5 خطوات تفصل فيون عن رئاسة فرنسا
بعد حصده 70 % من أصوات الناخبين في انتخابات أحزاب اليمين يستعد رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون لخوض معاركه القادمة مع اليسار الحاكم.
بعد حصده، 70 % من أصوات الناخبين في المرحلة النهائية لانتخابات أحزاب اليمين والوسط في فرنسا، يستعد رئيس الوزراء السابق "فرانسوا فيون" لخوض معاركه القادمة مع اليسار الحاكم، واليمين المتطرف الغارق في أحلامه بعد فوز "دونالد ترامب" بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعركته الكبرى وهي إقناع الفرنسيين ببرنامجه الاجتماعي، وسياسته الخارجية.
إذاعة "فرانس إنفو" واسعة الانتشار في فرنسا، أعدت اليوم الإثنين، تقريراً رصدت فيه استعدادات فيون للسباق الرئاسي في مايو 2017، بعد حسمه معركة اليمين والوسط لصالحه.
أكدت فيه الإذاعة إصراره على "التواجد النشط" بين منافسيه من اليسار وعلى رأسهم رئيس الوزراء الحالي "مانويل فالس" (مرشح الحزب الاشتراكي المرتقب) بعد تدني فرصة الرئيس الحالي فرانسوا أولاند في آخر استطلاعات الرأي، وأيضاً منافسته اليمينية المتطرفة وزعيمة حزب "الجبهة الوطنية" التي ارتفعت أسهمها بعد الموجة اليمينية التي ضربت فرنسا نتيجة فوز "ترامب".
وكان فيون- حسب تقرير إذاعة فرانس إنفو- صرح قبيل انتهاء الانتخابات التمهيدية، بأنه ذكّر الفرنسيين بأنه كان وحيداً عندما شرع في إطلاق برنامجه الانتخابي منذ 3 سنوات مضين في التدوين والمناقشة المتبادلة بين حملته وبين الجمهور، أما اليوم فهو يشعر بأن حلمه يتشكل أمام الجميع.. والذي رسم له 5 خطوات مهمة ومصيرية وهي:
- "لم شمل معسكر اليمين"
أولى مهام فيون المرحلة القادمة، كيف يلم شمل أحزاب اليمين والوسط؟ كيف يكسب أنصار رئيس الوزراء الأسبق ألان جوبيه والرئيس السابق نيكلا ساركوزي، الذين شكل لهم فوزه صدمةً ستمتد فترة ليست بالقصيرة، هل الحالة التي عليها الحزب الجمهوري المحافظ الآن مناسبة للاصطفاف خلف رجل واحد في مواجهة اليسار واليمين المتطرف؟ هل يجد فيون مؤازرين جدد من كوادر التكتل اليميني بخلاف المتحدث السابق باسم الحكومة النائب "لوران ووكييه"؟، و"ساركوزي" بعد خسارته المدوية في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية؟
ويؤكد أحد أنصار ساركوزي لفرانس إنفو أن "يد فيون أصبحت الأقوى الآن، بعد حصده غالبية الأصوات، فهو يمثل "رمانة الميزان" لأحزاب اليمين والوسط، وهذا لم يكن ليحدث في حال فاز جوبيه".
وصرح مصدر مقرب من فيون للإذاعة بأنه "وبشكل غير رسمي.. أصبح لكلمة فرانسوا فيون وقعاً مؤثراً على أذان شخصيات سياسية وتشريعية في الدولة، و"يفرض علينا الوضع الراهن، تجنب المعارك مع من خذلونا، حتى نستطيع الحشد ضد منافسينا".
- "استغلال انقسامات اليسار"
تشير الإذاعة إلى أن فيون لا يكتفي بمشاهدة حالة التخبط والانقسام التي عليها الحزب الاشتراكي الحاكم، إلا أنه يستغل هذه الحالة في الدعاية لنموذج "رجل فرنسا القوي"، الذي ينعقد تحت لوائه أنصار ليس فقط من متابعي حملته الانتخابية، بل يمتدون ولا سيما بعد فوزه إلى باقي الأحزاب اليمينية المحافظة وأحزاب الوسط ويمين الوسط، وذلك بدا جليًا من مؤازرة عدة صحف تختلف معه في التوجه له في معركته الأخيرة، كـ"ليراسيون" و"ماريان" اليساريتين.
برنامج "نيوليبرالي" منغلق على نفسه نسبياً يحمله فيون، في مواجهة العولمة التي يدير لها العالم ظهره الآن، والتي اتسم بها برنامج اليسار الحاكم المغضوب عليه من الفرنسيين طيلة فترة رئاسة "فرانسوا أولاند"، وانشقاق وزير اقتصاده الشاب "إيمانويل ماكرون" ونزوله السباق الرئاسي "مستقلاً".
- "تشكيل فريقه الرئاسي"
على فيون أولاً أن يرتب أفراد حملته الانتخابية، لاحتمال تشكيله فريقاً رئاسياً سيعلن المكلفين به ومواقعهم في حكومته الجديدة قبيل الانتخابات الرئاسية في مايو المقبل، فهو بالأحرى سيحتفظ بذراعه اليمنى ومستشاره وقائد حملته "باتريك ستيفانيني" وآخرين من الوجوه التي ظهرت مؤخراً بحملته الانتخابية.
فهو لم يتطرق لهذا الملف كثيراً، بل كان حديثه مقتضباً عندما أشار إلى 15 مهمة كبرى مخولة لفريقه مما ينبئ بتشكيله للحكومة تبعاُ لحاملي تلك المهام.
- "التحالف مع الوسط"
كان اتحاد الديمقراطيين المستقلين الوسطي، يوجه أنظاره نحو دعم جوبيه، ولكن بعد استفحال أمر فيون، وخصوصًا بعد المناظرة التي جمعته مع منافسه جوبيه، عرض الاتحاد على حملة فيون أن توافيه ببرنامجها، في تلميح منه للانخراط في تيار فيون الجارف، ولكنه لم يعلن دعمه في الجولة الثانية لكلا المتنافسين، رغم أنه ومن المفترض أن يدعم الشاب المستقل "ماكرون".
- "احتواء اليمين المتطرف"
يشكل كل من فيون وحزب "الجبهة الوطنية اليميني المتطرف" أكبر العقبات لبعضهما الآخر، فمن ناحية، يحرص فيون على الاستحواذ على أنصار هذا الحزب الذي يحمل نفس مبادئه وقيمه القومية والوطنية، ومن ناحية أخرى تصرح السياسية "ميشيل لوبان" حفيدة مؤسس الحزب بأن فيون "مشكلة إستراتيجية كبرى"، في وقتٍ تغرق عمتها ماري لوبان زعيمة الحزب الحالية في حلم يقظة كبير اسمه "لوبان.. ترامب فرنسا".