ميدو ونيفيل.. من النجاح التحليلي إلى الفشل التدريبي

ميدو وجاري نيفيل نموذجان واضحان للمحلل الفني الجيد للمباريات، الذي لا ينجح على المستوى العملي كمدرب..

ضرب كل من أحمد حسام "ميدو" المدير الفني السابق للزمالك المصري، والإنجليزي جاري نيفيل المدير الفني الحالي لفالنسيا الإسباني، مثلاً واضحاً على أن التحليل الفني للمباريات في الاستوديوهات والبرامج الفضائية، ربما يختلف تماماً عن التطبيق العملي.

حيث خاض ميدو تجربة تدريبية قصيرة بدأت في 2013 مع النادي الذي انطلق منه إلى عالم الاحتراف كلاعب "الزمالك"، حيث من خلاله بدأ رحلته في عالم التدريب وحقق لقب كأس مصر بنهاية الموسم، لكنه في الوقت نفسه لم يقدم الجديد مع الزمالك على مستوى الأداء والأسلوب الفني المميز.

والتمس البعض العذر لميدو في ذلك كونها التجربة التدريبية الأولى فضلا عن أنه لا يمتلك عناصر مميزة في الفريق بذلك الوقت، لكن مع عودته لقيادة الفريق الأبيض في 2016، اختلف الأمر من حيث عناصر الفريق والخبرات التي من المفترض أن يكون اكتسبها بعدما تولى تدريب الإسماعيلي بداية الموسم الحالي فضلا عن تجربته السابقة مع الزمالك، غير أن الأمر لم يتغير كثيرا على مستوى الأداء الفني والخططي.

ومن مقاعد المحللين إلى مقعد المدرب انتقل ميدو سريعاً دون أن يكون لديه من الخبرات ما يكفيه لتعلم الكثير من الأمور الفنية.

وينطبق نموذج ميدو على الإنجليزي جاري نيفيل مدرب فالنسيا الذي ابتعد عن التحليل الفني ليخوض تجربة تدريبية أولى كمدير فني لفالنسيا لكنه لم يحقق أي انتصار في الليجا، وزادت معاناة الفريق معه ولم تتحسن الأوضاع.

بل على العكس فقد تلقى الفريق هزائم مُذلة أبرزها الخسارة بسباعية أمام برشلونة في إياب الدور ربع النهائي لكأس ملك إسبانيا.

ولم يكتسب نيفيل بدوره من الخبرات ما يساعده على العمل، حتى أن فترة عمله كمدرب مساعد في منتخب إنجلترا منذ 2012، يبدو أنها لم تُكسبه الخبرات الحقيقية لأن يكون الرجل الأول في الجهاز الفني.

البداية التدريبية الصعبة والمتعثرة لميدو مع الزمالك ونيفيل مع فالنسيا ربما تبرهن على نظرية أن المحلل الفني الجيد لا يشترط بالضرورة أن يكون مدربا بنفس النجاح، وربما تؤكد أيضا أن كليهما كان بحاجة إلى بداية أكثر سهولة وأقل ضغوطا بدلا من تحمل مسؤولية فريق من الأسماء الكبرى المُطالبة دائماً بالمنافسة على البطولة.

فلو كان كلا منهما قد بدأ مع نادٍ أقل من حيث الطموحات لكان قد اكتسب خبرة تدريبية أفضل وبشكل متدرج.