كيف استطاعت كوريا الشمالية تطوير قنبلة هيدروجينية؟
قدرة بيونج يانج على عمل تجربة لقنبلة هيدروجينية جاءت بعد 4 خطوات لتطوير ذلك السلاح الأشد فتكا بين أسلحة الدمار الشامل.
أعلنت كوريا الشمالية تطويرها للقنبلة النووية السادسة، أمس الأحد، والتي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الدولية، ودفعت بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع حالة التأهب والتهديد بأن استعمال بيونج يانج لهذا السلاح "سيقابل بعمل عسكري كبير كرد على أي هجوم نووي".
- واشنطن وحلفاؤها يتأهبون للرد على تهديدات كوريا الشمالية
- وزير الدفاع الأمريكي يهدد كوريا الشمالية بـ"رد عسكري هائل"
إلا أن النظام الكوري الشمالي فاجأ العالم بتجربة قنبلة هيدروجينية، وذلك طبقا لتقارير عسكرية أمريكية وكورية جنوبية نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن طريق تفجير تحت الأرض تسبب في هزات وصلت إلى كل من الصين وكوريا الجنوبية.
وطبقا للصحيفة، فإن النظام في بوينج يانج استطاع الوصول لتقنية القنبلة الهيدروجينية بمبدأ علمي بسيط وهو زيادة كمية الوقود الحراري الذي يمكن لقنبلة نووية إشعاله وتغيير خصائصه لزيادة القدرة التدميرية لتلك القنابل.
4 خطوات هي ما مكنت النظام الكوري الشمالي من امتلاك تلك القوة التدميرية الهائلة، حيث بدأ مشروع تلك القنبلة مع بدايات البرنامج النووي الكوري الشمالي، وذلك ببناء أول قنبلة ذرية انشطارية والتي تستخدم المتفجرات العادية لإشعال الوقود النووي، والتي تعد الخطوة الأولى تجاه الوصول إلى سلاح دمار شامل – وهي نفس التقنية التي استخدمت في قنبلة هيروشيما عام 1945 بنهاية الحرب العالمية الثانية.
الخطوة الثانية تركزت في صنع قنبلة نووية أكثر تطورا وفتكا، وذلك بوضع نسبة من الوقود الحراري داخل القلب النووي الخاص بالقنبلة، مما يزيد من قدرتها التدميرية، بالإضافة إلى صغر حجم المقذوف بشكل ملحوظ عن الجيل السابق، وتعد القدرة التدميرية لهذا الجيل من القنابل 3 أضعاف قنبلة هيروشيما.
الخطوة الثالثة كانت بتطوير الجيل الأحدث من القنابل النووية وذلك بتصنيع قنبلة تستخدم الوقود الحراري الصلب بدلا من السائل، وهو أشد فتكا عن الحالة السائلة بقوة تدميرية هائلة.
ويتم وضع الوقود الحراري الصلب حول القلب النووي بدلا من داخله، مما يجعل القدرة التدميرية لهذا الجيل من القنابل تصل على 25 ضعف قنبلة هيروشيما.
الخطوة الرابعة والأخيرة التي اتبعتها بيونج يانج في تصنيع القنبلة الهيدروجينية هو استعمال قنبلة نووية مصغرة من الجيل الثالث داخل كمية كبيرة من الوقود الحراري الصلب، بنسبة 1 إلى 2، أي استعمال ضعف حجم القنبلة النووية المصغرة كوقود حراري صلب ومحاط بالوقود الهيدروجيني، ويشير الخبراء العسكريون للصحيفة الأمريكية أن القدرة التدميرية لتلك القنبلة تصل إلى 1000 ضعف قنبلة هيروشيما.
وبالنسبة لكوريا الشمالية، فإن امتلاك مثل هذه القدرة التدميرية الهائلة تضع آسيا والعالم كله على المحك، حيث ناشدت اليابان المجتمع الدولي بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وسط إدانات دولية من روسا وألمانيا وفرنسا.
وصرحت الهيئة الدولية للطاقة الذرية بأن تجربة بيونج يانج "تجاهل تام للمطالبات المستمرة من المجتمع الدولي بوقف التجارب النووية".
جدير بالذكر أن بيونج يانج ادعت أنها قامت بعمل تجربة لقنبلة هيدروجينية في يناير 2016 وسط نفي دولي لعدم وجود أدلة فعلية على امتلاكها لهذا النوع مع أسلحة الدمار الشامل.