محمد بن راشد: "خلوة المائة" هي بداية لوضع خطة وطنية لترسيخ القراءة في الإمارات
الخلوة ناقشت أكثر من 100 فكرة ومبادرة ستكون الأساس لبناء استراتيجية طويلة المدى ليتم تطبيقها عبر كافة القطاعات المعنية بعام القراءة.
حضر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صباح اليوم " خلوة المائة " التي تضم أهم مائة شخصية وطنية معنية بعام القراءة، وذلك لوضع إطار عام ومناقشة مبادرات وطنية دائمة تعمل على ترسيخ القراءة عادة مجتمعية دائمة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي الأجيال القادمة.
وأكد خلال حضوره الخلوة أن "عام القراءة هو بداية لتغيير دائم في مجتمع الإمارات لتنشئة جيل قارئ واع للتطورات من حوله ومستعد لقيادة مرحلة جديدة من التنمية في بلده، وأن خلوة المائة الهدف منها وضع استراتيجية عشرية ومبادرات وبرامج مستدامة نستطيع من خلالها إحداث تغيير حقيقي في أجيالنا القادمة، وترسيخ القراءة عادة أصيلة في مجتمعنا وفي كافة مرافقنا".
وقال: "إن القراءة هي المهارة الأولى التي يحتاجها أبناؤنا، والحكومة وظيفتها ليس فقط تقديم الخدمات بل بناء العقول والمهارات، والمرحلة القادمة من التنمية في الإمارات تحتاج لجيل مثقف قارئ يمتلكه شغف الفضول وحب الاستطلاع وعمق التعلم"، وأضاف: "نحن متفائلون بالمستقبل ومتفائلون بأجيال متعلمة ومتفائلون بشعوب تقرأ تاريخها وتستعد لمستقبلها، كل أب وأم ومسؤول، وكل حريص على مستقبل أبنائنا هو شريكنا في عام القراءة، نريد القراءة في كل مدرسة ودائرة ومكتب وبيت وفي كل مرافقنا وحدائقنا وشوارعنا، والبداية من هنا من خلوة المائة".
وقد تم تقسيم المشاركين في خلوة المائة -والتي حضرها أيضا الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي- لستة مسارات أساسية هي التعليم والقطاع الحكومي والقطاع الخاص والنشر والمحتوى والإعلام والقراءة لغير الناطقين بالعربية.
وناقشت خلوة المائة أكثر من 100 فكرة ومبادرة في هذه القطاعات والتي ستكون هي الأساس لبناء استراتيجية طويلة المدى، ليتم تطبيقها عبر كافة القطاعات المعنية.
وقد وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتشكيل لجنة عليا للإشراف على عام القراءة تضم في عضويتها المسؤولين الحكوميين المعنيين كوزارة الثقافة وتنمية المجتمع ووزارة التربية والتعليم وغيرهم، بالإضافة لأهم الشخصيات الوطنية المشرفة على الفعاليات الثقافية والمعرفية الوطنية الهادفة لنشر ثقافة القراءة بالدولة والجوائز المتعلقة باللغة العربية، أو بنشر الكتاب، بالإضافة لممثلين عن الاتحادات المعنية بالكتاب والأدباء والناشرين مثل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وغيرهم وذلك برئاسة محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء .
وستقوم اللجنة بوضع خطة استراتيجية متكاملة وإطار وطني شامل للتشجيع على القراءة وإحداث تغيير سلوكي مجتمعي لنشر ثقافة القراءة في كافة المرافق والمجالات ولدى جميع الفئات .
كما ستقوم اللجنة بتنسيق كافة الجهود وإطلاق المبادرات من أجل ترسيخ دولة الإمارات عاصمة للمحتوى والمعرفة في المنطقة، وتنفيذ توجيهات رئيس الدولة بتخريج جيل قارئ ومطلع يستطيع قيادة تنمية تقوم على المعرفة في الدولة.
ويعتبر قطاع الإعلام القناة الرئيسية للوصول إلى المجتمع بمختلف فئاته وأحد الممكنات الأساسية لتطبيق فعال للخطة الوطنية الهادفة لجعل دولة الإمارات العربية منارة للعلم والابتكار والتطور من خلال القراءة.
وقد شملت المجموعة التي مثلت قطاع الإعلام نخبة من أفضل الإعلاميين في الدولة وممثلي الجهات الإعلامية، وبرئاسة الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام .
وتم طرح العديد من المبادرات المجتمعية التي تبنتها المؤسسات الإعلامية الحاضرة لتحقيق هدف تغيير ثقافة المجتمع حتى يكون مجتمعا قارئا .
ومن أهم تلك الأفكار تشكيل الفريق الإعلامي الوطني للقراءة، والذي يضم مجموعة من الإعلاميين والكتاب والأدباء والمثقفين والكتاب والأكاديميين، يشرفون على وضع الخطط والبرامج الإعلامية وتنظيم الفعاليات الإعلامية المشتركة لتشجيع القراءة لدى الجمهور.
وتشمل المبادرة فكرة تناوب المؤسسات الإعلامية في رئاسة هذا الفريق لتعزيز التنافسية والابتكار فيما بينها، على أن تشرف السكرتارية العامة لدى المجلس الوطني للإعلام على ذلك الفريق.
كما أعلن سلطان الجابر عن أهمية تبني مبادرة كتاب في دقائق، الهادفة إلى توفير ملخصات عن الكتب تعرضها وسائل الإعلام بطريقة نصية ومرئية وسمعية.
وللثورة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي في التفاعل بين الناس وبالأخص فئة الشباب؛ فقد اقترح فريق قطاع الإعلام إنشاء ناد افتراضي للقراءة على قنوات التواصل الاجتماعي ليتيح التفاعل بين فئات المجتمع في موضوع قراءة الكتب وتقييمها وطرح وجهات النظر المختلفة التي تحفز الناس على التعرف أكثر على محتوى تلك الكتب، وسيتم الإشراف على تلك الفكرة من قبل نادي دبي للصحافة.
كما ارتأى ممثلو وسائل الإعلام أن أسلوب التحفيز من خلال المسابقات له أثر كبير في تغيير عادات المجتمع وتوجيه الاهتمام بموضوع المسابقات، ما يمكن من توصيل الرسالة لشريحة كبيرة من الجمهور.
وفي غضون ذلك اقترح قطاع القراءة والإعلام إطلاق مسابقة "اقرأ عن وطني" بالتعاون مع الصحف والمجلات والتلفزيونات، وذلك لنشر منشورات عن تاريخ الإمارات ومنجزاتها الحضارية، ويقوم المتسابقون بقراءة تلك المنشورات وتلخيصها ويتم نشر المقالات الفائزة في وسائل الإعلام وتكريم الفائزين.
كما تم خلال الجلسة تناول أثر بعض المسابقات القائمة على إجابة أسئلة ثقافية متنوعة في اهتمام المجتمع بالقراءة لغاية المشاركة والتميز من ضمن المنافسين والفوز.
وفي النهاية أعلن سلطان الجابر عن الدعم الذي أبدته قيادات وسائل الإعلام الوطنية الحاضرة جلسة العصف الذهني في تخصيص تغطية شاملة وأكبر لجميع الفعاليات الخاصة بالقراء والثقافة بشكل عام .