جدل في إيران عقب انتقادات روحاني لحرية الرأي ووضع المرأة
الرئيس الإيراني حسن روحاني ينتقد حرية الرأي ووضع المرأة في بلاده، وهي الانتقادات التي أثارت جدلا واسعا في إيران
وجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقادات لحرية الرأي ووضع المرأة في بلاده، وهي الانتقادات التي أثارت جدلا في طهران.
وقال روحاني خلال مراسم إهداء جائزة الكتاب الإيراني السنوية، إنه "بعد 37 سنة من الثورة الإيرانية فإن مفهوم الحرية ومبادئ الثورة ليست محل إجماع ومازالت بحاجة للكثير من التفسير والكثير ليُقال ويُكتب حولها، مازلنا نعتبر كل معارض لنا معانداً للنظام"
وأضاف "إذا كنا نتلذذ في إلغاء الآخرين، فإننا لن نتطور".
روحاني تطرق كذلك إلى إن أهمية مجلس الخبراء القادم في أنه سيحدد المرشد القادم، في أولى إشارة من روحاني لمستقبل علي خامنئي مرشد الجمهورية الإيرانية والولي الفقيه الذي يتم اختياره من قِبل مجلس خبراء القيادة المكون من 88 عضواً.
وقال روحاتي "نحن على أعتاب نوعين من الانتخابات المهمة التي ستُجرى في يوم واحد، انتخابات لاختيار نوابِ مجلسٍ سيُحدد القائد المقبل (المرشد)، وكذلك انتخابات مجلس الشورى الذي سيقوم بتدوين القوانين التي يحتاجها مجتمعنا ويصادق عليها وسيُشرف على أمور البلاد".
وفي فاعلية أخرى بعنوان "المرأة ودورها في الاعتدال والتنمية" أثار الرئيس الإيراني حسن روحاني الجدل مرة أخرى بسبب انتقاده لما وصفه التفكر المتحجّر في التعامل مع المرأة، وتساءل روحاني قائلا "من قال إن المرأة يجب أن تبقى في بيتها، هذا تفكر متحجر نرفضه".
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن خطاب الرئيس روحاني خلال مراسم المرأة والاعتدال كان من المقرر أن يتم بثها مباشرة عبر شاشة التلفزيون الإيراني، إلا أن الخطاب لم يُبث، وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون تحسباً من هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية التي يُعين المرشد بنفسه مديرها مباشرة دون الرجوع إلى الحكومة، لأي عبارات قد تخرج عن إطار الخطاب الديني التقليدي المعهود عن قادة النظام الإيراني.
وفي أولى ردود الأفعال المنتقدة لتصريحات روحاني، أوردت افتتاحية صحيفة "جوان" المقربة والممولة من قِبل أوساط الحرس الثوري الإيراني الصادرة الاثنين تعليقا ًحمل عنوان "روحاني عالق في موضوع تفسير معنى الثورة" قالت فيه إن "روحاني وبعد 37 سنة من الثورة توقف عن الحركة فجأة ليَعلق في تفسير معاني ومبادئ الثورة، وذلك قبل أسبوعين موعد الانتخابات".
واتهمت الصحيفة روحاني بأنه بات مأخوذاً بالمفاهيم الغربية والأمريكية للثورة بعد نتائج المفاوضات النووية مع الغرب.
من جانب آخر، قال النائب عن مدينة مشهد في البرلمان الإيراني نصر الله بجمانفر إن "بعض المسؤولين في الحكومة الإيرانيين يريدون إدخال خطاب جديد بأدبيات غريبة عن الخطاب الثوري".
وأضاف بجمانفر في تصريحات صحفية له: إن "تصريحات روحاني تهدف لتهميش مبادئ الثورة الأساسية ولا تتناسب مع الخطاب الثوري".
جدير بالذكر أن الساحة السياسية الإيرانية تشهد جدلا ًوتناقضات في التصريحات بين أقطاب النظام، خصوصاً حول صلاحيات المرشد والرقابة على أدائه مع اقتراب موعد انتخابات مجلس خبراء القيادة المقررة في 26 فبراير/شباط الجاري، التي ستُجرى بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية.
وكان روحاني قد دعا إلى إشراك المرأة في الحياة السياسية ودافع عن ترشح نساء لمجلس خبراء القيادة لأول مرة، إلا أن نتائج دراسة صلاحية المرشحين أظهرت استبعاداً كاملاً للنساء من الترشح لهذا المجلس الذي يتكون من رجال دين متشددين.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTkuNjcg جزيرة ام اند امز