بالصور.. مها نور تنتصر على السرطان في لحظة فارقة
كثير من الأزواج يتخلون عن زوجاتهم بعد اكتشاف إصابتهن بالسرطان، مما يعرقل مسيرة شفائهن، لكن مها نور استمدت قوتها من دعم زوجها لها.
كم تضيق بنا الدنيا حين ينتابنا ألم أو حينما تباغتنا محنة أو تصيب أحدا من ذوينا، فما بال هؤلاء الذين يغتالهم مرض ينذرهم بجملة واحدة، "أنتم على شفا الموت"، وتجدهم صامدين حامدين بل هم نور يهتدى به اليائسون.
مها نور، محاربة تشيع الأمل والتفاؤل بمجرد أن تحادثك تطلق كلمات حكاية مرضها بابتسامة، وكأنها تطلق سهاما نحوه لتقضى عليه بدلا من أن يقضى عليها، بل وهبت نفسها للآخرين لتسكن آلامهم وتبعث فى قلوبهم اليقين بقوة ورحمة الله ولتعيد لهم روح الحياة.
كأي فتاة، كان حلمها أن تتزوج وتبني أسرة وتحقق الحلم سريعا بعد تخرجها، وما أن التحقت بالعمل فى أحد البنوك حتى التقت زوجها، وسريعا ما تزوجا وهي فى الـ 24 من عمرها، ارتبطت برجل تمنته سندا فى الدنيا وخير رفيق للآخرة.
تحكى: "لم أكن أعرف معنى المسئولية، ولم أتعلم الطبخ إلا بعد زواجي، ولم يكل مني زوجي يوما، كنت أصغر إخوتي، ورُزقت بطفلين هما مازن ومروان، كنت حريصة على متابعتهما دراسيا، لم يتلق أحد منهما دروسا خصوصية أبدا، ومنذ خمس سنوات فقط كنت في الـ33 من عمرى، شعرت يوما بوجود ورم فى صدرى، أخذت الموضوع بمحمل الجد وأخذنى زوجى لمستشفى كبير نفى إصابتي بالمرض، إلا أن القلق لم يفارقنى فتوجهت لطبيب آخر، ونفى هو الآخر، فحثنى زوجى للذهاب لطبيب ثالث أكد إصابتي، ولتبسيط الأمر نصحني باستئصاله تحسبا، وأجريت العملية الوقائية".
مر عليها أسبوع كامل وقد تسلمت نتيجة التحليل الذى أثبت أنها تواجه المرض اللعين، سرطان الثدي، وإنما "الصبر عند الصدمة الأولى حقا".. فتقول: "ساعتها لم أفكر أننى سأكون في عزلة وحدي في القبر".
وفى حديث لا ينتهى مع الله ظلت تسترجيه أن يبقيها على قيد الحياة، لا من أجل أحد بل من أجل الله.
وتحكي: "لم أردد بينى وبين نفسي غير دعاء واحد لله.. أمهلني قليلا لأكفر عن ذنب ربما اقترفته في حق أحد دون قصد".
رحلة العلاج
بدأت رحلة العلاج القاسية.. بدأها معها زوجها لينتهجا معا دروب المحاربين، رأت وقتها من يُعالجون وماذا تفعل بهم جلسات العلاج الكيماوي، ولا تنسى يوما أوضح لها الطبيب أنها وقت الحقن قد تنسد الشرايين فيضطر أن يبحث عن شرايين بديلة فى كافة أنحاء الجسم، ربما الرأس يوما وربما رجلها، ولم يكمل الطبيب حديثه حتى استوقفه زوجها طالبا بديلا.
بينما البديل يتكلف ما لا طاقة لأحد به وهى أن تركب جهازا خارج القلب يسمى بيرتوكاس .. ساعتها قال لها زوجها سأبيع كل ما أملك لأجلك، وبالفعل ركبت الجهاز وأخذت الجلسات عبره، كانت الجلسة تأخذ من ثلاث إلى أربع ساعات لتحمل آلام الكيماوي التى توصف أقلها بماء النار الذى يسرى بالجسد فيهلكه.
أيام لا تنسى
لم يدعها الكيماوي كغيرها بل سقط شعرها ونحل جسدها، ووهنت صحتها في وقت كان زوجها يشد من أزرها مؤكدا أنها أجمل من رأت عيناه.
تقول: "كنت دائما ما أضع إيشاربا لأغطي رأسي، وأخشى أن أنام بجانبه حتى لا يسقط عني فيضر ناظره رؤيتي، وهو أبدا .. لم يغير من على وجهه سوى نظرة الحب والأمل، فى الوقت الذى كان يتخلى كثير من الأزواج عن زوجاتهم وينفصلون عن من هم أمثالى، هذا ما عرفته بعدما انضممت إلى جمعية مرضى السرطان، وأن من أسباب عدم استردادهم عافيتهم انفصالهم عن أزواجهن.. كنت دوما أشعر بالانتصار وفى قمة قوتى وسعادتى .. حتى تمكنت من الانتصار على المرض".
سأعيش من أجل المحاربين
قررت مها بعد تعافيها أن تكمل الحرب مع باقى المحاربات حتى يتعافين، فأنشأت موقعا إليكترونيا وقناة خاصة وأجرت لقاءات صحفية وتشارك فى كثير من المؤتمرات لتحكي وتحكي عن قصتها لمساعدتهن... حولها المرض من شخصية منطوية خجولة إلى شاعرة وملهمة.. من أكثر النساء ضعفا إلى أكثرهن قوة وتواصلا.. ينصتن إليها حول العالم لتحكي بقوة وفرحة قصة انتصارها.
وتختتم معي حكايتها: "استعدت هوايتي القديمة وهي الكتابة، بتشجيع صديقة لى أن يكون عندي مجلة إليكترونية كبيرة، والحمد لله أصبحت مجلتين، واحده متنوعة أكتب فيها مقالات وخواطر وأمورا كثيرة تساعد كل سيدة ورجل أن يكونوا سعداء في حياتهم، والثانية متخصصة في الطبخ وهما تحت عنوان (سحر الحياة).
وتستعد مها نور للمشاركة في إطلاق أول مؤتمر عالمي يضم المحاربين والمحاربات يقدمن خلاله عرض أزياء من تصميم المشاهير، علي أن يخصص دخله لمحاربة المرض، وذلك احتفالا باليوم العالمي للسرطان.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز