في معرضي يكن وإيزولي بدبي.. شخوص هامشية بائسة
تتنافس مجمعات صالات الفنون بدبي لاجتذاب الجمهور لمشاهدة روائع أعمال تضم مقتنيات تشكيلية وصورا فوتوغرافية.. متعة بصرية وفنية حقيقية
بين منطقتي القوز الصناعية والسركال، وبين تجمع الصالات الفنية في مركز دبي المالي العالمي اختلافٌ واضحٌ من حيث المكان وفخامة المحيط. لكن بالدخول إلى مجال أعمق ومطروح للمقارنة بينهما فإن المنافسة ستكون على أشدها بين المنظمين لاستقطاب الجمهور الأكبر، لمشاهدة معروضات فنية وأعمال تشكيلية ومقتنيات فريدة. بالنسبة لليلة افتتاح صالات فنية لم يكن الحشد كما المعتاد، ولا يقارن بالجمهور الذي توافد على السركال بالأمس. نقطة لصالح السركال، لكن الرابح الأكبر بالتأكيد هو الجمهور المتعطش للجمال والفن والتذوق الإبداعي.
البداية من غاليري آرتسبييس، حيث استضافت التشكيلي السوري سعد يكن (1950) في معرضه الأول في دبي. لم يغب الإنسان الهامشي عن لوحات الفنان، وظل البطل كما في لوحة «الرجل الأخير» (170X300) سم. اللوحة المقابلة بالمقاسات نفسها تقريباً (160X300) سم والتي حملت عنوان «المايسترو»، تقاسمت البطولة، إلى جانب 12 لوحة إضافية وعدد من اللوحات المصنوعة من السيراميك. هذا ما ستدركه للوهلة الأولى، لكن أن تترك نفسك للمشاهدة، فإن قوة هائلة ستجذبك إلى اللوحات السيراميكية بشكلها الدائري لتقتنص اهتمامك إلى تفاصيل المقهى، والبحر، والإنسان الهامشي، وطقوس "السيران" المفقود.
على الجانب الآخر لحائط لوحة «الرجل الأخير»، يعرض إلياس إيزولي في غاليري أيام جديدة بعنوان «تواصل»، وفيه يحاكي تقنية الراحل لؤي كيالي في رسم البورتريه التي سبق وقال عنها كيالي إنها "محاولة للعثور على الأمل ضمن هذه المشهدية التي من الممكن أن تكون أقل قسوة". المشكلة أن الأمل منذ غياب كيالي في العام 1978 حتى تاريخ معرض إيزولي لا زال في الانتظار، وشخوص إيزولي إذ تستوحي من تقنية كيالي إلا أنه ينفذها بروح زمن الــ HD، ويظهر من خلال اللون القوي، ودخول التكنولوجيا (التي من المفترض أنها تسخر لصالح الإنسان) لكن البؤس لا يزال هو نفسه، حتى وإن كان سوبرمان حاضراً في واحدة من أشهر لوحات كيالي "ماذا بعد؟"، فإننا نجده بائساً تماماً كما النسوة المتشحات بالسواد، ولا تنفع القوة الخارقة في التغيير وإن كانت في إطار الفن!.
الفوتوغرافيا حاضر بقوة في غاليري "The Empty Quarter" في معرض الزوجي رونالد وصابرينا ميشود«مرايا من الشرق». 20 لوحة يستعيد فيها الثنائي مشاهد من لوحات استشراقية تعرض جنباً إلى جنب مع اللوحات الفوتوغرافية. يعيد الزوجان مصدر الإلهام في هذا المعرض إلى ثيمة الثقافة والمواطنة في الإسلام. المرايا ثيمة لطالما شغلت رونالد قبل أن ينال الشغف من زوجته أيضاً، ليتشاركا العمل على هذا العمل الذي يبدأ بتحية الإسلام التقليدية "السلام عليكم".
«100 أرنب» في إطارات من القرن التاسع عشر، يستضيفها كوادرو غاليري للفنان الأمريكي هانت سلونيم، حيث يعتبر هذه الحيوانات بمثابة موديلات للرسم، وما أن تلتقيه حتى يخبرك قصصاً عن شغفه باقتناء الحيوانات وصداقته بهم. الفنان الذي تقتني لوحاته مؤسساتٌ عالمية؛ مثل متحف "متروبوليتان" للفنون، ومتحف "غوغنهايم"، ومتحف "ويتني" للفن الأميركي، يتطلع إلى قصص من جانبك بالمقابل.
غاليري آرتسوا لم يقدم جديدًا بهذه المناسبة، لكنه استعاد عددًا من المقتنيات اللافتة من أعمال وائل درويش، وبعضًا من كائنات مصطفى علي الخشبية، فيما يستمر معرض الخط الديواني الجلي في غاليري فرجام، ويستمر معرض الفنان الصيني وانغ غوانغي «انتقادات كبيرة» في غاليري أوبرا التي يعلق فيها على الحرب الباردة من خلال السياسة والاقتصاد والمجتمع المعاصر.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز