اختتام دورة "رشدي العامل" من "مهرجان المربد الشعري" في البصرة
اختتمت في محافظة البصرة جنوب العراق، فعاليات "مهرجان المربد الشعري" الذي انعقد وسط أزمة مالية خانقة يشهدها العراق مع مطلع العام الحالي.
اختتمت فعاليات "مهرجان المربد الشعري" بدورته الثانية عشر، الذي نظم في مربد في البصرة جنوب العراق، وسط حضور عربي بسيط، وأزمة مالية خانقة يشهدها العراق مع مطلع العام الحالي.
وحمل المهرجان بنسخته الجديدة اسم الشاعر العراقي رشدي العامل، الذي يعد أحد العلامات الشعرية المهمة في الشعر العراقي، إذ ينتمي رشدي العامل (1934ـ 1990) إلى مرحلة خمسينيات القرن الماضي إلى جانب سعدي يوسف، وحسب الشيخ جعفر، ويوسف الصائغ، وحسين مردان. ومن دواوين العامل: (همسات عشتروت 1951) و(أغان بلا دموع 1956) و(عيون بغداد والمطر 1961).
وشارك في المهرجان أكثر من 120 أديباً من العراق والبلاد العربية (مصر، الجزائر، المغرب، الأردن، سوريا، اليمن، لبنان) وعقدت فيه ست جلسات شعرية شارك فيها 75 شاعراً، وأربع جلسات نقدية شارك في أوراق محاورها النقدية 12 ناقداً من العراق والبلاد العربية.
وكان الناطق باسم "الاتحاد العام للآدباء والكتاب في العراق"، إبراهيم الخياط، قد قال لـ"بوابة العين" إن "المهرجان يقام بمشاركة شعراء من مصر والمغرب وسوريا والجزائر واليمن، فضلا عن مشاركة الشعراء والنقاد العراقيين المقيمين خارج العراق، منهم الشعراء شوقي عبد الأمير، عبد الكريم كاصد، والشاعرة نجاة عبد الله، ويقدم المهرجان فضلا عن الجلسات الشعرية، أربع جلسات نقدية، خصصت الأولى للشاعر الذي حمل المهرجان اسمه، رشدي العامل، والثانية للاحتفاء بالناقد فاضل ثامر، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، والثالثة حملت عنوان، الظواهر الشعرية الجديدة، فيما تتحدث الرابعة عن الفنون المجاورة للشعر، مثل السينما والمسرح".
وأوضح الخياط أن المهرجان يقدم إضافة إلى الشعر معرضا للصور الفوتوغرافية، ولوحات موسيقية تراثية تقدمها فرقة الفنون الشعبية في البصرة، ومعرضا للحرف اليدوية.
وقال وزير الثقافة، فرياد راوندوزي، لدى افتتاحه المهرجان إن "إقامة المربد الشعري الثاني عشر في هذا الوقت، بمشاركة شعراء عراقيين وعرب، يشكل تحدياً للأوضاع الأمنية والأزمة المالية".
وقدمت في حفل الاختتام قراءات شعرية لشعراء عرب وعراقيين، بينهم: مهدي منصور من لبنان، أجود مجبل، نجاة عبد الله، جمال جاسم أمين، مروان عادل، ايمان الفحام، ياس السعيدي، محمد آدم من مصر وغيرهم.
وصدر عن المهرجان الذي عقد تحت شعار "الشعر يحتشد للعراق"، بيان ختامي ذكر أن "تواصل انعقاد الأيام المربدية يمثل إصراراً على الحياة وعلى ديمومة سؤالها الثقافي باتجاه أن يكون الإبداع يافطتها الكبرى وهاجسها الثقافي والوجودي بمواجهة كل عوامل الموت والقهر والإرهاب والتكفير، لأن الإبداع هو القوة الخلاقة التي تسعى دائماً للدفاع عن قيم الجمال والمعرفة مثلما هي الأفق الأنساني الذي نستشرفه عملاً وجهداً وأبداعاً في المدينة العراقية وأنموذجها البصرة الفيحاء منطلقين من إيمان راسخ بجدة مشروعنا الثقافي، وانفتاحاً على مساحة واسعة من التنوير والتحديث والتفاعل مع قيم التنوع والتعدد الثقافي التي تكفل عوامل البناء والتواصل".
وتعود بدايات مهرجان المربد الشعري إلى عام 1971، يستمد اسمه من سوق المِربَد التي كانت تقع في قضاء الزبير، جنوبي البصرة، وهي أشبه بسوق عكاظ قبل الإسلام، وكانت السوق مخصصة لبيع الإبل وغيرها من الحيوانات، قبل أن تتحول خلال العصر الأموي إلى ملتقى للشعراء والأدباء والنحاة الذين كانوا يجتمعون فيها وينظمون مناظرات شعرية وحلقات نقاشية وفكرية، وقد أعيد إحياء المهرجان عام 1984 وشهدت المرابد منذ عودته إلى غزو العراق عام 2003 مشاركة أهم الشعراء العرب منهم الشاعر محمد الفيتوري، ونزار قباني، وكانت تعقد فعالياته في بغداد، وتقام بعض القراءات الشعرية في البصرة.
وقد عاود اتحاد الأدباء في العراق إحياء المهرجان منذ العام 2004 لكنه اختار بداية جديدة، قال إنها تحاشيا للمرابد السابقة التي عدّها تعبوية وذات أهداف سياسية، أيام حكم الرئيس الاسبق صدام حسين، فانطلق في دورة حملت الرقم واحد منذ آذار/ مارس عام 2004 وأصبحت تنظم المرابد في محافظة البصرة، وبمشاركات تكاد تكون في أغلبها لشعراء ونقاد عراقيين من داخل وخارج العراق، بسبب الظرف الأمني المتردي وصعوبة وصول المثقفين العرب.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز