ياسمين يحيى.. من الثانوية إلى وكالة "ناسا"
مصرية كرمتها وكالة ناسا الأمريكية بأن أطلقت اسمها على الحزام الرئيسي لأحد الكويكبات، التي اكتشفتها مؤخرا، تقديرا لجهودها العلمية.
حلمت منذ طفولتها بالتميز.. كانت تفكر أن عليها أن تفعل شيئا يتحدث عنه الجميع يوما، لم تفكر في أن تكون مثل أحد، بل تمنت أن تكون لها شخصية ذات شأن رغم أنها لم تعرف وتحدد ما هو، فقد كان عقلها يحثها دوما على ذلك.
هكذا بدأت ياسمين يحيى عبده، الطالبة المصرية تحكى حكاية التميز من طالبة فى المرحلة الثانوية إلى العالمية وتكريم وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لها.
ولدت ياسمين فى قرية كفر المنازلة التابعة لمحافظة دمياط، التي تنفرد بموقع جغرافي متميز لا يكاد يتكرر في أي بقعة من العالم، حيث تطل علي البحر والنهر والبحيرة، فهي تقع في شمال الدلتا حيث تبعد مسافة 15 كيلومترا من مصب النهر في البحر الأبيض المتوسط، ويشطرها نهر النيل (فرع دمياط) إلي شطرين يحدها شمالاّ البحر المتوسط، وشرقا بحيرة المنزلة، وإلى الجنوب والغرب تمتد مزارع الدلتا وسهولها.
ياسمين هي الابنة الوسطى لأسرة بسيطة بها ثلاثة أبناء توفى عنهم والدهم لتتحمل الأم مسئولية التربية وتعليم أبنائها.
بعد حصولها على الإعدادية وتفوقها بدأ حلم التميز يراودها ويدفعها بقوة إلى أن تخرج من القرية إلى القاهرة لتلتحق بمدرسة المتفوقات للتعليم والتكنولوجيا الثانوية في ضاحية زهراء المعادي، ووسط معارضة شديدة للعادات والتقاليد بألا تنتقل فتاة من القرية إلى العاصمة بمفردها نجحت أن تقنع أسرتها، وواجهت الكثير من الصعوبات فى الإجراءات الروتينية لنقل أوراقها من مدرستها، ثم استصدار موافقات الإدارة التعليمية وموافقة القطاع التعليمي الذي تتبعه، ثم المحافظة وغيرها من الأوراق التى قد تثنيها عن فكرتها، لكنها أبدا لم تتوقف.
في مدرستها الجديدة عرفت معنى البحث العلمي، وتقول: "في كل تيرم كنا مكلفين بإجراء بحث حول مشروعات، وكان ذلك مهما لأنه يمثل 60% من مجموع الدرجات.. وكان أول مشروع حول تصميم منزل فى حلايب وشلاتين لمحاربة الزلازل ومقاومة الأمطار، مع أهمية أن تكون تكلفته بسيطة، وحتى الآن قدمت 5 مشروعات".
المركز الأول فى انتل ايسف بأمريكا
تقدمت ياسمين للاشتراك فى مسابقة “إنتل ايسف” الدولية للعلوم والهندسة 2015 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، ونالت المركز الأول على مستوى العالم عن فئة علوم الأرض والبيئة بمشروع تحت عنوان "القوة الكامنة في قش الأرز".
وتضمن مشروع ياسمين طرقا مقترحة لاستخدام قش الأرز في تنظيف وتطهير مصادر المياه أولا، ثم تحويلها إلى حل لمشكلة الكهرباء والحد من تلوث الهواء.
واستخدمت في مشروعها علاجا بيولوجيا للمساعدة على تنقية المياه وتسخينه بحرق قش الأرز، ويساعد بحثها العلمي في تطهير المياه، والحد من تلوث الهواء والتخلص من قش الأرز عن طريق حرقه لزيادة وقود الديزل الحيوي في توليد الكهرباء.
كويكب "ياسمين"
كرمتها الإدارة الأمريكية الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء (وكالة ناسا) بأن أطلقت اسمها على الحزام الرئيسي لأحد الكويكبات، التي اكتشفتها مؤخرا، وذلك تقديرا لجهودها العلمية التي بذلتها لصالح علوم الأرض والبيئة.
تكريمها أصبح حديث الإعلام ومصدر إلهام لكثيرين، ليس فقط ممن هم فى عمرها، بل لكل الباحثين عن التميز فى كافة الأعمار.
وكرمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتقى بها في قصر الرئاسة عدة مرات، وتحدثت معه عن دعم البحث العلمى.
وعن آخر ما تفكر فيه قالت: "أتمنى أن أحصل هذا العام على مجموع يؤهلني لكلية الطب، فما يشغلني الآن هو الثانوية العامة، وأتمنى أن يكون أول تطبيق لمشروعي في محافظتي دمياط".