البنوك الأوروبية في عين الإعصار
موجة هبوط حادة تواجهها البنوك الأوربية في البورصات، نتيجة المخاوف من تأثير أزمة أسعار النفط عليها
تشهد البنوك الأوربية موجة هبوط حادة في قيمة أسهمها بالبورصات لم تعرفها منذ سنة 2012، حيث فقد مؤشر "يورو ستوكس" الذي يرصد أداء بنوك القارة العجوز 26% من قيمته منذ بداية السنة منخفضًا إلى 134 نقطة.
ففي أقوى اقتصاديات أوربا، سجل البنك الألماني الأول أسوأ نتائجه، بإعلان خسائر وصلت إلى 7 مليار دولار في سنة 2015، مما أدى إلى تراجع سهم "دوتش بنك" بـ38% في البورصة منذ بداية السنة، وتقوم إدارة البنك حاليًا بعملية إعادة هيكلة لتفعيل أدائه وإنقاذه من السقوط.
كما تواجه البنوك اليونانية بدورها ظروفًا عصيبة، حيث نزل مؤشرها في البورصة بـ24% منذ الاثنين الماضي، وفقد سهم يورو بنك لوحد 64% منذ بداية السنة، ولم يعد قيمته تساوي سوى سنتيمات قليلة من اليورو.
أما البنوك الإيطالية، فحالها لا يقل سوءًا عن نظيراتها في كبرى الدول الأوربية، وكمثال عن ذلك خسر سهم أقوى البنوك"مونتي باتشي دي سيينا" 58% من قيمته منذ بداية السنة.
وفي سويسرا المعروفة بصناعتها المالية القوية، لم تنج البنوك هي الأخرى من انحدار قيمة أسهمها، فقد تراجعت مداخيل بنك "يو بي أس" في كل فروعه رغم تسجيله نتائج متعادلة، بينما خسر "كريديه سويس" المؤسسة المالية الثانية في البلد 3 مليارات فرنك سويسري في 2015، وباتت قدرته على استعادة النمو محل شك لدى الخبراء.
أما في فرنسا، تواجه البنوك أيضًا أسوأ أوضاعها مع البورصة، إذ فقد سهم "بي أن بي باريبا" أكثر من 20% من قيمة سهمه منذ بداية السنة، وذلك على الرغم من أرباحه الصافية التي بلغت 7 مليار دولار العام الماضي. وبدا السهم متأثرًا ن نتائج البنك في الرابع الأخير لسنة 2015، إثر تراجع الأرباح إلى النصف بالمقارنة مع سنة 2014.. كما فقد كل من بنك سوسييتي جنرال وكريدي أغريكول 30% و27% على التوالي من قيمة أسهمهما منذ بداية سنة 2016.
ويعزو الخبراء هذا التراجع غير المسبوق منذ سنوات، إلى مخاوف المستثمرين من تعرض البنوك الأوربية لأزمة أسعار النفط كون هذه البنوك تحقق رقم أعمال هام في المعاملات البترولية.. إلى جانب ذلك، يخشى من أن تؤثر نسب الفائدة المنخفضة جدًّا حاليًا على أربح البنوك، بالإضافة إلى المعايير الصارمة التي صار يفرضها البنك المركزي الأوربي في المعاملات البنكية بعد الأزمة المالية العالمية وأزمة الدين الأوربي الأخيرة.