حوَّلت إصابتها بالسرطان إلى تجربة لاكتشاف الذات
السعودية جيهان عشماوي حوَّلت تجربتها المريرة مع "سرطان الثدي" إلى رحلة لاكتشاف الذات، وأطلقت برنامجًا على يوتيوب بعنوان "أنت بخير".
نجحت بإرادتها الفولاذية أن تهزم مرض السرطان، جمعت بين الحلم والأمل، العزيمة والإرادة، واليقين بقدرة الله على مساعدتها في تجاوز كل المحن.
حوَّلت تجربتها المريرة مع "سرطان الثدي" إلى رحلة لاكتشاف الذات، وأطلقت برنامجًا على يوتيوب بعنوان "أنت بخير"، وحقق صدى واسعًا على الصعيد العربي، وانضمت إلى فرسان محاربة السرطان.
لا تطالب السعودية جيهان عشماوي (40 عامًا)، الحاصلة على ماجستير الخدمات الصحية، وتعمل بتأسيس المستشفيات والإشراف على خدماتها بقيادة المرأة السعودية للسيارة، لكنَّها تدعو إلى حل أزمة المواصلات التي تواجه كل امرأة بالطريقة التي يرتضيها ولاة الأمر، وتحدثت عن أهمية الثقافة الصحية للمرأة السعودية، خصوصًا أنَّ لديها ابنتان، يهمها أن تتسلحا بهذه الثقافة في حياتهما.
- كيف واجهت مرض السرطان؟
- اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي عن طريق الصدفة عام 2007م، وكانت رحلتي الجديدة مع العلاج بمثابة رحلة لاكتشاف الذات من جميع النواحي، وساهمت عناية الله في منحي الرضا بقبول الإصابة واليقين أنني سأكون بخير، ومن ثم بدعم العائلة والمقربين منحني العزيمة، وكان حبي لابنتي وتمسكي بطموحاتي حافزًا أيضًا أن أتجاوز كلَّ الأزمات التي مررت بها.
- وكيف كانت تجربتك وراء الكثير من المبادرات الرائدة؟
- معظم المبادرات تصب في دعم وتوعية المصابين بالسرطان، ومن المبادرات التي اعتز بها برنامج "أنت بخير" لدعم وتوعية المصابين بالسرطان وأسرهم، وتكوين مجموعة صغيرة من فرسان محاربة السرطان.
- لكل إنسان نظارة ذاتية يمكنه أن يرى بها الحياة.. ماذا ترين أنت؟
- النظارة كنية عن منظور الناس للحياة، منهم من ينظر لها بتشاؤم وسلبية، ويفسِّر الأحداث، ويقدِّم الأفكار بنفس الطريقة، حتى تكاد تختنق إن جاورته أو صاحبته، ومنهم من يفسِّر وينظر للأمور، وإن ضاقت عليه الأحوال، بطريقة تفاؤلية إيجابية، ليقينه أنَّ ما كتبه الله عليه لم يكن ليخطئه، فيجذب له كلَّ جميل بتفكيره الإيجابي، ويبحث عن الزاوية المشرقة في كلِّ منحة يمر بها في رحلة الحياة.
- هل هناك رابط بين أبناء المرض الواحد، وما هو؟
- أعتقد نعم، فكل الذين يمرُّون بنفس تجربة المرض، أو الإصابة عندما يلتقون يتشاركون تقريبًا نفس المشاعر والخبرات باختلاف بسيط في سيناريو الأحداث، تربطهم ربَّما خطة علاج مشتركة، والشعور الذي يرافق الأعراض الجانبية لبعض العلاجات.
- ماذا عن فرسان محاربة السرطان.. وخططكم الشهرية للمكافحة؟
- أولاّ، أحب أن أشكر من أطلق هذا اللقب علينا "فرسان محاربة السرطان"، وهو أخ وصديق في الـ"فيس بوك"، هو غسان كاتب، لقد كونا مجموعة صغيرة تحت شعار "معًا نتنفس الأمل"، ندعم بعضنا، وكلَّ عضو جديد، ونتشارك الخبرات والأفراح والأحزان، نتقابل بشكل دوري كلَّ شهر تقريبًا منذ عام ونصف، وبدأنا الآن باستضافة شخصية مؤثرة تثري لنا اللقاء، وتضيء لنا جوانب مختلفة روحية وفكرية ونفسية.
- برنامج "أنت بخير" متى ينتقل من "يوتيوب" إلى الفضائيات؟
- حقيقة، أتمنى أن يجد البرنامج إحدى القنوات التي لديها نسبة مشاهدة عالية، ليتبنى الفكرة، ويطوِّرها معي، لنتمكن من تقديم محتوى يخدم أكبر شريحة في المجتمع.
- ماذا تقولين للمرضى الذين ينعزلون عن الناس، بمجرد علمهم بالمرض؟
- الإنسان القوي هو القادر على المواجهة والتحدي، والضعيف هو الذي يضع يده على خديه ويستسلم، وأتصور أنَّ جميع حلقاتي التي أقدِّمها عبر الـ"يوتيوب" تدور في هذا الاتجاه، الانعزال يصيب الإنسان بالإحباط والكآبة، ويزيد المريض مرضًا، والتحدي الحقيقي هو مواجهة الناس ومصارحتهم، فالعزلة لغة الضعفاء.
- هل المرأة السعودية تنقصها الثقافة الصحية؟
- المرأة بصفة عامة شخصية معطاءة، وغالبًا حين تكون زوجة وأمًا تسخِّر كلَّ فكرها ومجهودها لإسعاد أسرتها، والاعتناء بهم، وربَّما يصبح من آخر اهتماماتها العناية بصحتها وتثقيف نفسها، لذا فالمرأة السعودية بالفعل تحتاج إلى الكثير من الثقافة عن صحتها والوقت للعناية بنفسها.
- وماذا عن حياتك الاجتماعية والأسرية؟
- الحمد لله، حياتي الاجتماعية والأسرية تسير بشكل طبيعي، كنت حريصة من البداية على مصارحة أسرتي بالمرض، ومساعدتهم التي ساهمت في تجاوزهم المحنة معي بشكل كبير.
- لك ابنتان، ما علاقتك التثقيفية الصحية بهما؟
- إذا كانت الصدفة لعبت دورًا كبيرًا في حياتي، فإنني حريصة على أن يكونا أكثر وعيًا، ويتبعان القاعدة الطبية الشهيرة "الوقاية خير من العلاج".
- ما الصعوبات التي واجهتك في حياتك العلمية والخاصة؟
- الحمد لله أنني أواجه معظم الصعوبات مهما كانت بيقين من الله تعالى أنَّها ستزول، وأنَّه سيعينني على تجاوزها، فنظرتي لكثير من الأمور اختلفت، وأصبحت أراها من زاوية إيجابية أكثر.
- ما الطموح الذي يشغلك الآن تحقيقه؟
- طموحي أن أحصل على الدكتوراه، بإذن الله في المرحلة المقبلة، وأن أجد من يتبنى فكرة عمل مركز لدعم وتثقيف المصابين بالسرطان وأسرهم، وتقديم برنامج "أنت بخير" بصورة مؤثرة واحترافية أكبر.