هيثم الحاج لـ"العين": "هيكل" ليس ممنوعا من "القاهرة للكتاب"
مقابلة خاصة مع رئيس هيئة الكتاب حول فعاليات المعرض
في حديث خاص يكشف رئيس هيئة الكتاب المصرية عن الاستعدادات الجارية لافتتاح معرض القاهرة للكتاب وتنظيم فعالياته وإعلان برنامجه الحافل
بدأ العد التنازلي لافتتاح أكبر معارض الكتاب العربية وأقدمها، "معرض القاهرة الدولي للكتاب" في دورته السابعة والأربعين، الذي ستفتتح فعالياته يوم 27 يناير الجاري ويستمر حتى 10 فبراير 2016.
بوابة «العين» الإخبارية التقت رئيس هيئة الكتاب، الدكتور هيثم الحاج علي، بمكتبه على كورنيش النيل، في حديث خاص، يكشف فيه عن الاستعدادات الجارية على قدم وساق لافتتاح المعرض وتنظيم فعالياته وإعلان برنامج أنشطته الحافل، وكذلك المشاركات الدولية والعربية لهذا العام.
فعاليات المعرض بحسب الحاج علي تصل إلى ما يقرب من 560 فعالية ثقافية وفنية سيتم تنظيمها على مدار أيام المعرض، وتشمل الندوات واللقاءات الفكرية ومناقشات الكتب، وورش الأطفال، والعروض الفنية، والمسرح المكشوف لعرض موسيقى ذات طابع شبابي أو تراثي، بالإضافة إلى المحاور الرئيسية "الثقافة في المواجهة"، وشخصية المعرض "جمال الغيطاني"، والاحتفاء بمرور 10 سنوات على وفاة الروائي العالمي وأديب نوبل نجيب محفوظ (1911-2006) تحت عنوان (10 أعوام حضور متجدد) وسيتضمن هذا المحور فعاليات عديدة ومتنوعة ستشمل استضافة عدد من النقاد والفنانين والمهتمين بأدب محفوظ ومناقشة جوانب مشروعه الإبداعي المختلفة، من هذه الموضوعات "الليبرالي المثقف"، "الأحلام"، "الرواية والسينما"، "نصوص محفوظ الأخيرة".. كل هذا بالإضافة إلى استحداث أنشطة جديدة للمرة الأولى، من أبرزها "ذاكرة المعرض"..
كيف استعدت هيئة الكتاب لمعرض هذا العام.. وما هي الاستراتيجية العامة التي حكمت تنظيمه؟
هناك عدة رؤى اعتمدت على التنوع وروح الشباب توافقا مع استراتيجية الدولة الآن. معرض الكتاب هذا العام مفتوح لكل التيارات والاتجاهات، والتركيز سيكون على الرؤية الشابة من حيث التنظيم والفاعليات. على المستوى اللوجيستي هناك اعتماد كبير على تطوع الشباب، كما قام بعض طلاب كلية الهندسة جامعة الأزهر العام الماضي بعمل تطبيق مبتكر لخريطة المعرض وقائمة الكتب والفاعليات المتاحة من خلاله، والذي سجل 15 ألف تحميل خلال فترة المعرض، أما هذا العام فقد قام الطلاب بإهداء التطبيق للمعرض لاستخدامه مرة أخرى. وهناك مبادرات تطوعية عديدة تصب في هذا الاتجاه، من خلال تقديم خدمات ومساعدات تمكن الزائرين من الوصول إلى طلباتهم بسهولة ويسر.
أعلن عن أن المشاركة الدولية لهذا العام ستكون الأكبر في تاريخ معرض القاهرة؟
صحيح، فالمشاركة الصينية بالفعل ستكون هي الأكبر والأرفع في معرض هذا العام، ولقد سبق افتتاح المعرض أسبوعٌ للاحتفاء بالثقافة الصينية وبالكتاب المترجم من الصينية إلى العربية والعكس، يليها المشاركة الروسية والفرنسية التي استعدت ببرنامج مميز دعت فيه عددا من أبرز كتابها وفنانيها لحضور فعاليات معرض القاهرة، كذلك فهناك مشاركات متميزة جدا للألمان والإيطاليين والفرنسيين، وسيستضيف المعرض هذا العام الكاتب الفرنسي باتريك ديفي، يومي 27 و28 يناير المقبل في حوار مفتوح يديره الكاتب خالد الخميسي. كما يشارك من الجانب الفرنسي أيضا، الروائي والمؤرخ الشهير روبير سوليه، وجان بيير فيليو المستعرب والأستاذ المتخصص في الإسلام السياسي المعاصر، وفنان الكوميكس والجرافيك نوفل توماس جابيسون.
كيف تم الإعداد لفعالية "ذاكرة المعرض" وهي المرة الأولى التي سيتم فيها عرض تسجيلات لندوات ولقاءات جماهيرية سابقة؟
سيتم تخصيص قاعة سينما كاملة لعرض هذه التسجيلات النادرة، 30 ندوة جماهيرية ولقاء حاشدا من الندوات القديمة التي سجلت في دورات سابقة لمعرض الكتاب عبر سنواته الـ 47، ولعلك تعلم أن هيئة الكتاب تمتلك كنزا حقيقيا عبارة عن ما يقرب من 300 شريط تسجيل بعدد ساعات تتجاوز المائة ساعة تقريبا، من هذه التسجيلات النادرة؛ الأمسيات الشعرية الجماهيرية الحاشدة للشاعر الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وكذلك للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وللشاعر ذي الجماهيرية الواسعة نزار قباني، فضلا عن اللقاءات والمناظرات الفكرية الساخنة التي جرت في تسعينيات القرن الماضي ومنها المناظرة الشهيرة التي جرت بين المفكر المرحوم فرج فودة وبين ممثلي تيار الإسلام السياسي التي اغتيل على أثرها، وكذلك ندوات الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل.
على ذكر اسم هيكل.. تردد أنه ممنوع من حضور فعاليات معرض الكتاب هذا العام. هل هذا صحيح؟
بالتأكيد غير صحيح، هذا كلام لا أساس له من الصحة، الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ليس ممنوعا من المشاركة في أي فعاليات للمعرض، ولقد قام الكاتب يوسف القعيد عضو مجلس إدارة هيئة الكتاب بالاتصال به ودعوته للمشاركة في إحدى فعاليات المعرض، لكنه اعتذر لأسباب صحية.
ما الجديد الذي سيقدمه معرض القاهرة للكتاب هذا العام لرواده؟
اسمح لي قبل الحديث عن الفاعليات الجديدة الإشارة إلى أنني من مؤيدي الطابع الاحتفالي الجماهيري للمعارض الدولية، في السابق كنا نواجه بانتقادات لو حاولنا إبراز هذا الطابع، في رأيي فإن الكرنفالية التي تتخلل مثل هذه المناسبات هي علامة حيوية وإيجابية وجذب، فالثقافة شيء ممتع وليس جافا وخاليا من أي مظهر من مظاهر البهجة والاحتفال.
أما الفاعليات الجديدة في المعرض، فهناك فاعليات الفنون التشكيلية، عن طريق إقامة معارض فنية، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانين للرسم على الأسفلت وسيشارك فيه الكبار والصغار، بالإضافة إلى دعوة أكاديمية الفنون التي تشارك لأول مرة في المعرض، مع وجود 4 أماكن تنظم ورش وعروض للأطفال.. سيكون شيئا رائعا أن تشارك في ورش عمل ومناقشات وندوات وفي الوقت ذاته يكون بإمكانك الاستماع إلى أغان جميلة وموسيقى ممتعة ومشاهدة عروض ذات طابع احتفالي مبهج.
"الثقافة في المواجهة" شعار المعرض لهذا العام.. كيف ستكون المواجهة وما هي آلياتها؟
الندوات المقرر تنظيمها ستكون كلها ندوات تحت شعار "الثقافة في المواجهة" باعتبار أن الثقافة هي حائط الصد الرئيسي للدفاع عن المجتمع ضد الإرهاب والمخاطر والتحديات الجسيمة التي تواجهنا. أتصور بأن ندوات "الثقافة في المواجهة" ستكون محركة للفكر الراكد، وستحتوي على ندوات من عيار ثقيل فعلا، سيكون بكل ندوة أربعة متحدثين، هذا بالإضافة إلى محور شخصية العام الكاتب الراحل "جمال الغيطاني"، وهو أحد رموز الثقافة المصرية والعربية وأيضا باعتباره أحد رموز المواجهة الثقافية الحقيقية، نحاول من خلال الندوة المخصصة يوميا له مناقشة جوانبه المتعددة؛ الغيطاني المثقف، وليس فقط الروائي، بل أيضًا الغيطاني صحفيا، ومتصوفًا، ومذيعًا، وكيف أثّر في تلاميذه..
ما أبرز الأسماء المشاركة من المصريين والضيوف العرب في فعاليات المعرض لهذا العام؟
يستضيف معرض القاهرة الـ47 كوكبة لامعة من أبرز نجوم الثقافة والفكر والأدب في مصر والعالم العربي، أذكر منهم على سبيل المثال: المهندس المصري المقيم بألمانيا هاني عازر، والرائد الكبير الدكتور محمد غنيم أستاذ الطب، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، كما ستنظم ندوة تجمع محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب العرب السابق والكاتب الإماراتي حبيب الصايغ الرئيس الحالي للاتحاد. أيضا سيشرفنا بالحضور، الكاتب التونسي شكري المبخوت صاحب رواية «الطلياني»، والحائز على جائزة البوكر العربية العام الماضي، والكاتب المغربي الكبير أحمد المديني، والمفكر اللبناني جورج قرم، وآخرون.