النائب المصري مصطفى بكري قال لـ"بوابة العين" إن الإمارات نقلت جثمان عمر سليمان للقاهرة عقب وفاته .
قال النائب المصري مصطفى بكري، إن استقالته من ائتلاف "دعم مصر" الذي يستحوذ على الأغلبية البرلمانية داخل مجلس النواب مرتبطة بخلافات تنظيمية، وليست فكرية.
وأضاف بكري في حوار خاص لبوابة "العين"، أنه لا يسعى لمنصب سياسي خلال الفترة المقبلة التي لا تحتمل صراعًا على الغنائم بقدر ما هي مرحلة لدعم الدولة والرئيس عبدالفتاح السيسي.
كما تحدث النائب بكري كذلك عن احتمالية عودة الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق إلى مصر خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أنه سيعمل في السياسة حال عودته.
وفيما يلي نص الحوار..
*ما الدوافع وراء استقالتك من ائتلاف "دعم مصر"، تحالف الأغلبية في البرلمان؟
- كان لديّ ملاحظات على طريقة الإدارة، ليس بيننا أي خلافات سياسية، لكن الاستقالة جاءت على خلفية خلافات تنظيمية في اللائحة المُنظمة للائتلاف، والتي تصاعدت في الفترة الماضية بطريقة لم تعجبني شخصياً بعد اتجاهها للتجريح في شخصي، فقررت الانسحاب لعل ذلك يهدّئ الأمور، ولا أرغب في أن تكون استقالتي سبباً لتفتيت الائتلاف لأنه كيان وطني يسعى لدعم الدولة المصرية.
*لكن يقال إن هذه الاستقالة تأتي في سياق الصراع على السلطة والمناصب داخل البرلمان؟
- لو كانت المسألة مرتبطة بالصراع على السلطة، لكنت ترشحت لمنصب وكيل البرلمان، فأنا كنت ضمن مجموعة 6 التي أسست هذا الائتلاف، لكن المشكلة الموجودة لمن هم داخل الائتلاف، أنني ساندت مرشحا غير مرشحهم الذي ترشح في منصب وكيل البرلمان وفاز بالمنصب، واعتبروا أن هذا خروجا تنظيميا وانشقاقا، وهذا حق طبيعي لنائب البرلمان، لأن ليس هناك نص في اللائحة يقول إنك تلتزم بكل القرارات، النص اللائحي يقول إن التوافق بيننا على الثوابت الوطنية العامة ودعم الدستور.
*هل سيتحول ائتلاف "دعم مصر" لحزب سياسي خلال الفترة المقبلة؟
- أعتقد أن هذا الأمر مُمكن أن يكون مطروحاً بالنسبة لأعضائه في وقت لاحق، وليس الآن.
*هل سيكون حزباً للسلطة؟
- أتصور أن السلطة في المرحلة الحالية لا تريد حزباً سياسياً، والرئيس عبد الفتاح السيسي يتعامل مع الجميع بفلسفة واحدة، للك فدعم مصر يريد أن يخدم ثوابت الدولة الوطنية، ويساعد البرلمان على دوره، ولكن ليس هناك ما يؤكد أنه حزب السلطة حتى الان.
* أظهر خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخير فجوة واسعة بين رؤيته ورؤية البرلمان في عدد من القوانين.. إلى أي مدى من الممكن أن يؤثر ذلك على طبيعة عمل البرلمان؟
- أنا أتصور أن البرلمان حر في قراره، والرئيس يستوعب ذلك جيداً، لكن أعضاءه يتوجب عليهم مراعاة المصلحة الوطنية، بمعنى عدم المساعدة على زيادة الفجوة بين مؤسسات الدولة، وكذلك ينبغي لمؤسسات الدولة أن تستمع لرأي الشارع ويُجري حواراً مجتمعياً وبرلمانياً قبل إقرار أي قانون محل جدل أو خلاف.
* مضي أكثر من عام ونصف على ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.. كيف تقيّم أداءه خلال هذه الفترة؟
- الرئيس السيسي يتقدم إلى الأمام في الظروف الصعبة للغاية التي تحيط به، حيث إن هذه الظروف منها الاقتصادي والأمني والمجتمعي، وهو لديه برنامج طموح، يحاول أن يجذِّر في المجتمع صيغة المشروعات القومية الكبرى التي يراها ضرورية ومهمة، وأنا أعتقد أن وجود السيسي على رأس السلطة التنفيذية استطاع إنقاذ البلاد من مغبة الإرهاب.
*قدمت نفسك خلال ولاية الرئيس الأسبق حسني مبارك كمعارض السياسي.. فكيف تقدم نفسك خلال المرحلة الحالية؟
- أقدم نفسي داعماً للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والدولة الوطنية ومؤسساتها والشعب المصري، لأن الرئيس المصري يعبّر عن مصالح الشعب المتمثلة في إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتحقيق العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم في حياة حرة وعدالة اجتماعية، واستقرار سياسي واقتصادي.
*ما الذي تسعى إليه من خلال عملك في السياسة؟ وهل تطمح لشغل منصب تنفيذي داخل الحكومة؟
- أنا لا أسعى لأي شيء، رفضت رئاسة أحد الأحزاب السياسية التي كانت مطروحة عليّ، ونأيت بنفسي عن الصراعات السياسية التي تتنافس على المناصب والسلطة، فأنا أريد أن أمارس دوري على أكمل وجه لخدمة البلاد والشعب المصري، لأن هذا الوقت ليس وقت غنائم أو البحث عن سلطة، بل هي مرحلة اصطفاف وطني أمام المخاطر التي تحيق بالبلاد.
* هل تتفق مع الرأي القائل بأنه لا عودة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في العمل العام خلال الفترة المقبلة بعد تراجع شعبيتها؟
- هذه مسألة أتفق معها 100%، وذكرى ثورة 25 يناير الماضية كانت بروفة للاستدلال على تراجعهم الكبير في تنظيم فعالياتهم الإرهابية، خصوصاً مع تزايد الحصار الشعبي عليهم بسبب انكشاف أفعالهم الإرهابية.
*بوصفك أحد المُقربين لأحمد شفيق رئيس الوزراء السابق.. ما أسباب وضع اسمه على قوائم ترقب الوصول من الخارج؟
- أولاً أحمد شفيق مقاتل وطني حريص على مصلحة البلد، وقراره بمغادرة البلاد جاء تجنباً لوقوع فتنة كبرى بعد المؤامرة الإخوانية عليه في الانتخابات الرئاسية، وقرار المنع ليس للسلطة السياسية دخل فيها، فهي متعلقة بقرار قضائي وليست صراعاً بين أجنحة داخل السلطة، كما يحاول البعض تفسير الأمر، وعلى القضاء حسْم هذه المسألة في أقرب وقت، لأن هناك عدم رضا عن بقائه خارج البلاد.
* هل سيعود "شفيق" لممارسة السياسة حال عودته من الخارج أم سيلتزم الصمت؟
- سيعود للعمل السياسي وممارسة العمل العام، لأن هذه المسألة جزء من شخصيته، بجانب أنه يتولى رئاسة حزب الحركة الوطنية، وفي حديثي معه دائماً أجده متفاعلاً مع الأوضاع السياسية داخل مصر، ومتفائلاً عن الأوضاع في مصر، وملاحظات على العمل السياسي وطبيعة مهام الائتلافات السياسية.
*رافقت اللواء الراحل عمر سليمان نائب الرئيس الأسبق في أيامه الأخيرة.. ماذا كان انطباعه عن الأوضاع في مصر؟
- كنت أجريت معه عددا من المقابلات بعضها كان يجرى في مستشفى وادي النيل، حيث كان يخضع للعلاج الطبيعي، وكان يرحب بي ببشاشة وجهه ويقول: «أهلا يا أبو البلديات» لأنه من الصعيد مثلي، وهو كان متفائلاً بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية، لكنْ بالتأكيد أمور كثيرة حالت دون ذلك، وكان يدرك أن الإخوان إذا ما تسلموا السلطة في البلاد، فإن الأوضاع سوف تزداد تدهورًا والبلاد سوف تدخل إلى نفق خطير، لأنه كان يعرف أن مصر ستمضي حتمًا إلى طريق مسدود قد يدفع إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
* هل كان يتوقع زوال حكمهم؟
- كان لديه يقين بأن وصول الإخوان للحكم عن طريق مخطط أمريكي، وأنهم لن يستطيعوا حكم مصر، لأن مواقفهم وأفكارهم تتصادم مع المصريين.
- مَن كان من المقربين له في فترته الأخيرة؟
الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كان على تواصل دائم به، وكانت دولة الإمارات هي المعنية في المقام الأول بمتابعة صحته، وخلال احتجازه في المستشفى الألماني لم يزره خلالها سوى سفير الإمارات في ألمانيا بتعليمات من الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة والشيخ محمد بن زايد، كما أن الشيخ محمد بن راشد أرسل مبعوثًا خاصًا إلى المستشفى للاطمئنان على حالة اللواء عمر سليمان.
وتحمّلت الإمارات كذلك مسؤولية نقل الجثمان إلى القاهرة بالتنسيق مع المخابرات المصرية، لذلك أهديت الكتاب الذي نشرته عن اللواء عمر سليمان للشيخ زايد آل نهيان تقديراً لدور دولة الإمارات لعمر سليمان، ولمساعدة مصر في الفترة الأخيرة.