"القاهرة للكتاب" في يومه الرابع.. أجنحة الخصومات نجمة المعرض
"العين" رصدت ظاهرة ربما تكون الأوضح هذا العام، عدد غير قليل من دور النشر الكبيرة قدمت خصومات كبيرة تراوحت بين 25% وحتى 50%.
مشهد يتكرر سنويا أمام بوابات أرض المعارض في مدينة نصر، في مثل هذا التوقيت من كل عام، طوابير تمتد لعدة كيلومترات أمام بوابة صلاح سالم بطول سور أرض المعارض، وطوابير أخرى أمام بوابات ممدوح سالم من جهة العباسية، ويتلاقى الاثنان بطول كوبرى الفنجري الموازي للسور. هكذا يبدو المشهد في اليوم الرابع لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الـ 47.
داخل المعرض، بدت سراي العرض وأجنحة دور النشر، المصرية والعربية، متأهبة لحركة متفائلة ومبشرة من البيع والشراء وإبرام التعاقدات، ورغم درجات الحرارة المتدنية، فإن هذا لم يمنع العديد من الأسر المصرية من ارتياد المعرض، مصطحبة أطفالها في جولة هي أقرب إلى النزهة منها إلى اقتناء الكتب كهدف رئيسي من زيارة المعرض، أو لمتابعة الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية التي يرتادها في النهاية جمهور نوعي.
إقبال غير مسبوق على أجنحة الكتب المخفضة والجماهيرية، الأجنحة الرسمية مثل الهيئة العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة والمركز القومي للترجمة، تشهد إقبالا منقطع النظير، الكتب تباع بالمئات بأسعار لا تكاد تذكر، ليس هناك أقل من جنيه واحد لاقتناء كتاب معتبر، 100 جنيه مصري تجعل صاحبها يقتني 100 كتاب من هذه الأجنحة، لكنه سيكون في حاجة إلى نصف هذا المبلغ وربما ما يوازيه للبحث عن وسيلة انتقال مناسبة لتحميل ما اشتراه من كتب!
جناح مكتبة الأسرة، من أشهر مقاصد المعرض وأكثرها ازدحاما طيلة أيامه، لا موضع لقدم داخل الجناح، عربات تحميل الكتب من المخازن تنقل آلاف النسخ لا يستغرق بيعها سوى ساعات قليلة، وهكذا. بالمثل جناح الكتب المخفضة للمؤسسات والهيئات التابعة لوزارة الثقافة المصرية، ومن ضمنها المركز القومي للترجمة الذي تصل نسبة الخصومات التي يمنحها على إصداراته القديمة إلى 70%!
جناح الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أيضاً، بات من المقاصد الشهيرة لطلاب الدراسات الأجنبية، والراغبين في اقتناء الكتب الإنجليزية في جميع المجالات، خصومات تصل إلى 50% والبيع لا يتوقف، الكثير من الزوار تنفتح شهيته على آخرها لاقتناء وشراء الكتب الأجنبية ولو من باب "مش هتخسّر"، الكتب فخمة ورقها مصقول ومجلدة تجليدا فاخرا، بعضها ثمنه يصل إلى 300 و400 جنيه وبعد الخصم وصل إلى 50 و60 جنيها!.. "يا بلاش" صارت تتردد علنا وسرا بين رواد هذا الجناح!
«العين» رصدت، من مقابلات ولقاءات مع زوّار المعرض ورواده، ظاهرة ربما تكون الأولى أو الأوضح هذا العام، عدد غير قليل من دور النشر الكبيرة والشهيرة قامت بالإعلان عن خصومات كبيرة تراوحت بين 25% وحتى 50%. المفاجأة، أن دورا مثل الشروق المصرية والتنوير اللبنانية، وغيرهما، دخلا سباق الخصومات بصورة غير مسبوقة. مصطفى الفرماوي، مدير التسويق وتزويد المكتبات بدار الشروق، قال إن أجنحة مكتبات الشروق من جهة بوابة صلاح سالم، تقدم هذا العام خصومات كبيرة على الكتب العربية والأجنبية كما تقدم عروضا خاصة ومميزة جدا على الكتب، الفرماوي تابع "الشروق تقدم 50% خصما على مجموعة من أقيم الكتب في التاريخ والأدب والأعمال الفكرية والسير الذاتية وخصوصا لجلال أمين وتاريخ مصر في عصر محمد علي وإسماعيل وفؤاد وفاروق". الفرماوي أكد "عندما يعلم الزوار بوجود خصومات مثل هذه يقبلون بأعداد كبيرة على هذه الأجنحة ويشترون بكميات كبيرة"، «العين» في جولتها فوجئت بالأعداد الضخمة في الجناح خصوصا أمام الكتب الأكثر مبيعا، أحمد مراد، حسن كمال، يوسف زيدان، وغيرهم.
في المقابل، ما زالت أغلب دور النشر العربية، خاصة اللبنانية، بعيدة عن الإقبال الغفير، المبالغة في سعر الكتاب يفوق في المجمل القوة الشرائية للزائر المصري، الاعتماد بشكل أساسي على التعاقدات والصفقات بين دور النشر والمكتبات ومنافذ التوزيع، وكذلك على القارئ النوعي الذي يعلم تحديدا ما الذي يريده ويرغب في شرائه مباشرة من الأجنحة ودور النشر اللبنانية. الناشرون اللبنانيون والشوام والمغاربة أميل إلى التعامل مع الوسطاء، أصحاب المكتبات والموزعون، يفضّلون البيع بالجملة ولا يعولون كثيرا على البيع للأفراد، قد يبدو هذا مثيرا لاستياء شريحة لا يستهان بها من القراء المصريين، لكن في النهاية "لكل شيخ طريقة"، هكذا السوق!
ناشرون مصريون أكدوا لـ«العين» أن معرض العام الحالي حتى الآن يسير بصورة جيدة جدا، صحيح أن هناك ملاحظات على بعض الأمور التنظيمية، لكن في المقابل تبدو الإيجابيات وبعض اللمسات التطويرية جديدة وظاهرة. شريف بكر، عضو اتحاد الناشرين المصريين، ومدير دار العربي للنشر والتوزيع، قال إن أهم ما يميز معرض هذا العام، هذا الزحام الكبير منذ يوم الافتتاح "اليوم الزحام غير عادي، لا موضع لقدم في المعرض، وحتى داخل الأجنحة وسرايات العرض، بالتأكيد هذا شيء رائع". هل انعكس هذا الزحام بصورة ما على حركة بيع الكتب، بكر أجاب "نعم. حتى الآن هناك حركة بيع جيدة، مقارنة بالسنوات السابقة، جيدة إلى حد كبير. نحن في اليوم الرابع وما زال أمامنا 11 يوما أخرى كاملة، نتوقع المزيد".
عادل المصري، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ورئيس دار أطلس للنشر، اتفق مع بكر، وأكد أن الإقبال على المعرض "كبير جدا"، "رأيت بعينك الإقبال الكبير على أبواب الدخول اليوم، وعلى الرغم من ذلك فدخول المعرض لا يستغرق أكثر من خمس دقائق"، المصري وجّه الشكر للمنظمين ورجال الأمن المسؤولين عن المعرض على هذا المجهود الضخم، وتوقع المصري أن يتخطى عدد زوار المعرض هذا العام حاجز المليوني زائر.
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA= جزيرة ام اند امز