61 قمة عربية في 77 عاما... آمال وتحديات
يعقد القادة العرب في مدينة جدة السعودية، الجمعة، قمتهم العادية الـ 32 وسط آمال بنجاحها في وضع خارطة طريق لمواجهة التحديات والأزمات.
آمال تتعزز بعودة سوريا للجامعة العربية بعد غياب 12 عاما، واستضافة المملكة بثقلها الإقليمي والدولي لتلك القمة وسط سعي دؤوب ودبلوماسية نشطة لتعزيز التضامن العربي.
أيضا تتعزز تلك الآمال مع استمرار عضوية دولة الإمارات في المجلس الدولي، وترؤسها المجلس الذي يعتبر أعلى هيئة دولية معنية بصون الأمن والسلم الدوليين، لشهر يونيو/حزيران القادم، وسط تواصل جهودها كشريك بنّاء في المجتمع الدولي للتعامل مع التحديات الراهنة مثل الحفاظ على السلام، وتعزيز التسامح، والتغير المناخي، ودعم ومناصرة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
أيضا تتعزز تلك الآمال بتحقيق خطوات حاسمة وهامة لحل الخلافات والنزاعات الإقليمية بالطرق الدبلوماسية، ووضع أسس علاقات قوامها حسن الجوار واحترام السيادة والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة المنظمة للعلاقات بين الدول.
أثمرت دبلوماسية دولة الإمارات الحكيمة عن عودة العلاقات مع تركيا إلى مسارها الطبيعي، قبل أن تعود إلى مسارها الطبيعي أيضا بين السعودية وتركيا.
وتشهد علاقات مصر وتركيا حاليا تحسنا كبيرا، على طريق تصويب مسار العلاقات بين البلدين.
أيضا أثمرت دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عن تقدم ملموس على طريق العلاقات بين دولة الإمارات وإيران، بإعادة سفير دولة الإمارات إليها أغسطس/آب الماضي بعد 7 سنوات من سحبه.
ومؤخرا، بدأت السعودية وإيران فتح صفحة جديدة في العلاقات تنفيذا لاتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية، الذي توصل له البلدان، برعاية صينية، 10 مارس/آذار الماضي، بعد قطيعة دبلوماسية استمرت 7 سنوات.
كما نجحت جهود الإمارات في إعادة سوريا لحاضنتها العربية عبر جهود عدة كان أبرزها استقبال رئيسها بشار الأسد في الإمارات مرتين في مارس/آذار 2022 و2023.
وتوجت تلك الجهود باستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، ومشاركة رئيسها المرتقبة في قمة جدة.
أما أبرز التحديات التي تواجه القمة فهي اندلاع الأزمة السودانية منتصف أبريل/نيسان الماضي، التي فتحت جرحا جديدا في الجسد العربي.
هذا إلى جانب التحديات القائمة نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة، وتواصل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتأتي استضافة المملكة للقمة العربية الـ32 امتداداً لدورها القيادي على المستوى الإقليمي والدولي، وحرص قيادتها على تعزيز التواصل مع قيادات الدول العربية والتباحث المستمر وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتعد القمة الحالية هي الـ 61 منذ تأسيس الجامعة العربية في 22 مارس/آذار 1945، كأقدم منظمة إقليمية في العالم تنشأ بعد الحرب العالمية الأولى.
وتعد قمة جدة هي القمة العادية رقم 32 والقمة العادية الثالثة التي تستضيفها المملكة على مدار 77 عاما.
وعقدت أول قمة عربية عادية بالعاصمة المصرية القاهرة في يناير/كانون الثاني 1964، فيما عقدت آخر قمة عربية "عادية" وحملت رقم 31 في مطلع نوفمبر الماضي بالجزائر.
وإضافة إلى 32 قمة عادية (بما فيهم قمة جدة)، تم عقد 14 قمة طارئة، حيث عقدت أول قمة عربية في مدينة أنشاص المصرية، عام 1946 وحملت صفة طارئة، فيما عقدت آخر قمة عربية "طارئة" في مكة المكرمة في مايو/أيار 2019.
وإضافة إلى 32 قمة عادية و14 قمة طارئة، تم عقد 4 قمم اقتصادية تنموية، إضافة إلى 11 قمم عربية إقليمية (4 قمم عربية أفريقية و4 قمم عربية لاتينية، وقمة عربية أوروبية وقمة عربية إسلامية أمريكية وقمة عربية صينية)، بإجمالي 61 قمة، تسلط "العين الإخبارية" الضوء عليه في السطور التالي:
14 قمة "طارئة"
قمة أنشاص (مايو/أيار 1946)
عقد (أول اجتماع عربي) بدعوة من ملك مصر الملك فاروق، وبحضور الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية، لمناصرة القضية الفلسطينية.
وأكدت القمة على قضية فلسطين وعروبتها وعدتها في قلب القضايا العربية الأساسية.
قمة بيروت (نوفمبر/تشرين الثاني 1956)
عقدت بدعوة من الرئيس اللبناني كميل شمعون إثر العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) على مصر وقطاع غزة. وأكدت مناصرة مصر ضد العدوان.
قمة القاهرة (سبتمبر/أيلول 1970)
عقدت في أعقاب اشتباكات الأردن بين المنظمات الفلسطينية والحكومة الأردنية والتي عرفت بـ(أيلول الأسود)، ودعت للإنهاء الفوري للعمليات العسكرية بين الجانبين، وإطلاق المعتقلين.
قمة الرياض (أكتوبر/تشرين الأول 1976)
عقدت بدعوة من السعودية والكويت لبحث أزمة لبنان، ودعت لوقف الحرب الأهلية، التي اندلعت في لبنان 1975.
قمة فاس (سبتمبر/أيلول 1982)
شاركت فيها 19 دولة وغابت عنها ليبيا ومصر، وأقرت مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط الذي أصبح فيما بعد مشروعا للسلام العربي.
قمة الدار البيضاء (أغسطس/آب 1985)
أكدت الالتزام الكامل بميثاق التضامن العربي وقررت تأليف لجنتين لتنقية الأجواء العربية.
قمة عمّان (نوفمبر/تشرين الثاني 1987)
عقدت بمشاركة 20 دولة عربية إضافة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأُعلن فيها التضامن مع الكويت والسعودية والعراق إزاء التهديدات الإيرانية.
قمة الجزائر (يونيو/حزيران 1988)
عقدت بناء على طلب الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد لدعم الانتفاضة الفلسطينية.
قمة المغرب (مايو/أيار 1989)
أعيد فيها مصر لعضوية الجامعة العربية، وغاب عنها لبنان الذي تنازعت على السلطة فيه حكومتان.
قمة بغداد (مايو/أيار 1990)
غاب عنها لبنان وسوريا، وبحثت التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، وأدانت تكثيف الهجرة اليهودية لإسرائيل.
قمة القاهرة (أغسطس/آب 1990)
عقدت إثر "الغزو" العراقي للكويت، وقررت عدم الاعتراف بضم الكويت، وإرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج العربي.
قمة القاهرة (يونيو/حزيران 1996)
أكدت على شروط السلام الشامل مع إسرائيل، وتضامنت مع البحرين والإمارات ضد التهديد الإيراني.
قمة القاهرة (أكتوبر/تشرين الأول 2000)
عقدت بحضور 14 قائدًا عربيًا، في أعقاب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون الحرم القدسي، وقررت إنشاء صندوقي تمويل باسم "انتفاضة القدس" و"صندوق الأقصى"، وعقد القمة العربية بشكل دوري كل عام.
قمة مكة (مايو/أيار 2019)
عقدت بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأدانت ممارسات مليشيات الحوثي، وسلوك إيران المنافي لمبادئ حسن الجوار.
32 قمة عادية
قمة القاهرة (يناير/كانون الثاني 1964)
تعتبر أول قمة عربية إذ اكتسبت الصفة الرسمية للقمم العربية، وعقدت بناء على طلب الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، لبحث مشروع إسرائيل تحويل مياه نهر الأردن.
وشددت في مضامين قراراتها على وجوب تنقية الأجواء العربية من الخلافات، ودعم التضامن العربي وترسيخه.
قمة الإسكندرية (سبتمبر/أيلول 1964)
دعت لتعزيز القدرات الدفاعية العربية، ورحبت بقيام منظمة التحرير الفلسطينية واعتمادها ممثلاً للشعب الفلسطيني .
قمة الدار البيضاء (سبتمبر/أيلول 1965)
دعت إلى الالتزام بميثاق التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية.
قمة الخرطوم (أغسطس/آب 1967)
عقدت بعد الهزيمة العربية أمام إسرائيل عام 1967، وأكدت وحدة الصف العربي.
قمة الرباط (ديسمبر/كانون الأول 1969)
دعت لإنهاء العمليات العسكرية في الأردن بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الأردنية.
قمة الجزائر (نوفمبر/تشرين الثاني 1973)
عقدت بعد حرب أكتوبر 1973، وشهدت انضمام موريتانيا للجامعة العربية.
قمة الرباط (أكتوبر/تشرين الأول 1974)
عقدت بمشاركة جميع الدول العربية، وبحضور الصومال لأول مرة.
قمة القاهرة (أكتوبر/تشرين الأول 1976)
عقدت لاستكمال بحث الأزمة اللبنانية التي بدأت في مؤتمر الرياض الطارئ بحضور 14 دولة.
قمة بغداد (نوفمبر/تشرين الثاني 1978)
قررت نقل مقر الجامعة العربية وتعليق عضوية مصر، بعد توقيعها اتفاقية (كامب ديفيد) للسلام مع إسرائيل.
قمة تونس (نوفمبر/تشرين الثاني 1979)
عقدت بناء على طلب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وجدد المشاركون فيها إدانتهم لاتفاقية (كامب ديفيد).
قمة عمان بالأردن (نوفمبر/تشرين الثاني 1980)
صادقت فيها البلدان العربية على ميثاق العمل الاقتصادي القومي.
قمة فاس بالمغرب (نوفمبر/تشرين الثاني 1981)
شاركت فيها جميع الدول العربية باستثناء مصر.
قمة عمّان (مارس/آذار 2001)
أكدت التمسك بقطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها للقدس.
قمة بيروت (مارس/آذار 2002)
تبنت مبادرة ولي العهد السعودي آنذاك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بشأن تطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية شريطة الانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
قمة شرم الشيخ (مارس/آذار 2003)
رفضت شن هجوم أمريكي على بغداد.
قمة تونس (مايو/أيار 2004)
اتفقت على إدخال تعديلات على ميثاق الجامعة العربية للمرة الأولى منذ عام 1945.
قمة الجزائر (مارس/آذار 2005)
جدد القادة العرب فيها الالتزام بمبادرة السلام العربية بوصفها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم
قمة الخرطوم (مارس/آذار 2006)
وافق فيها القادة على إنشاء مجلس السلم والأمن العربي.
قمة الرياض (مارس/آذار 2007)
اتفق فيها القادة على ضرورة العمل الجاد لتحصين الهوية العربية وترسيخ الانتماء.
قمة دمشق (مارس/آذار 2008)
أكدت الالتزام بتعزيز التضامن العربي ودعت إلى تجاوز الخلافات العربية.
قمة الدوحة (مارس/آذار 2009)
أكدت على التضامن العربي.
قمة سرت (أكتوبر/تشرين الأول 2010)
دعت لوضع خطة تحرك عربية لإنقاذ القدس والحفاظ على المسجد الأقصى.
قمة بغداد (مارس/آذار 2012)
تبنت رؤية شاملة للإصلاح في الوطن العربي.
قمة الدوحة (مارس/آذار 2013)
وافقت على إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان وإنشاء صندوق (دعم القدس).
قمة الكويت (مارس/آذار 2014 )
تعهدت بإيجاد حلول للأوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي برؤية عميقة.
قمة شرم الشيخ (مارس/آذار 2015)
أقرت تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة.
قمة نواكشوط (يوليو/تموز 2016)
أقرت دمج القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية مع القمة العربية العادية لتكون مرة كل أربع سنوات.
قمة عمان (مارس/آذار 2017)
طالبت دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس.
قمة الظهران (أبريل/نيسان 2018)
سميت بـ"قمة القدس"، وأكدت عدم شرعية الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
قمة تونس (مارس/آذار 2019)
رفضت القرار الأمريكي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وأدنت تدخلات إيران في المنطقة.
قمة الجزائر (نوفمبر/تشرين الثاني 2022)
التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية جمعاء، إضافة إلى تمسك العرب بالسلام كخيار إستراتيجي، وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002م بكافة عناصرها.
وأكدت الالتزام بمبادئ عدم الانحياز وبالموقف العربي المشترك من الحرب في أوكرانيا الذي يقوم على نبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام وبلورة حل سياسي للأزمة.
كما أكدت دعم دولة الإمارات العربية المتحدة في التحضير لاحتضان الدورة 28 لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ.
قمة جدة 19 مايو/أيار 2023
تنطلق وسط آمال عربية في لم الشمل العربي، وتوحيد الصف العربي لمواجهة تحديات وأزمات المنطقة.
4 قمم اقتصادية:
قمة الكويت (يناير/كانون الثاني 2009)
تعد أول قمة اقتصادية عربية، وتوافق القادة على سياسة نقدية لتعزيز قدرة الدول العربية على مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية.
قمة شرم الشيخ (يناير/كانون الثاني 2011)
طرحت مبادرات لترسيخ روح التسامح الديني والحوار.
قمة الرياض (يناير/كانون الثاني 2013)
اعتمدت الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال بالدول العربية.
قمة بيروت (يناير 2019)
أكدت الاستمرار في تنفيذ الخطة الإطارية للبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي.
11 قمم عربية – إقليمية:
عقدت 4 قمم عربية أفريقية، الأولى بالقاهرة عام 1977، والثانية في مدينة سرت الليبية عام 2010، والثالثة في الكويت عام 2013، فيما الرابعة في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية عام 2016.
كما عقدت 4 قمم عربية أمريكية جنوبية (لاتينية)؛ الأولى في العاصمة البرازيلية "برازيليا" عام 2005، والثانية في العاصمة القطرية الدوحة الدورة عام 2009، والثالثة في ليما عاصمة بيرو عام 2012، فيما كانت الرابعة في السعودية عام 2015.
القمة العربية الإسلامية - الأمريكية بالرياض
عقدت في 2017، وأكدت الالتزام الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله.
قمة شرم الشيخ العربية الأوروبية
عقدت في 2019، وتعد أول قمة على مستوى قادة جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وأكدت على التعاون الإقليمي لحل التحديات المشتركة بين الطرفين وتعميق الشراكة الأوروبية العربية والتصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية.
القمة العربية الصينية
عقدت بالرياض في ديسمبر/كانون الثاني 2022، وتم خلالها الاتفاق على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية وجمهورية الصين القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل.