دواء بلجيكي من "الكيف" يحيي جدلًا عمره 97 عامًا في المغرب
أعلن عن طرحه بالأسواق في مارس المقبل
إنتاج دواء من الكيف في بلجيكا أحيا جدلًا مغربيًّا عمره 97 عامًا، حول أسباب غياب المغرب عن الاستفادة الطبية من النبات.
"أعلنت الفيدرالية البلجيكية للأدوية والمستلزمات الطيبة في بلجيكا، أن أول دواء طبي مستخرج من القنب الهندي سيطرح في الأسواق أواخر شهر مارس المقبل" .. اشتركت كثير من الصحف والمواقع الإلكترونية العربية في نشر هذا الخبر دون أن يحدث جدلًا مجتمعيًّا داخل هذه البلاد، ولكن الأمر بدا مختلفًا في المغرب.
وتلقف مغاربة هذا الخبر ليعيد جدلًا مجتمعيًّا عمره 97 عامًا، حول أسباب غياب المغرب عن الاستفادة الطبية من "الكيف"، وهو الاسم المحلي للنبات، رغم ترخيصه في بلجيكا.
ويعود الجدل حول نبات "الكيف" إلى فترة الحماية الفرنسية، حين أصدر المحتل الفرنسي قانونًا سنة 1919، نص على إمكانية زراعة القنب الهندي بشرط إخبار سلطات الحماية بذلك، قبل أن يتم منع هذه الزراعة بقانون آخر بعد الاستقلال، وهو الأمر الذي ترفضه قطاعات من الشعب المغربي، ترى في النبات فوائد يمكن الاستفادة منها، وجاء الدواء البلجيكي ليدعم من وجهه نظر هذه القطاعات.
كانت البداية مع شكيب الخياري، منسق الائتلاف المغربي من أجل التقنين الطبي والصناعي لـ"الكيف"، والذي قال في تصريحات صحفية أن المادة 3 من القانون الخاص بمنع القنب الهندي، والصادر في 24 أبريل 1954، لا تمنع استخدامه في أغراض طبية، ولكن منذ صدر القانون، لم يتم الاستفادة الطبية من هذا النبات.
وأوضح الخياري، أنه من غير المعقول الترخيص لدواء من النبات في الدول التي رسمت سياسة قمعية تجاهه، فيما يبقى المغرب مستمرًّا في منعه، حتى ولو على حساب صحة المواطنين.
وتتاقلت صفحات المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات الخياري، ليعلن بعضهم تأييدهم لها، فيما أعلن البعض الآخر رفضه لها من منطلق شرعي.
أحد المؤيدين ويدعى موسى قال: "أضم صوتي لصوت الخياري وأطالب بأن يتم الترخيص بإنتاج نبتة القنب الهندي من أجل العلاج و ليس التخدير، لأن لهذه النبتة فوائد طبية هائلة من ضمنها مكافحة الخلايا السرطانية والقضاء عليها عبر خلطة تتكون أساسًا من زيت القنب الهندي".
لكن هذا التأييد الواضح من قبل موسى، اصطدم برأي شرعي ذكره "بكر"، الذي قال: "التسموا شفاء مرضاكم في الحلال"، مضيفًا أن "استخدام القنب الهندي يتعارض مع حكم الله ورسوله أو حكم الشرع".
ويمثل هذان الرأيان خلاصة الجدل حول نبات "الكيف" الذي جدده الخبر القادم من بلجيكا، وكان قد أثير نفس الجدل قبل عامين، بعد أن طالب حزب الأصالة والمعاصرة، وهو أحد أكبر أحزاب المعارضة بسن قانون يسمح بتقنين زراعة القنب الهندي، من أجل تفادي المشاكل القانونية وتسوية أوضاع عشرات الآلاف من المزارعين، ومن أجل استخدام النبتة في المجالات الطبية والعملية.
ولم يتم الاستجابة لهذه الدعوة بسبب الخلاف بين الأحزاب السياسية حول التفاصيل وتفاديًا لاستعمال هذه الورقة في مواسم الانتخابات.