"الفارس" ملحمة غنائية مستلهمة من أشعار محمد بن راشد كرسالة خير للعالم
"العين" تنشر أبياتاً من قصائد المسرحية
أكثر من 800 ممثل وموسيقي وفنان وخيَّال وتقني من ثلاثين جنسية من العالم، أنشدوا وأدوا لعمل ثقافي مسرحي راقٍ ونادر في بنائه ونصه.
أكثر من 800 ممثل وموسيقي وفنان وخيال وتقني من ثلاثين جنسية من كل أنحاء العالم، أنشدوا وأدوا وغنوا لعمل ثقافي مسرحي راقٍ ومبهر ونادر في بنائه ونصه، عمل مبني ومستلهم من قصائد في الحب والحياة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ثلاثون قصيدة اختيرت من بين 150 أخرى من قصائده، عززت النص المسرحي وشكلت القلب النابض والركيزة الأساسية لفحوى العمل الذي ينقل رسائل سلام وخير ينتصر على شر. عمل ثقافي إنساني يتفوق على الكراهية والتدمير بفضل الإيمان بوحدة الجماعة، وصلابة الرمز وآمال الخيريين.
في مسرحية "الفارس" بثت عشرات الرسائل الآملة والمليئة بالتفاؤل، وخاطبت وجدان إنسان يواجه صعاب وتحديات ويتخطاها بالإيمان والسعي لغد أفضل. وهذه الرسائل كلها تجسدت في النص المستوحى من قصائد الشيخ محمد بن راشد:
هذه مدينتكم يا فرسان الغد
بنيناها بالتعب والعرق
أعرف أنكم ضحيتم..
كونوا مستعدين للتضحيات في كل وقت
طوروا مدينتكم
اقتحموا الصعوبات
وامشوا في الطرقات الوعرة
اسمعوا .. إنه صوت الفرسان وحوافر خيلهم
كونوا في مقدمتهم
ودعوا الرياح تجري بما تشتهي سفنهم
كلمات عُكست في اللوحات الفنية المميزة والمشبعة بالفرح، ورافقتها مقاطع سينمائية مصورة مبهرة بصريًّا وسمعيًّا دعمت العمل وحولته إلى ملحمة فنية آسرة في الشكل والمضمون.
وفي فصل آخر في المسرحية، تأتي الأبيات الشعرية لتخاطب الإنسان وتدعوه للتحلي بالحكمة في درب الحياة وتعزيز القدرة على التمييز بين الخير والشر:
لا تدوس بدرب ما عمره سَلَك .. ميّز وخلّك على المعنى حِذير
لا تسير بليل في درب الهَلك .. ولا تظن الزين يفرش لك حرير
هوب كل الخيل نقوات الرُّمك .. وهوب كل اللي له جناحٍ يطير
المسرحية الغنائية التي لعب دور البطولة فيها الفنان اللبناني غسان صلبيا بدور الفارس والفنانة الإماراتية بلقيس التي لعبت دور شموس (والتي كان لـ"العين" لقاء خاص معها، ينشر بشكل منفصل)، من تقديم "براند دبي"، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالتعاون مع "الرحباني للإنتاج" وإخراج مروان الرحباني. وتمثل "الفارس" -التي تعرض في "مركز دبي التجاري العالمي"- التعاون الثالث للرحابنة مع دبي، بعد مسرحية "أبو الطيب المتنبي" في 2001 و"زنوبيا" في عام 2007.
العرض المسرحي -الذي افتتح مساء الأربعاء في "مركز دبي التجاري العالمي"، ويقدم على مدى أربع ليال متواصلة، ويختتم مساء السبت 9 يناير الجاري- حضره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأبى إلا أن يصعد إلى المسرح في ختام العرض ليحي الفنانيين والقائمين على العمل.
وأكد الشيخ محمد بن راشد "أهمية الإبداع الهادف في شتى صوره وقوالبه، لما له من أثر طيب يسهم في بناء الأمم ويرتقى بالشعوب"، مؤكدًا أن الكلمة الصادقة هي مسؤولية كبيرة بما لها من أثر بالغ في الارتقاء بالفكر وتحقيق ريادة الشعوب وتقدمها وتحفيزها على الإنجاز، خاصة إذا اقترنت بإبداع خلاق يسهم في وصولها إلى الناس وتشجيعهم على إعمال العقل في مضمونها وقيمتها".
وحضر حفل الافتتاح أيضًا رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخة الجليلة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من الوزراء ومدراء الدوائر وكبار الشخصيات، وما يزيد على 2000 مشاهد.
رسالة خير من دبي
وبهذه المناسبة، أكدت سعادة منى غانم المري -المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي- أن "الملحمة الغنائية المستوحاة من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ترسخ مكانة دبي كوجهة رائدة للإبداع، وأن المسرحية هي رسالة خير من دبي إلى العالم تحمل بين ثناياها معانٍ إنسانية رفيعة نابعة في ثقافتنا العربية الأصيلة وقيمنا الإسلامية السمحة، وتقدم دعوة إلى العالم أجمع لإحياء تلك القيم لتكون عونًا لشعوبه على تجاوز التحديات التي أثقلت كاهل الناس، ولتشيع الأمل في النفوس وتدعو إلى الخير والنماء، وتبشر بآفاق أرحب حافلة بالفرص يعمها الوئام وتظللها السعادة".
وأضافت المري "دبي مدينة عالمية يقطنها ويعمل فيها جاليات أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم، وما نقدمه لهذا المجتمع بالغ التنوع هو في واقع الأمر مخاطبة لكل تلك الشعوب الممثلة في نسيجها المجتمعي، لذا حرصنا أن يكون العمل مصحوبًا بترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وإن كانت الرسائل التي يحملها تعبر عن نفسها من خلال عناصر العمل التي تم اختيارها بدقة وغزلها بمهارة فائقة من خلال المزاوجة بين الأشعار والحوار والديكور والأزياء والموسيقى السيمفونية والمشاهد السينمائية التي دعمت العرض الحي على المسرح"، موضحة أن العمل أقرب ما يكون في ذلك إلى فن الأوبرا الذي يتابعه الجمهور ويتلقى معانيه دون الحاجة إلى فهم كلمات اللغة المستخدمة في العرض.
قيم القصائد بأسلوب إبداعي
من جهته عبر مروان الرحباني عن سعادته في التعاون مع "براند دبي" في تقديم هذا العمل، مؤكدًا أن "كل من شارك في هذا الإنتاج الفني المتميز حرص على تقديم أفضل ما لديه، كل في مجال تخصصه، ولا شك في أن المصدر الذي استوحينا منه فكرة العمل -وهي أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- قدمت لنا ركيزة مهمة عززت ثقتنا في نجاح العرض الذي راعينا فيه التعبير عن الأفكار والقيم التي حملتها القصائد بأسلوب إبداعي جديد، في إطار من الفانتازيا التي تبتعد عن حدود الواقع إلى آفاق المأمول لتقدم للعالم رسالة سلام ووئام تصلح لكل زمان ومكان".
وقد تم استلهام مسرحية "الفارس" من نحو 30 قصيدة من القصائد التي نظمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جاء اختيارها عقب فترة من البحث والدراسة المتعمقة لأكثر من 150قصائده، لاختيار الأبيات التي تحمل المعاني والرسائل المقصود توصيلها إلى الجمهور وتخدم الفكرة العامة للعمل؛ حيث جرى نسج قصة "الفارس" بمداد من تلك القصائد، بينما أشرف على إتقان الممثلين لنطقها بالأسلوب الصحيح الشاعر الإماراتي الكبير سيف السعدي، وبينما تولى مهمة صياغة النص المسرحي كل من الفنان الكبير غدي الرحباني والمبدع مؤيد الشيباني.
موسيقى ملحمية
وتعتبر الموسيقى الملحمية من أبرز ما يميز هذا العمل الفني الرفيع؛ حيث حرص "براند دبي" على الاستعانة بأفضل الأوركسترات العالمية لتسجيلها، حيث وقع اختيار الرحباني على الأوركسترا السيمفوني الأوكراني، الذي يعد من بين أهم وأشهر الفرق العالمية المتخصصة في الموسيقى السيمفونية، كما تم اختيار استوديو "ذي دي دي" في كييف لتسجيل الموسيقى؛ لأنه الأشهر في أوروبا ضمن هذا المجال، علاوة على الاستعانة بالأوركسترا السيمفوني اللبناني لتسجيل الموسيقى ذات الطابع الشرقي.
وفي مراحل الإعداد والتسجيل الموسيقي وتصوير المشاهد السينمائية طاف العمل على العديد من الدول من أوكرانيا، وماليزيا، وبريطانيا، ولبنان، لتقديم عمل فني بالغ التميز بخبرات وطاقات فنية وإبداعية توزعت حول العالم، وبالاستفادة من المشاهد الطبيعية التي تخدم قصة العمل وتسهم في تأكيد ما يحمله من قيم وأفكار تدعو إلى عالم يسوده الود والوئام والسلام، وتجمع فيه روابط المحبة والتعاون بين شعوب الأرض، ليكون الأمل حافزًا للناس على التطوير والبناء نحو مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.