السيسي يوجه 6 رسائل في خطابه الأول بالبرلمان المصري
من بينها دمج الشباب في الحياة السياسية وانتقال سلطة التشريع
خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي داخل البرلمان استغرق 30 دقيقة قاطعه النواب بالتصفيق نحو 21 مرة وحمل الخطاب عدة رسائل
وجّه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، 6 رسائل في الخطاب الذي ألقاه اليوم السبت أمام البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الأولى.
وحمل الخطاب الرئاسي عدة رسائل وجهها الرئيس لشعبه من خلال أعضاء مجلس النواب، وكان أبرزها: "التمسك بالدستور والقانون عنوان العمل الجيد"، واستغرق الخطاب نحو 30 دقيقة قاطعه النواب بالتصفيق نحو 21 مرة، وجدد فيه مطالبه لدول العالم بمحاربة الإرهاب ووقف تمدده في منطقة الشرق الأوسط.
وأعلن الرئيس المصري انتقال السلطة التشريعية بالبلاد إلى البرلمان المصري بشكل رسمي، ووقف سلطات رئيس الجمهورية في التشريع التي خوّلها له الدستور حتى انتخاب مجلس النواب.
كما حمل الخطاب رسالة أخرى للنواب، بأن يؤدوا عملهم البرلماني والسياسي بتجرد، والتمسك بالدستور والقانون، وأن يعكس النواب احتياجات المواطنين، بالإضافة إلى القيام بالدور الرقابي والتشريعي.
كما تناول الخطاب رسالة ثالثة عن "الإعلام وتجديد الخطاب الديني أهم الأولويات"، حيث طالب "السيسي" نواب البرلمان، أن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الديني على رأس أولوياتهم، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يحظى محدودو الدخل والشباب والمرأة باهتمام البرلمان.
كما طالبهم في الرسالة الرابعة بأن "مارسوا الديمقراطية دون السعي للظهور الإعلامي"، ودعا الرئيس نواب البرلمان إلى تضافر جهودهم والتكاتف نحو تحقيق هدف واحد وهو الدفاع عن الدولة المصرية، وإنجاز مشروعها، مطالبا بالعمل على ممارسة الديمقراطية دون السعي نحو الظهور الإعلامي.
وفي الرسالة الخامسة دعا رئيس الجمهورية جميع مؤسسات الدولة، إلى دمج الشباب الذين حظوا بالعفو الرئاسي عنهم في عدد من القضايا مؤخرا، في المسيرة السياسية، مشددا على أن الحرب الدائرة ضد الإرهاب مستمرة، من أجل إرساء مبادئ الدولة المدنية والديمقراطية الحديثة.
كما وجه رسالة سادسة إلى دول العالم بضرورة مكافحة الإرهاب، والتزام بلاده نحو تحقيق تسوية سياسية في سوريا وليبيا.
وأعلن استكمال خارطة الطريق، وقال: "استكملنا خارطة المستقبل التي توافقنا عليها يوم أن قررنا إعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه من أصحاب الأفكار المنحرفة والمصالح الضيقة، وكان رد المصريين عليهم هو ثورة وطنية".
من جانبه، اعتبر رئيس حزب المؤتمر عمر صميدة، أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام البرلمان سيكون نقلة نوعية في عمل المجلس.
وقال صميدة إن الأمور ستبدأ في الاستقرار داخل البرلمان، في أعقاب خطاب الرئيس، حيث ستبدأ اللجان داخل المجلس في دراسة الخطاب ومناقشة القضايا التي طرحها لبحث كيفية حلها.
واعتبر رئيس حزب المؤتمر، أن خطاب السيسي سوف يضع حدا فاصلا للعديد من الأمور الذي يشهدها المجتمع، ومنها أزمة الأطباء.
ويعد الخطاب هو الأول من نوعه لرئيس مصري أمام البرلمان منذ 62 شهرا، وعقب ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013 وإزاحة جماعة الإخوان من حكم البلاد والانتهاء من الاستحقاق الأخير من خارطة الطريق.
وحضر الجلسة الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، كما حضرت قرينة رئيس الجمهورية السيدة انتصار السيسي إلقاء الخطاب.
وقوبل الرئيس بالتصفيق الحاد من النواب والحضور الذين كانوا يتابعون وصوله من خلال الشاشات الداخلية، وذلك أثناء استقبال رئيس المجلس علي عبدالعال له على البوابة الرئيسية، الأمر الذي تزامن مع إطلاق المدفعية 21 طلقة تحية لقدوم الرئيس.
ووقف الجميع داخل القاعة وفي البهو الفرعوني أثناء عزف السلام الوطني للبلاد، كما وقف الرئيس والنواب تحية لذكرى شهداء الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمدنيين عند ذكرهم خلال الكلمة التي ألقاها رئيس المجلس في بداية الجلسة.
وكان محيط مقر مجلس النواب قد شهد إجراءات أمنية مشددة، وسمح لجميع المدعوين بالدخول من باب واحد فقط، وتم تخصيص شرطة نسائية لإجراءات التفتيش للنائبات والمدعوات من السيدات.
وبثت الإذاعة الداخلية قبل بداية الجلسة العديد من الأغاني الوطنية أعقبها عرض فيلم وثائقي على الشاشات الداخلية يصور تاريخ الحياة البرلمانية في مصر مصحوبا بمقتطفات من كلمات رؤساء مصر السابقين في افتتاح جلسات البرلمان.
كما عزفت الموسيقى العسكرية العديد من الأغاني الوطنية قبل قدوم السيسي إلى البرلمان.
وكان اللافت أيضا حضور رئيس محكمة النقض السابق وعضو البرلمان المستشار سري صيام إلى مقر مجلس النواب خلال خطاب السيسي، رغم تقديمه الاستقالة.
وحضر صيام الذي تولى منصب مساعدا لوزير العدل لمدة 11 عاما أيضاً أثناء خطاب الرئيس المصري رغم تقدمه باستقالته من المجلس قبل أيام قليلة، وقال في تصريحات صحفية إن جلسة اليوم ليست من جلسات العمل التشريعي، أو الرقابي للمجلس الذي تقدم باستقالته منه.
وأضاف أنه "حضر ليشرف بسماع خطاب الرئيس الذي شرفه باختياره نائبا عن الشعب ضمن المعينين"، وذلك في تنويهٍ منه إلى تقديره إلى الرئيس والخطاب الرئاسي الأول أمام البرلمان المصري.
وحول إمكانية عدوله عن الاستقالة التي تقدم بها رد في تصريحات صحفية بالقول "ربنا يسهل وادعوا لنا بالتوفيق"، مما قد يعني أنه يفكر جديًّا في التراجع عن الاستقالة .
وكان صيام قد تقدم باستقالته من البرلمان؛ اعتراضًا على ما وصفه بـ"حالة التهميش"، مفجّرًا بذلك جدلًا في الساحة السياسية.
وفجّرت استقالة صيام رئيس محكمة النقض الأسبق ردود فعل واسعة في الوسط السياسي، وتُعَد هذه الاستقالة الثانية منذ انطلاق جلسات البرلمان في يناير/كانون الثاني، حيث سبقه البرلماني أحمد كمال لكن عدل عن استقالته بعد عدة تدخلات من عدد من نواب المجلس.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA=
جزيرة ام اند امز