما تعانيه المرأة وكيف تعالج مشاكلها وحياتها، وهذا ما هو مهم في العرض ضمن مهرجان أمريكي".
وعن العلاقة مع أسد وتجربة العمل معه توضح: "أسد مخرج صعب لأنه يعرف تماماً ما يريد، ويعتمد سياسة البروفا قبل التصوير لأنه يريد النتيجة على الشاشة مشابهة لما رسم على الورق، وبالنسبة لي أنا أرتاح في عمل مع هكذا مخرج لأنه يوجهني بدلاً من التجربة".
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز