ذكرى 25 يناير.. طوارئ بمحيط السفارات والكنائس والميادين
" السيسي": 30 يونيو استكمال لـ25 يناير
إجراءات أمنية مشددة تم اتخاذها في القاهرة والمحافظات في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير التي توافق غدا الاثنين.
يحتفل المصريون، الاثنين، بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير كانون الثاني 2011 التي انطلقت من ميدان التحرير احتجاجا على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة في البلاد في ظل حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والتي أطاحت به في النهاية في 11 فبراير شباط 2011.
وتأتى الذكرى في ظل الدعوات التي أطلقتها جامعة الإخوان لأنصارها بالنزول والتظاهر في الشوارع في ظل رفض حزبي وعمالي ومؤسسات دينية لهذه الدعوات التي وصفوها بـ"الهدامة والتخريبية".
بدأت ثورة 25 يناير كانون الثاني 2011 في القاهرة بتبنّي مجموعات شبابية وحركات شعبية مثل "شباب 6 إبريل" وحركة كفاية ومجموعات الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر ومن أشهرها مجموعة "كلنا خالد سعيد" وشباب الإخوان، بغير قيادات الجماعة إلى النزول إلى الشارع للثورة على أوضاع البلاد التي آلت إلى أسوأها بعد حكم مبارك الذي دام ثلاثون عاماً.
وكان من بين هذه الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأوضاع حتى بلغت ذروتها في 25 يناير هو قانون الطوارئ، وقسوة الشرطة في التعامل مع المواطنين، بالإضافة إلى الترهل السياسي، والفساد وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد، وارتفاع معدلات الفقر.
كما كانت نتيجة انتخابات مجلس الشعب وحصول الحزب الوطني المنحل الذي تبع "مبارك" على نسبة مقاعد بلغت 98% من البرلمان المصري بالإضافة إلى مقتل الشاب السكندري خالد سعيد وتلفيق اتهام له بحيازته لفافة مخدرات، وتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، ومقتل سيد بلال داخل قسم الاحتجاز في أحد أقسام الشرطة المصرية بمثابة "القشة" التي قّسمت ظهر نظام مبارك في الحكم.
الإخوان والثورة
وتسلم المجلس العسكري الحكم في مصر بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي ووعد بأن تكون هناك انتخابات رئاسية حرة نزيهة، وظل محتفظا بالسلطة ومدد الفترة الانتقالية بسبب انتشار العنف الذي هدد أمن مصر، حيث تغيرت الظروف الأمنية وتدهورت الحالة الاقتصادية واختلفت الحياة السياسية وتبدلت الحياة الاجتماعية وأصبحت صعبة ومعقدة.
وفي مايو/ أيار عام ٢٠١٢ أجريت أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، على جولتين بعد استجابة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لطلب تسريع نقل السلطة جراء المظاهرات في شارع محمد محمود في نوفمبر تشرين الثاني عام 2011 أسفرت جولة الإعادة في الانتخابات عن فوز مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي بنسبة 51.73% على منافسه السياسي المستقل أحمد شفيق الحاصل على نسبة 48.27%.
لكن بعد أقل من عام خرجت احتجاجات جديدة مرة أخرى لإزاحة الإخوان عن الحكم وتم عزل مرسي عن الحكم في 3 يوليو تموز 2013، ثم تولى الرئيس المصري السابق عدلي منصور الحكم لإدارة المرحلة الانتقالية وأعقبها إجراء الانتخابات الرئاسية في 26 مايو أيار 2014 وتولى الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم.
وبعد 6 سنوات من قيام ثورة 25 يناير التي تحل ذكراها الخامسة غدا الاثنين وفي ظل تزايد العنف من قبل الجماعات الإرهابية بحق رجال الجيش المصري والشرطة المدنية والتي تطول أيضا المدنيين ترفض الأحزاب المصرية والحركات السياسية وبينها أحزاب إسلامية كحزب النور والجماعة الإسلامية دعوات الإخوان للتظاهر.
تكثيف أمني
على صعيد متصل، نشر الجيش المصري قوات حماية المواطنين في الشوارع لتأمين المنشآت العامة والقصور الرئاسية والمحاكم والطرق والكباري والميادين خشية وقوع أي أعمال إرهابية.
وكثفت قوات الشرطة من تواجدها في الشارع حول المباني الحكومية والمنشآت الحيوية كما انتشرت في محيط الكنائس والسفارات الأجنبية.
وقامت وزارة الداخلية المصرية الأحد بنقل 50 من قيادات جماعة الإخوان ومتهمين أعضاء في جماعات متطرفة ومسجلين خطر شديدي الخطورة، من سجن عتاقة بمحافظة السويس شرقي القاهرة إلى سجون عمومية خارج المحافظة، ضمن خطة تأمين السجون بالتزامن مع ذكري ثورة 25 يناير.
وقال مصدر أمني إن من بين السجون التي نقل المتهمون بها خارج السويس، ليمان طرة، وأبوزعبل بالقاهرة وبرج العرب، شرقي القاهرة لافتا إلى نقل المساجين في حراسة أمنية مشددة، وفي سرية تامة.
وأكد المصدر أنه سيتم إعادة المرشد العام للإخوان محمد بديع مرشد الإخوان والدكتور محمد سعد الكتاتني وعدد من سجناء الإخوان من مستشفيات القصر العيني إلى محبسهم بسجون طرة لدواعٍ أمنية، مع اقتراب ذكرى ثورة ٢٥ يناير.
وأشار المصدر إلى أن سجناء الإخوان تماثلوا للشفاء، وسيتم نقل بعضهم إلى مستشفيات السجون للرعاية، مؤكدا أن الإجراء يأتي لدواع أمنية، بمناسبة دعوات التصعيد الخاصة بذكرى ثورة ٢٥ يناير.
على صعيد متصل انتشر خبراء المفرقعات بالقاهرة والجيزة الأحد، بمحيط الكنائس والأماكن الشرطية والوزارات والسفارات والقنصليات وبمحيط مستشفيات الشرطة، لإجراء عمليات التمشيط بواسطة كلاب بوليسية وأجهزة حديثة استعدادا لاستقبال ذكرى ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى فحص سيارات متروكة أو في حالة انتظار خاطئ، ومنع توقفها بمحيط الكنائس، تحسبا لوجود أي أجسام غريبة لمنع وقوع أي أحداث طارئة.
كما قام خبراء المفرقعات بعمليات مسح شامل لكافة السفارات والأماكن الشرطية ومستشفى الشرطة ونقاط الإطفاء، منعا لحدوث أي أعمال إرهابية.
وقال مصدر أمني إنه لم يتقدم أحد بأي طلبات رسمية لوزارة الداخلية لتنظيم تظاهرات غدا الاثنين في ذكرى ثورة 25 يناير. وأضاف المصدر، أن أي تظاهرات بدون تصريح يطبق عليها خرق قانون التظاهر، ويتم التعامل معها وفقا لما نظمه قانون التظاهر.
من جانبها حذرت السفارة الأمريكية في القاهرة، مواطنيها من حدوث اضطرابات عنيفة في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.
وقالت السفارة الأمريكية في رسالتها التحذيرية على موقعها الإلكتروني بالإنجليزية الأحد إن يوم 25 يناير يعتبر عطلة للاحتفال بعيد الشرطة وذكرى الثورة، موضحة أنه وقعت اضطرابات عنيفة في العام الماضي، ومن المحتمل وقوع حوادث مماثلة، ولا يمكن استبعاد ذلك.
وأضافت أن الحكومة المصرية نشرت قوات أمنية إضافية، بما في ذلك الأفراد العسكريين في جميع أنحاء البلاد كاجراء احترازي، مشددة على المواطنين الأمريكيين في مصر، رفع الوعي الأمني وتجنب الحشود الكبيرة والمظاهرات، والعمل على رعاية سلامتهم الشخصية تحسبًا لذكرى 25 يناير.
كلمة السيسي
من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كملته بذكرى ثورة 25 يناير الأحد، إن أي عمل إنساني يخضع للتقييم، وإن انحراف الثورة عن مسارها الذي أراده الشعب لم يكن من أبنائها الأوفياء، ولكن نتج عمن حاولوا أن ينسبوها لأنفسهم عنوة.
وأضاف السيسي أن الذين حاولوا أن ينسبوا الثورة لأنفسهم، استغلوا الزخم لتحقيق مصالح شخصية ومصالح ضيقة تنفي عن الوطن اعتداله المعهودة وسماحته المشهود له، وقال السيسي: "مصر اليوم ليست مصر الأمس، نشيد معاً دولة مدنية حديثة متطورة وستبقي الدولة المصرية تبذل جهودا لمكافحة الفساد، معتبراً أن " ثورة 30 يونيو جاءت لتصحيح مسار واستكمال ثورة 25 يناير".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز