حرب النجوم "صحوة القوة": عطايا النوستالجيا
ربما يكون فيلم "حرب النجوم" في جزئه الأخير "صحوة القوة" لحظات كتابة هذه السطور قد تجاوز المليار دولار في الولايات المتحدة وحدها..!
ربما يكون فيلم "حرب النجوم" في جزئه الأخير "صحوة القوة" لحظات كتابة هذه السطور قد تجاوز المليار دولار في الولايات المتحدة وحدها والمليار ونصف خارجها، في أسبوعه الثالث فقط، ولا غرابة في ذلك! فنحن أمام واحدة من ظواهر ثقافة "البوب" التي يعتبرها بعض المتابعين تحولت إلى "طائفة" ينتمي إليها الملايين في العالم، كما أن أثرها واستمراره في الثقافة الأمريكية والعالمية يضاهي أثر "البيتلز" و"مايكل جاسكون" و"بينك فلويد" وربما يتجاوزه، فالسلع التي تباع من وحي شخصيات السلسلة وصالات العرض السينمائية التي تعرض شاشاتها "حرب النجوم فقط" ما زالت تدر أرباحًا بالمليارات على أصحابها.
"جورج لوكاس" مخرج السلسلة وأبوها الروحي صار واحدًا من أيقونات السينما الأمريكية، ومن كبار أسمائها عبر تاريخها، حتى أن شراء شركة "ديزني" لحقوق السلسلة منذ ثلاث سنوات أثار لغطًا كبيرًا في العالم كله، مهاويس السلسلة رأوا في هذه الخطوة نهاية العصر الذهبي لحرب النجوم، فكيف يمكن أن يخرج هذه السلسلة أي مخرج غير "لوكاس"؟
ديزني ألقت بثقلها التسويقي والإبداعي في حرب النجوم، خاصة أن الجزء الأخير الذي أخرجه لوكاس في 2005 لم يلق قبولا كبيرًا رغم حصده لأكثر من 800 مليون دولار، فكان التحدي أمام المالك الجديد للسلسلة؛ هو كيف تعيد المخلصون للسلسلة إلى دخول الجزء الجديد؟ فأوكلت مهمة الفيلم الجديد إلى السيناريست والمخرج "جاي جاي إبرامز"، صاحب التجارب المميزة في التلفزيون والسينما مع مسلسلات مثل "لوست" و"آلياس"، وفي السينما مع "مهمة مستحيلة الجزء الثالث" و"ستار تريك" في جزئيه السينمائيين.. إبراهيم مهووس "nerd" حقيقي، ومعجب قديم بالسلسلة كما أكدت في العديد من حواراته.
إبرامز –الذي شارك في كتابة السيناريو أيضا- كمعجب حقيقي بالسلسلة، عرف كيف يستفيد من النوستالجيا المرتبطة بالأجزاء الأولى، مع حساسيته العالية في صناعة أفلام تلقى نجاحًا جماهيريًّا مدويًّا.. التحدي كان كبيرًا لمجهور بالملايين متحفزًا أمام وافد جديد على اللعبة التي خبروا عناصرها وحفوظها لعقود.
لن يكون من الحكمة والفيلم ما زال في صالات العرض أن تُحكى حكاية الفيلم، يكفي فقط معرفة أن "هان سولو" (هاريسون فورد) والأميرة ليا (كاري فيشر) ولوك سكاي ووكر (مارك هاميل) سيعودون من جديد، إلى جانب أبطال جدد هم "راي" (دايزي ريدلي) و"فين" (جون بوييغا)، إنه لقاء الماضي بالمستقبل، خلطة النوستالجيا مع الحاضر المشتعل؛ حيث "راي" يعثر على سكايووكر عن طريق الروبوت BB-8، وتخوض المقاومة معركة أمام جحافل "النظام الأول" مع عودة القائد المهيب "دارث فيدر" مرة أخرى، بالثيمة الموسيقية المصاحبة لظهوره، أشهر ثيمات الأشرار في السينما على الإطلاق، يعود فيدر بعد هزيمته بثلاثة عقود كاملة، ويعود معه خصومه التاريخيون.
نجح فريق إبرامز في إعادة الفيلم إلى مكانه المتصدر في التاريخ البصري الأمريكي والعالمي –خاصة مع استعانته بالموسيقي جون ويليامز صانع موسيقى السلسلة- بخلطة وفية لحرب النجوم ومحافظة على روحها، وربحت ديزني رهانها في الجزء الجديد، خاصة مع نيتها في صناعة جزئين جديدين من السلسلة من إخراج إبرامز، وفيلم يعرض في منتصف هذا العام من وحي السلسلة "روج وان".
يمكن اعتبار هذا الجزء من حرب النجوم من عطايا النوستالجيا، ومفتتح لعصر جديد من عطايا الأجزاء لتستمر الأسطورة، ويبقى المهووسين بالسلسلة على شغفهم.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA== جزيرة ام اند امز