فلسطين تتصدر القائمة القصيرة للبوكر 2016
رواية من مصر، واثنتان من فلسطين، وواحدة من لبنان، وسوريا والمغرب في القائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية التي أعلنت صباح اليوم بمسقط
أعلنت اليوم الثلاثاء الموافق 9 فبراير2016 القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2016، واشتملت القائمة على ست روايات هي: «عطارد» لمحمد ربيع، مصر، دار التنوير. «حارس الموتى»، جورج يرق، لبنان، منشورات ضفاف. «نوميديا»، طارق بكاري، المغرب، دار الآداب بيروت. «سماء قريبة من بيتنا»، شهلا العجيلي، سوريا، منشورات ضفاف. «مصائر ـ كونشرتو الهولوكوست والنكبة»، ربعي المدهون، فلسطين، مكتبة كل شيء. و«مديح لنساء العائلة»، محمود شقير، فلسطين، دار هاشيت أنطوان.
وجرى الإعلان في مؤتمر صحفي عُقد في النادي الثقافي في مسقط، سلطنة عُمان، بحضور لجنة التحكيم الخماسية، والتي ترأستها الشاعرة والناقدة الإماراتية الدكتورة أمينة ذيبان.
بيان اللجنة أوضح أن الروايات الست تميزت بمجموعة من الخصائص المشتركة، فرواية «نوميديا» تصور قلق المثقف العربي الباحث عن هويته في مواجهة التمثيلات المختلفة لهذه الهوية، بينما تمثل رواية «عطارد» صرخة عنيفة وواعية بالإحباطات التي آل إليها طموح الحالمين بالتغيير، إنها أوتوبيا مضادة تؤسّس عالمًا بالغ القسوة والقبح، أما رواية «مديح لنساء العائلة» فتحكي عن التحولات الفلسطينية الجذرية، جغرافيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا، وعن الأثر الذي تركته في الأفراد والجماعات، وخصوصًا المرأة، وتتحدث رواية «سماء قريبة من بيتنا» عن يقظة الذاكرة السورية ووجعها؛ تستعيد الألم الشخصي وتطل منه على ضمور الجسد بنبرة أنثوية خافتة لا تفقد بطلتها الأمل في النهوض من جديد. وتعتبر «مصائر» الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءًا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستيلاب الداخلي، إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر، وتقارب رواية «حارس الموتى» المأساة اللبنانية عبر منظور جديد يتساوى فيه الضحايا على اختلاف هوياتهم، الأحياء في الحرب والموتى داخل المستشفى، وتسعى إلى إيجاد أجوبة عن أسئلة عبثية لا أجوبة لها أصلًا.
يُذكر أن ربعي المدهون سبق له أن ترشّح على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2010، عن روايته «السيدة من تل أبيب» التي صدرت بالإنجليزية عن دار تليغرام بوكس، وتشمل القائمة الرواية الأولى لطارق بكري.
يُذكر أيضًا أن كلًا من محمد ربيع وشهلا العجيلي شاركا في ورشة الكتابة الإبداعية "الندوة" التي تديرها الجائزة لتشجيع شباب الكتّاب الواعدين في العامي 2012 و2014. وفي هذا الصدد ننوّه بأن شهلا العجيلي قد كتبت قسمًا من روايتها "سماء قريبة من بيتنا" خلال تواجدها في ندوة عام 2014، وساعدتها تجربتها في الورشة على إتمام كتابة الرواية.
أما أسماء لجنة التحكيم فجاءت كما يلي: الدكتورة أمينة ذيبان، رئيسًا، مع عضوية كل من: الصحافي والشاعر المصري سيد محمود، الأكاديمي المغربي محمد مشبال، الأكاديمي والمترجم البوسنوي منير مويتش، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن. يُشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الست قد اُختيرت من بين الروايات الـ16 للقائمة الطويلة التي كانت أُعلنت في الشهر الماضي يناير 2016، وهي القائمة التي اُختيرت من 159 رواية مرشحة للجائزة من 18 بلدًا، تم نشرها خلال 12 شهرًا السابقة.
من جانبها، علّقت أمينة ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم، قائلة: شهدت هذه الدورة من الجائزة ترشح أعمال مهمة تمثل تجارب روائية حديثة منفتحة على حقول غير مطروقة سابقًا تندمج فيها الذات الفردية والذات الجماعية. وتشمل هذه الحقول فضاءات نفسية واجتماعية وسياسية وتاريخية، تتميز بانفتاحها على أشكال وأساليب سردية مبتكرة تساءل الموروث الروائي العربي وتتفاعل مع اللحظة المأساوية الراهنة. وقد اتسمت مهمة اللجنة بالمتعة والتحدي.
وبدوره قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: روايات القائمة القصيرة لهذا العام متنوعة في مواضيع وتقنياتها وتجليات شخوصها، تجعل من القريب بؤرة مكثفة في تماهيها مع الوضع الإنساني في أطره الاجتماعية والسياسية، وفي البوح عن مكونات النفس البشرية. شوط كبير ما زال أمام الرواية العربية لتقطعه، لكن روايات هذه القائمة تؤشر بتفاؤل متنام أن المسيرة قد انطلقت لتصل إلى قارئ يزداد تفاعلًا مع الأدب الروائي العربي عامًا بعد عام.
يذكر أن هذه هي السنة التاسعة للجائزة، والتي تُعدّ الجائزة الأشهر للرواية في العالم العربي.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA== جزيرة ام اند امز