مضايا السورية "سجن مفتوح" .. والموت جوعًا يلاحق 40 ألفًا نصفهم أطفال
23 شخصًا قضوا جوعًا والمحاصرون بلا قوت منذ 181 يومًا
مضايا السورية البلدة التي تحاصرها قوات الأسد بلا قوت منذ 181 يومًا وتحولت لسجن مفتوح والموت عقوبة من يفكر بالخروج .
23 شخصًا قضوا جوعًا في بلدة مضايا السورية المحاصرة منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر والتي تستعد الأمم المتحدة لإرسال مساعدات إنسانية إليها.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن نسبة الأطفال تبلغ 50% من الأشخاص البالغ عددهم 40 ألفًا، المحاصرين في مضايا منذ 181 يومًا ويتعرضون لخطر الموت جوعًا، فيما قال الأزهر الشريف في مصر، إن ذلك هو أشد أنواع القتل، داعيًا إلى سرعة إغاثة المنكوبين.
وقال كريستوف بوليريك المتحدث باسم "يونيسيف"، إن منظمته على دراية بمستويات سوء التغذية القصوى خاصة بين الأطفال، إلا أنه لم يتمكَّن من تقديم مزيد من التفاصيل بهذا الخصوص.
وتقول الأمم المتحدة، إن 940 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، بحاجة عاجلة لمساعدات لإنقاذ حياتهم في مضايا المحاصرة من قبل القوات الموالية للنظام.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، أن 23 شخصًا قضوا جوعًا في مضايا المحاصرة منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر.
وأعطت دمشق، الخميس، الإذن للوكالات الإنسانية بإدخال مواد إغاثة إلى البلدة، في أعقاب تقارير عن وفيات بسبب الجوع بين المدنيين، الذين نزح كثيرون منهم إلى البلدة من الزبداني المجاورة والتي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، إن بين الأشخاص الـ23 الذين ماتوا جوعًا، ستة لا تتجاوز أعمارهم العام، وخمسة فوق الستين من العمر.
وأضافت المنظمة أن الوفيات حصلت في مركز صحي محلي تشرف عليه المنظمة.
ومن ناحيته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 13 شخصًا حاولوا الهرب بحثًا عن الطعام قتلوا بعد أن داسوا على ألغام زرعتها قوات النظام أو برصاص قناصة.
وقال مدير عمليات منظمة أطباء بلا حدود بريس دو لا فيني، في بيان: "هذا مثال واضح على تداعيات استخدام الحصار كاستراتيجية عسكرية".
وقال إن الطواقم الطبية اضطرت إلى تغذية الأطفال بالأدوية السائلة؛ لأنها المصدر الوحيد للسكر والطاقة، ووصف مضايا بـ"السجن المفتوح". وأضاف: "لا سبيل للدخول أو الخروج، وليس أمام الأهالي سوى الموت".
وفي القاهرة، أعرب الأزهر الشريف عن قلقه الشديد إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في مضايا؛ الأمر الذي تعذَّر معه إيصال المساعدات الإنسانية ونفاد الطعام والشراب والدواء وجميع مصادر الحياة؛ ما أسفر عن مقتل وتشريد العديد من سكان المدينة نتيجة الجوع والحصار وتدهور الوضع الإنساني.
وأكد الأزهر الشريف في بيان، اليوم الجمعة، أن ما تتعرض له بلدة (مضايا)، هو أبشع أنواع قتل النفس، ويتنافى مع جميع القيم الدينية والأعراف الإنسانية والمواثيق والمعاهدات الدولية، فهؤلاء الأبرياء ليس لهم ذنب سوى وقوعهم فريسة الصراعات المسلحة التي تكاد تفتك بالشعب السوري الشقيق.
وخاطب الأزهر الشريف، الضمير الإنساني العالمي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والإغاثة وجميع الدول العربية والإسلامية، بسرعة التدخل وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية؛ لإنقاذ سكان هذه البلدة من كارثة الموت جوعًا وعطشًا إذا استمر الوضع على ما هو عليه من حصار وفقر ومجاعة وفقدان لمقومات الحياة.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز