2016 عام الفضائح.. بعد تحرش كولونيا.. شرطة السويد تقر بإخفاء جرائم جنسية
يبدو أن الفضائح تهيمن على عام ٢٠١٦، فبعد الاعتداءات الجنسية في كولونيا الألمانية، أقرت شرطة السويد بإخفاء موجة اعتداءات جنسية.
يبدو أن الفضائح تهيمن على عام ٢٠١٦ منذ بدايته، فبعد موجة من أعمال السرقة والاعتداءات الجنسية شهدتها مدينة كولونيا الألمانية عشية رأس السنة، زلزلت المجتمع الألماني، وتهدد حاليًا مستقبل اللاجئين في البلاد، أقرت الشرطة السويدية بأنها تسترت على موجة اعتداءات جنسية في مهرجان موسيقي أدت إلى اعتقالات لأجانب.
وأمس الإثنين، اعترفت الشرطة السويدية بأنها احتفظت بمعلومات عن عشرات الاعتداءات الجنسية في مهرجان "نحن ستوكهولم" الموسيقي، التي أدت إلى اعتقالات خاصة لأجانب بحسب تقرير لصحيفة "داجنس نيهتبر"، التي كانت أول من كشف الفضيحة، وأكدت أن المعتدين المفترضين كانوا بمعظمهم من طالبي اللجوء القاصرين الذين كانوا بمفردهم.
وتم توجيه الاتهام إلى صبي عمره 15 عامًا بـ"الاعتداء الجنسي" في مهرجان موسيقى في ستوكهولم، بحسب موقع "ذا لوكال" السويدي، الذي أشار إلى أن هناك 38 بلاغًا عن حالات اغتصاب واعتداء الجنسي خلال المهرجان خلال عامي 2014 و2015.
وحسب إذاعة السويد الرسمية، فإنه المثير في الأمر أن هذه الاعتداءات، لا تؤخذ على محمل الجد، حيث دائمًا ما تتحدث تقارير الشرطة عن مرور فعاليات المهرجان بشكل عادي، وهو عكس ما توصلت إليه الصحيفة من خلال بحث استقصائي، حيث اتضح أن الشرطة تتستر على مثل هذه الجرائم.
وفي تعقيبه على تقرير الصحيفة، وعد دان إلياسون رئيس جهاز الشرطة، بفتح تحقيقات حول التستر عن قضايا الاعتداءات الجنسية، فيما قال فاري يلاندير رئيس قسم الإعلام لدى شرطة ستوكهولم، إلى أن رجال الشرطة قاموا بطرد عدد من الأشخاص بسبب مضايقتهم للنساء خلال المهرجان، واعتبر أن الشرطة أنجزت عملها على أحسن ما يرام، لكنها أخطأت، ربما في عدم إبلاغ الإعلام بهذه الاعتداءات.
وتعليقًا على الواقعة، قال رئيس الوزراء ستيفان لوفن، في مؤتمر صحفي: "أشعر بغضب كبير؛ لأنني أرى أنه لا يمكن لفتيات حضور مهرجان موسيقي دون التعرض لمضايقات أو تحرش جنسي أو هجوم"، معتبرًا أن عدم إطلاع الشرطة الرأي العام على هذه الحوادث "مشكلة ديمقراطية".
وتأتي هذه المعلومات في ظل استياء ناجم عن بطء شرطة كولونيا في كشف حجم أعمال العنف التي وقعت ليلة رأس السنة، بحسب تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" البريطانية بعنوان "عام جديد خوف جديد"، وصف اعتداءات ألمانيا بأنها "نوع مختلف" من الجريمة أثار الذعر لفترة وجيزة.
والغريب، بحسب المجلة، أن شرطة كولونيا ذكرت في اليوم التالي أن الاحتفالات كانت هادئة وسلمية، غير أنه بعد تطوع عشرات النساء (بتقديم بلاغات) جاء رد فعل السلطات الغاضب، وتعهد وزراء الداخلية والعدل بإنفاذ القوة الكاملة للقانون، رغم إقرار الشرطة آنذاك بأنها ليس لديها معلومات لإجراء اعتقالات فردية، فيما اقترحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قوانين أكثر صرامة لتسهيل ترحيل المهاجرين المدانين بارتكاب جرائم حتى لو كان ذلك يتطلب تغيير قوانين اللاجئين.
وأشار التقرير إلى أن الاعتداءات تحولت إلى مخاوف عميقة في وقت متوتر، حيث تعاني ألمانيا في ظل استقبال أعداد قياسية من اللاجئين، بلغت أكثر من مليون في عام 2015، أغلبهم من الدول العربية، في حين سارع الساسة الشعبويون إلى استنتاج روابط، وألقى فروك بيتري، رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا"، (المناهض للاجئين) باللائمة على "العواقب الوخيمة لسياسة اللجوء والهجرة الكارثية"، في إشارة إلى سياسة "الأبواب المفتوحة" المتبعة مع اللاجئين.
aXA6IDMuMTM5LjgzLjI0OCA= جزيرة ام اند امز