وول ستريت تنتظر الرئيس.. 4 سيناريوهات تحدد مستقبل الأسهم
المستثمرون يترقبون ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية اﻷمريكية وأي حزب سيسيطر على مجلس الشيوخ والنواب.
وسط اشتعال المنافسة في سباق الانتخابات الأمريكية بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن، تدور رحى حرب أخرى داخل بورصة وول ستريت.
المستثمرون يترقبون ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية وأي حزب سيسيطر على مجلس الشيوخ والنواب، نظرا لما سيترتب عليه من تأثيرات مباشرة على سوق المال الأمريكية.
وفي حالة فوز الحزب الديمقراطي، لن تنفذ وعود ترامب بخفض الضرائب على الشركات، ما يعني زيادة الضغوط على الأسهم، ولكن في المقابل سيكون هناك حوافز اقتصادية أخرى، وعودة الاستقرار للعلاقات التجارية مع التنين الصيني.
وبحسب مجلة "فوربس العالمية، فإن الخبراء رسموا 4 مسارات للأسواق في ضوء سيناريوهات الانتخابات المختلفة، وهي كالتالي:
1- الوضع الراهن
هذا السيناريو يعني فوز ترامب وسيطرة حزبه على مجلس الشيوخ، بينما يحكم الحزب الديمقراطي قبضته على مجلس النواب.
وفي ضوء ذلك تتوقع شركة Hightower Advisors لإدارة الثروات ارتفاع الأسواق بنسبة 3٪ إلى 5٪، في ضوء استمرار بيئة مؤيدة للأعمال، لكنها تعاني من ركود جائحة كورونا واضطراب العلاقات التجارية مع الصين.
وعند النظر إلى وقائع التاريخ، فإنه خلال الرؤساء الجمهوريون الذين يترأسون الكونجرس المنقسم، يرتفع مؤشر S&P 500 بنحو 5.3% في المتوسط، وتقفز الأسهم 60% عقب الانتخابات، استنادا إلى بيانات CFRA Research التي تعود إلى عام 1944.
ويعلق ريان ديتريك، كبير محللي الاستثمار في LPL Financial، بأنه على الرغم من أن أسلوب ترامب التفاوضي لم يكن متوقعا في بعض الأحيان وهو ما لا تحبه الأسواق، ولكن التزامه بخفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية من الممكن أن يوفر بيئة سياسية متسقة وصديقة للسوق.
وبحسب محللون فإن فوز ترامب سيوفر مجالات للاستفادة لقطاعات الدفاع والمالية والتكنولوجيا، بينما ستلحق الأضرار بتجارة التجزئة.
2- الموج الأزرق
يفترض السيناريو الثاني فوز جو بايدن بالرئاسة، وهيمنه حزبه على مجلسي الشيوخ والنواب، وهو ما قد يدفع السوق لعمليات بيع أولية تتراوح بين 2٪ إلى 5٪، وفقا لشركة Hightower.
تاريخيا، عندما يتحقق هذا السيناريو تشهد السوق عمليات بيع أولية، ويقول ام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في CFRA Research، إنه ليس من المستبعد أن يتراجع مؤشر S&P 500 بمتوسط 2.4٪ في نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث انخفض 3 مرات من أصل 5.
لكنه استدرك قائلا "الأسهم ستتعافى بحلول ديسمبر/كانون الأول، وترتفع في المتوسط 3.1٪".
ووفقا لإحصاءات CFRA Research خلال الـ22 عاما الماضية، فإن هيمنة الحزب الديمقراطي على السلطتين التنفيذية والتشريعية، تؤدي لصعود سوق الأسهم بمعدل 9.8٪.
ووفقا لمحللين فإن أهم القطاعات التي ستحقق المكاسب هي الصناعة والطاقة المتجددة، بينما قد تواجه شركات الأدوية الكبرى والتكنولوجيا ضربة قوية من اللوائح الحكومية.
3- فوز بايدن وسيطرة الجمهوري على الشيوخ
هو سيناريو تقاسم يعطي بعض الاستقرار للأوضاع على ما هي عليه بعض الوقت، نظرا لأن إحكام الحزب الجمهوري قبضته على مجلس الشيوخ سيقلل من قدرة بايدن على تنفيذ سياساته سريعا.
وبحسب روس هامبريك، المحلل في فريق ويليام بلير لاستراتيجيات التخصيص، فإنه حينها من المحتمل أن تستمر سياسة ترامب الضريبية المواتية وجهود تحرير الشركات.
واعتبرت شركة Hightower أن هذا السيناريو هو الأكثر ودية للأسواق، وقد ترتفع الأسهم حينها بين 4 إلى 5%.
المؤشرات التاريخية توضح أن هذا السيناريو يحقق لسوق الأسهم أعلى عوائد، وهو ما تجلى في ارتفاع مؤشر S&P 500 بمتوسط 13.6٪ وارتفع 75٪ بعد الانتخابات.
ووفقا لأبحاث LPL، فإن الكونجرس المنقسم يسفر عن تحقيق 17.2% متوسط عائد سنوي، مقابل 13.4٪ للكونجرس الجمهوري و10.7٪ لنظيره الديمقراطي.
4- تأخر نتائج الانتخابات
هي النتيجة الأسوأ على الإطلاق لسوق الأسهم، وهناك مخاوف إزاء اندلاع خلافات بشأن نتائج الانتخابات، في ظل ارتفاع بطاقات الاقتراع عبر البريد نتيجة جائحة كورونا التي تحول دون قدوم الناخبين إلى اللجان الانتخابية.
وهو السيناريو الذي حذر منه ديفيد كوستين، كبير محللي الأسهم الأمريكية في بنك جولدمان ساكس، مشيرا في مذكرة بحثية صادرة الصيف الماضي إلى أن التقلبات حول الانتخابات عالية للغاية مقارنة بالدورات السابقة.
وأوصى البنك العملاء بانتهاج استراتيجية التحوط من التعرض للسوق اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول 2020، سعيا لإيقاف تكبد الخسائر التي قد تنجم عن عدم حسم الانتخابات.