مبرمج يتحدى الشلل الرباعي وضمور العضلات
الشاب الأردني محمود الخضور جعل التحديات التي ترافقه، من ضمور للعضلات وإصابته بالشلل الرباعي، حافزا لتحقيق 3 من أحلامه.. ما هي؟
إصابته بالشلل الرباعي لم تقف حاجزاً بينه وبين تحقيق أحلامه، الشاب الأردني محمود الخضور، الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، جعل من التحديات التي ترافقه من ضمور للعضلات وعدم القدرة على السير والتحدث كما الآخرين، محطات تحفيز لتجعله دوماً يفكر كيف سيثبت حقه في هذه الدنيا مهما كانت العوائق.
منذ الطفولة ميزت العائلة "محمود" بأنه طفل موهوب ولديه الكثير، ويجب منحه الاهتمام ووفرت له الوقت المضاعف والجهد المتواصل حتى أصبح طالبا جامعيا متفوقا، ومؤسس مبادرة "أنا زيك وحقي مثل حقك".
- كيف أثرت فيك الإعاقة الحركية؟
معاناة الشخص بالشلل الرباعي وضمور بالعضلات يعني حرمانه الكثير من الأمور التي يريد المشاركة بها، وهذا الحرمان ولد عندي التحدي لأكون مثل أي شاب بعمري، والمجتمع لا يساعد أي شخص لديه إعاقة، بل يعمل على قمعه وكأنه عار على الأمة، ومن هنا شجعني أهلي ووقفوا بجانبي لأتعلم وأشارك بمبادرات عديدة وأدرس تخصص تكنولوجيا المعلومات الذي حلمت به دوماً في الجامعة العربية المفتوحة.
- ماهي مبادرة "أنا زيك وحقي مثل حقك"؟
هذه المبادرة عملت أنا ومجموعة من الشباب على تأسيسها في عام 2014، لإيماننا بأهمية تحسين الظروف المجتمعية لدي المعاق، ومن خلالها نلقي محاضرات لتوعية الناس العاديين كيف يتعاملون مع الشخص الذي لديه إعاقة، فدوماً نسمع قصصا أن عائلة تخفي ابنها المعاق وأخرى تربطه في غرفة حتى لا يخرج، ولا تنتهي هذه القصص، ولكن بمبادرتنا هذه سنغير طريقة تفكيرهم ليصبحوا أكثر إنسانية معنا.
- كيف تولدت لديك فكرة المبادرة؟
لاحظت أن الناس يعاملونني دوماً بشكل مختلف عن أي شاب عادي وكأنني غير موجود، فأحياناً في المسجد وعند انتهاء الصلاة، معظم من هم في المسجد يسلمون على بعضهم البعض، ولكنهم لا يسلمون علي وكأنني غير مرئي! وفي الجامعة أبتسم بوجه الفتيات وهي ابتسامة طبيعية، فأنا دوماً مبتسم، وأجد رود فعل غاضبة، والكثير من السلوكيات! ولهذا قررت أن تكون لي مبادرة أخبرهم فيها عن حقي بالحياة كأي شخص طبيعي.
- ما الفئات التي تستهدفها المبادرة؟
تستهدف المبادرة الأشخاص الذين لديهم إعاقة نتيجة حادث أو ما شابه، والأشخاص الذين معهم إعاقة منذ الطفولة، وأخيراً كل شخص طبيعي، نحاول من خلال المبادرة أن نساعد في بناء الشخصية المستقلة والواثقة والقادرة على العطاء لدى الشخص المعاق، والشخص الطبيعي يحتاج إلى التوعية وكيفية تعامله مع الشخص المعاق دون الانتقاص من حقه في الحياة الكريمة.
ونحاول أيضاً تفعيل قوانين من شأنها أن تحسن حياتنا وتفعل دورنا بشكل أكبر في المجتمع، فنحن فئة لا يمكن تجاهلها، ونسبتنا من المجتمع الأردني 13% كما بينتها آخر الدراسات التي أجرتها دائرة الإحصاءات العامة لعام 2015.
- ما رسالتك للشخص الذي لديه إعاقة باختلاف أنواعها؟
أن يثق بنفسه وألا يخجل من حالته هذه، وكما قال الفاروق عمر بن الخطاب: "أتخجل من جزء سبقك إلى الجنة"؟ ... كل إنسان لديه تحدٍّ في حياته يجب أن يعرف أن الله عز وجل يحبه، لأنه يريد أن يختبره كيف سيتصرف وما توجهاته، وكيف سيتحدى هذه الصعوبات، نركز في المبادرة على أهمية توعية الشخص المعاق وأهله وأن يأخذ حقه كما الشخص الطبيعي، خصوصاً حقه في التعليم، لأن التعليم يجعل من الشخص قادرا على بناء شخصيته وإيجاد كيان مستقل بحد ذاته، وبحسب آخر الدراسات فإن 39% من الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين أعمارهم 15 سنة فأكثر، مستواهم التعليمي أقل من ثانوي، مقابل 33% يعانون من الأمية، وهذه النتائج مؤسفة وسنعمل على تحسينها.
- ما الصعوبات التي تواجهها؟
نلتقي دوماً في المبادرة مع فئات يمثلون المجتمع، وبالتالي يحتاجون إلى مزيد من الوقت حتى يغيروا الأفكار السلبية، التي علقت وترسبت في دماغهم حول المعاق وكيفية التعامل معه، الناس بالعادة يخافون من الاختلاف، ونحتاج للوقت والدعم في المبادرة حتى نغير هذه الأفكار السائدة... تقريبا حتى هذه اللحظة التقينا ما يقارب 200 شخص.
- ماذا عن هواياتك؟
عندي الكثير من الهوايات من بينها الكتابة، فلدي مشروع كتاب باسم "خربشات متمردة"، وهو جاهز للطباعة، ولكن أحتاج من يدعمني لأطبعه.
- وخططك المستقبلية؟
أتمنى أن يوفر لي الله عز وجل الظروف الجيدة، لأبني شركة متخصصة في البرمجة، فأنا مبدع بهذا المجال، ولدي حلم أتمنى تحقيقه، وهو لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز