جواهر الأدب الكلاسيكي الصيني.. 4 روايات
أدباء الصين أبدعوا أعمالا كلاسيكية اعتبرها النقاد من جواهر الأدب الكلاسيكي الصيني وتماثل أهميتها أهمية أعمال دانتي وشكسبير .
تحتفل جمهورية الصين الشعبية بمرور 70 عاماً على تأسيسها الذي أُعلن عنه في 1 أكتوبر/ تشرين الأول 1949، إذ فُتحت في ذلك اليوم صفحة جديدة في الحضارة الصينية الممتدة لما قبل الميلاد.
وفي ذلك اليوم من كل عام تحتفي الصين بعناصرها الثقافية والتراثية المتجانسة رغم اختلافها، وبآلاف السنين من الإبداع الإنساني في الفنون والآداب والموسيقى، والتي تميزت الصين بها حتى ارتقت لمنافسة أهم الأعمال العالمية.
وفي مجال الأدب أبدع أدباء الصين أعمالا كلاسيكية اعتبرها النقاد من جواهر الأدب الكلاسيكي الصيني وتماثل أهميتها في الصين ما تمثله أعمال الشاعر الإيطالي دانتي، والإنجليزي شكسبير للأدب الأوروبي، فهي بمثابة المقياس أو سلة الاختبار التي يعود إليها المثقفون هناك لاكتشاف رؤى جديدة لأعمالهم، ونستعرض تلك الروايات فيما يلي.
1- حافة الماء
نشرت الرواية في القرن الـ14، واختلف الكثيرون في شخصية كاتبها، إلا أن أغلب المؤرخين ينسبها إلى "شي ناي آن" من سوتشو، وتعد أولى الروايات الصينية الكلاسيكية والتي تم الاقتداء بها في كتابة الروايات الـ3 التي تضمها القائمة.
وترجمت الرواية إلى عدد من اللغات بعناوين مختلفة منها: "حكاية الأهوار"، و"الخارجون على القانون من الأهوار"، و"كل الرجال إخوة"، و"رجال الأهوار".
تدور أحداث الرواية في عهد أسرة سونج، وتتناول حياة مجموعة من الخارجين على القانون الذين يذهبون لخدمة الإمبراطور في حربه مع الغزاة الأجانب كعقوبة للعفو عنهم، واستندت أحداث الرواية إلى قصة حقيقية لشخصية تدعى "سونج جيانج"، وأرجع البعض نجاحها إلى تمثيلها الساخر لظلم الطبقات الحاكمة، وحظرت الرواية لفترة من الوقت بسبب ما اعتبره البعض تحريضا على الشغب والفتنة، ولكنها تعد نموذجا للرواية التي تتناول قصة الخضوع والقمع والتمرد.
2- رحلة إلى الغرب
تعد هذه الرواية أكثر الروايات الـ4 تأثيرا وشهرة داخل حدود الصين وخارجها، وكتبت في القرن الـ16، وهي من تأليف ووتشجنن.
وتتناول الرواية رحلة راهب هندي يدعى "شوانزانج" الذي يسافر عبر الهند مرورا بالصين برفقة 3 حيوانات: "القرد، والخنزير، والحيوان الرملي"، والتي تصطحب الراهب في رحلته للتكفير عن خطاياها في الماضي، وتعد البوذية محور الرواية مع تقاطعات تستثمر حضور الأساطير والمعتقدات الدينية منها وحدة الوجود وتعاليم الطاوية.
وترجمت الرواية إلى اللغة الإنجليزية بقلم أرثر ويلي، بعنوان "القرد" مع التركيز على هذه الشخصية وإعطائها حيزا كبيرا، وحققت نجاحا كبيرا في اللغة الإنجليزية، وتعد الرواية من العلامات المميزة لما يعرف بأدب "الآلهة والشياطين" وهو المصطلح الذي صاغه الكاتب والمؤرخ لو شون، وتماثل أهمية الرواية الأساطير اليونانية لـ"هومر".
3- رومانسية الممالك الـ3
تعود هذه الرواية إلى القرن الـ14، وتُنسب إلى المؤلف الصيني لو قوانتشونج، وتتحدث عن فترة الممالك الـ3 في تاريخ الصين، ابتداء من عام 169 ميلادي حتى نهاية عام 280 عند توحيد الأرض.
وتدور أحداث الرواية عن المؤامرات والخداع السياسي وتجمع ما بين التاريخ والأساطير، وتضم مئات الشخصيات، وموضوعها الأساسي هو تفكك الصين إلى 3 ممالك وهي مملكة "واي، ومملكة شو، ومملكة وو الغربية" وتعقد بينهم المصالحة في نهاية المطاف.
وتحظى الرواية بشعبية كبيرة داخل الصين حتى الوقت الحالي، كما كان لها تأثير مهم على هوية الأمة، وظلت عبارتها الافتتاحية التي جاء فيها: "إنها حقيقة بديهية عامة في هذا العالم، أن أي شيء منقسم منذ فترة طويلة سيتوحد في النهاية، وأي شيء موحد طويلا سينقسم بالتأكيد"، في ذاكرة الكثيرين من الصينيين حتى الآن.
تعقيد العالم السياسي كما صورته الرواية، مع حجمها وكثافتها يجعل قراءتها أشبه بالتحدي، كما أنها عمل فريد ساهم في تشكيل الوعي السياسي الصيني، وتشبه أهميتها إلى حد كبير أهمية أعمال شكسبير في الثقافة الإنجليزية.
4- حلم الغرفة الحمراء
كتبت هذه الرواية في منتصف القرن الـ18، وهي من تأليف "تساو شيويه تشين". وأشبه بسيرة ذاتية لمؤلفها عن التدهور المالي والمعنوي لأسرته في فترة حكم تشيج.
وتعد الرواية أكثر دقة في تصويرها للمجتمع الصيني من نظيراتها الكلاسيكية، حيث اعتمد الكاتب فيها على تصوير طبقات المجتمع على اختلافها، مع تنقله من الغنى إلى الفقر خلال القرن الـ18.