نقيب محاميي مصر لـ"العين": على الشرطة ضبط تعاملها معنا

لا يمر يوم في مصر إلا بحدوث اشتباكات أو احتكاكات بين المحامين من جهة وضباط وأفراد الشرطة من جهة أخرى

لا يمر يوم في مصر إلا بحدوث اشتباكات أو احتكاكات بين المحامين من جهة وضباط وأفراد الشرطة من جهة أخرى، وهو الأمر الذي بات متكررًا ومحفوظًا، ولم تفلح معه الحلول التقليدية التي يتم اللجوء إليها، مثل وضع الكتب الدورية أو البروتوكولات التي تنظم العلاقة بين الطرفين.

قال نقيب المحامين المصريين -رئيس اتحاد المحامين العرب- سامح عاشور لـ"العين": إنه يتعين على ضباط وأفراد الشرطة ضبط تعاملاتهم مع المحامين، وإنه لا يجوز توجيه الإساءة لمحامٍ تحت أي مسمى أو لأي أسباب، مضيفًا أنه في حال تجاوز المحامي في حق الضابط أو فرد لشرطة، فعلى المتضرر اتخاذ الخطوات القانونية تجاه من أخطأ.

وأشار نقيب المحامين المصريين إلى أنه مع تكرار الاعتداءات والإساءات من قبل الشرطة للمحامين بات من الضروري هيكلة وزارة الداخلية، وتغيير أسلوب تعامل ضباط وأفراد الأمن، سواء مع المحامين أو مع عموم المواطنين.

وكانت أزمة اندلعت اليوم (الخميس) بقسم شرطة عين شمس -بالعاصمة المصرية- بين محامٍ يدعى السيد لاشين وضابط بالقسم يدعى أحمد الجمال، بعد اعتداء الأخير بالسب على المحامي، على خلفية رفض الضابط تحرير محضر باعتداء بعض الأشخاص على شقيق المحامي.

ورفض نقيب محاميي مصر الإساءات المتكررة من قِبل الشرطة للمحامين، مشيرًا إلى أنه يتعين على الطرفين التعامل بهدوء، وعدم الانسياق وراء أمور بسيطة تتسبب أحيانًا في احتقان بين المحامين والشرطة، مؤكدًا أن هذا الأمر لا يمثل ضررًا لأحد الفريقين، لكنه يضر بهما معًا، مشددًا على عدم الصمت تجاه أي اعتداء على المحامين.

وتابع: "الاعتداء على محامٍ واحد أو توجيه إساءة له يمس جميع محاميي مصر، ولن نقبل هذا الأمر أبدًا".

بينما قال المحامي والناشط النقابي أحمد عبد الغني: إنه لا بد للطرفين من العمل على احتواء الأزمات قبل تصاعدها، والسير في طريق الانتهاء منها تمامًا، مضيفًا أن هذا الأمر يتطلب التعامل بصبر مع الاحتكاكات اليومية، خصوصًا أن المحامي يتعامل مع الضباط وأفراد الأمن بشكل يومي، مما يزيد من فرص حدوث أزمات بين الطرفين.

وأضاف عبد الغني أن هناك بعض المحامين الذين يتسببون في اشتعال أزمات مع الشرطة.. وتابع: "لكن في أغلب الأوقات يكون تعسف الضباط وأفراد الأمن في التعامل مع المحامين أو موكليهم هو السبب المباشر في اندلاع الأزمات بين الطرفين".

في المقابل قال اللواء محمد نور الدين -مساعد وزير الداخلية الأسبق-: إن الأخطاء التي تتسبب في حدوث أزمات بين المحامين من جهة، وضباط وأفراد الشرطة من جهة أخرى هي أسباب مشتركة، وأغلبها قائم على سوء فهم أحد الطرفين للآخر، أو سوء التعامل مع موقف بعينه يتسبب في احتكاكات تتصاعد أحيانًا، مضيفًا أنه لا بد للطرفين أن يتفهما مهامهما وحددودهما في تعامل كل مع الآخر.

وأوضح معرفة كل طرف لواجباته تجاه الطرف الآخر ستجعل كل منهما يأخذ حقه، ويحد من حدوث الأزمات التي تتكرر بكثرة.