من المتوقع أن يصبح مشروع دبي لاند أحد أضخم وأغلى المشروعات السياحية في العالم بتكلفة تصل إلى 76 مليار دولار
تعـتبر دبي ثاني أكبر مدينة في دولة الإمارات، عنواناً يدوّن ذاته في أول صفحات الجذب السياحي في العالم.
حيث تتألق دبي بناطحات السحاب والأبراج العالمية وأفخم المولات التجارية والمنتجعات السياحية، وتجمع في زواياها أصالة التاريخ وسحر الحاضر، مما يجعل زيارتها تجربة غنية وممتعة بكل ما فيها من سحر وجمال.
تسعى دبي لأن تكون السباقة في مشروعاتها والأولى بكل المجالات، فبعد أطول برج في العالم وأكبر نافورة راقصة ها هي تستعد لإثبات نفسها من جديد، من خلال تطوير مشروع "دبي لاند" الذي احتل المرتبة الخامسة ضمن قائمة أغلى عشرة مشروعات في العصر الحديث من حيث كلفة الإنشاء، وفق مجلة "ذا ريتشيست" الاقتصادية المتخصصة.
ومن المتوقع أن يصبح مشروع دبي أحد أضخم وأغلى المشروعات السياحية في العالم بتكلفة تصل إلى 76 مليار دولار ومن المقرّر إتمامه في العام 2020.
بدأ العمل على مشروع "دبي لاند" بعام 2010، ويمتد على مساحة 3 مليارات قدم مربع، ويتضمن عناصر جذب سياحية متميزة لكل أفراد العائلة، وسيمثل أكبر مشروع من نوعه للسياحة العائلية على مستوى المنطقة، إذا لم يكن على مستوى العالم فهو عبارة عن مشروع عملاق تم تصميمه ويضم 45 مشروعاً رئيسياً و200 مشروع فرعي، ويتضمن عناصر جذب تلبي متطلبات مختلف أفراد العائلة، وتجعل منه محوراً رئيسياً لاستقطاب أكثر السياح من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وتتنوع مشروعات دبي لاند لتشمل كافة مجالات التسلية والترفيه والمرح من مناطق الألعاب إلى مشروعات التعليم الترفيهية، السياحة البيئية، مراكز التسوق، المطاعم والوحدات السكنية المتطورة.
ومن بين مشروعاته أجزاء ترفيهية مثل (عالم المغامرات) الذي يضم عالم الحضارة الفرعونية وعالم الثلج وعالم الفندق الفضائي وعالم العصور الوسطى، ومشروع (الريف الغربي western city) على مساحة 7 ملايين قدم مربع، وهو تجسيد للحياة الغربية والنمط الريفي الغربي بشكل يكاد يكون كاملا، حيث يحتوي مشروع (الريف الغربي) على عدد من الفنادق، وبجانبها مجموعة متناثرة من المنازل بمساحات مزارعها الشاسعة، كما تضم المدينة مسرحا، وحديقة للحيوان، واسطبلات ومواقع لعروض الروديو، ومشروع (مدينة دبي للاستوديوهات) والذي يقوم على مساحة 21 مليون قدم مربع، ويتضمن العديد من الاستوديوهات كاستوديوهات الرسوم المتحركة، ويقدم العديد من الخدمات مثل المونتاج والمكساج والدوبلاج، وتقدر تكلفته بحوالي 109 ملايين دولار، ومشروع "مدينة دبي لايف ستايل" والذي يهدف من خلاله إلى إنشاء مدينة جديدة يتوفر بها نمط حياة فريد للقاطنين والزائرين فيها ضمن أجواء هادئة وطبيعة خلابة، ومشروع دبي للجولف الذي يضم مجمعا متكاملا للجولف على مساحة 55 مليون قدم مربع بتكلفة إجمالية تبلغ 5. 6 مليارات درهم.
وتتضمن المدينة 5 مناطق رئيسية هي أكاديمية الجولف، فندق ومنتجع سياحي من فئة ستة نجوم، مجمعات الجولف، قرى الجولف وسوق لمبيعات التجزئة .
نمو سياحي يتجاوز التوقعات
يرى المحلل الاقتصادي عفيف محمود أن دبي تبوأت على الصعيدين الإقليمي والعالمي مركزا متقدماً كوجهة مفضلة للسياح نتيجة للمحفزات القوية وعوامل الجذب الفريدة والمناسبات المميزة التي تحفل بها أجندة دبي طوال السنة، وذلك إلى جانب توافر مرافق الترفيه والسكن الفاخر ووسائل المتعة والراحة.
وقال محمود: إن المؤشرات المتاحة تبين أن هناك زيادة مطردة في الأنشطة السياحية في دبي بعد البدء بمشروع "دبي لاند" عام 2010 وافتتاح جزء منه كالقرية العالمية والتي تعتبر ركيزة أساسية ضمن خطة دبي السياحية التي تهدف إلى استقطاب 20 مليون زائر في العام ،2020 وهو ما يصب أيضاً في استراتيجية دبي للعام 2021 والتي تركز ضمن محاورها الرئيسية على أن تكون الإمارة مقصداً أول للزوار على مستوى العالم والمنطقة.
وأضاف: إن القرية العالمية في "دبي لاند" تعد أكبر وأضخم علامة تجارية ترفيهية في المنطقة ومن أبرز معالم دبي السياحية، وتتميز بهوية متفردة، ولا توجد وجهة أخرى تماثلها في المفهوم أو التنوع في المنطقة، كما أنها تؤدي دوراً رئيساً في التنشيط السياحي بالإمارة، وعلى مدى عقدين مثّلت محوراً لتطوير الترفيه العائلي للمقيمين في الإمارات أو السياح القادمين من الخارج.
وأرجع محمود السبب وراء هذا النمو المطّرد الذي تشهده الدولة، إلى بنيتها التحتية الراسخة، ونمو قطاعي السياحة والتجزئة، فضلاً عن تحوّل دبي إلى عاصمة لقطاع المعارض والمؤتمرات عالمياً مع امتلاكها أجندة حافلة بالفعاليات التجارية على مدار العام، ويسهم ذلك بدوره في زيادة حجم الإقبال بفعل جمع العائلات بين الأعمال والأنشطة الترفيهية، ما يؤدي إلى ازدهار قطاع المتنزهات الترفيهية.
ومن المتوقع أن يتدفق ملايين السياح إلى منتزهات دبي الترفيهية ضمن "دبي لاند" المقرر افتتاحها نهاية 2016، ويفسح ذلك المجال أمام مشغلي المنشآت الترفيهية للابتكار والارتقاء بالقطاع إلى المستوى التالي، عدا عن استقطاب عدد أكبر من الزوار.
وأشار المحلل الاقتصادي عفيف محمود إلى أن مشروع "دبي لاند" سيصبح عند نهايته مرجعاً ومعياراً عالمياً جديداً تقاس به المشروعات المستقبلية، من حيث توفير أسلوب حياة متكامل فريد وفخم، والذي من شأنه أن يرفع معايير ومستوى الإبداع والجودة بين المطوّرين العقاريين في العالم أجمع.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز