التشكيلات الوزارية.. تبلور رؤية الإمارات لعام 2021
الوزراء الجدد بدؤوا باستلام المهام الموكلة إليهم في وزاراتهم التي أعلن عنها الشيخ محمد بن راشد في أكبر تعديل وزاري.
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة في 45 عامًا 12 تشكيلة وزارية، ساهمت في تشكيل رؤية الإمارات بجعلها واحدة من أفضل دول العالم بحلول سنة 2021، وهو العام الذي يصادف الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس دولة الاتحاد.
ومن أجل تعزيز مرونة الحكومة وسرعتها في التطوير والتحسين خرجت التعديلات الوزارية الأخيرة، من أجل الإسراع في جعل الإمارات حكومة عصرية، وتعيين إدارة حديثة تعمل بشفافية وبروح الفريق الواحد من أجل رفع الإنتاجية، وحرصت القيادة الإماراتية على أن تضم التشكيلات الوزارية دماء جديدة اختيرت في ضوء ما حققته من نجاحات خلال الأدوار والملفات التي أوكلت إليها.
وراعت التشكيلات الوزارية على مدى السنين توزيع الأدوار وإعادة هيكلة الحكومة وفق أفضل الممارسات العالمية، على اعتبار أن ازدهار الدولة ونموها لا يكتملان إلا بتقدم أبنائها، فالمواطن هو الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه الخطط الاستراتيجية للحكومة الاتحادية، والهدف الأسمى أن يشعر المواطن بالنتائج ويلمسها ويقطف ثمارها.
الإمارات تقلب الموازين
أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات -قبل أيام- عن التشكيل الوزاري الجديد لعام 2016، لتبدأ الإمارات مرحلة جديدة لعبور المستقبل.
وأوضح أن التشكيل الجديد هو مرحلة جديدة عنوانها المستقبل.. والشباب.. والسعادة.. وتطوير التعليم.. والتعامل مع التغيّر المناخي لحماية بيئتنا.
وقال الشيخ محمد بن راشد: إن التعديل الحكومي يشكل التغيير الهيكلي الأكثر أهمية في تاريخ الحكومات الاتحادية، وأضاف أن مدى نجاح الحكومة هو في إدخال التغييرات الحقيقية التي تساهم في سعادة الإنسان.
وشكَّل إعلان دولة الإمارات العربية عن التشكيلة الوزارية الجديدة، وتخصيص وزارتين للتسامح والسعادة، نهجًا جديدًا في السياسة الإماراتية، وقفزة نوعية مبتكرة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
والإمارات التي اختارت 8 وزراء جدد لحكومتها متوسط أعمارهم 38 عامًا، قلبت الموازين بجعل عدد النساء يفوق عدد الرجال، حيث ضمت في تشكيلتها 5 نساء من بين الوزراء الجدد بعدد يعد كبيرًا ولافتًا في الدولة الخليجية التي تتبنى سياسة الانفتاح وتولي المرأة اهتمامًا كبيرًا.
تقول الكاتبة الإماراتية، عائشة سلطان في تصريح خاص لـ"العين": إن اختيار 8 نساء للإشراف على 8 حقائب وزارية في الحكومة الجديدة لم تكن لتتحقق إلا بفضل السياسة الحكيمة لقيادتنا الرشيدة التي أتاحت مساحات أرحب للمرأة للقيام بالأدوار المنتظرة منها على الوجه الأكمل.
وأضافت: إن دولة الإمارات تولي المرأة اهتمامًا كبيرًا في شتى قطاعات الحياة، كونها مسؤولة عن تشكيل اللبنة الرئيسة في بناء المجتمع وهي الأسرة، لذا تضع الحكومة متطلباتها ضمن مقدمة أولوياتها، لتمكين المرأة من القيام بدورها على الوجه الأكمل مع الموازنة بين التزاماتها الأسرية ومشاركتها ضمن شتى مساقات العمل في جميع المجالات، كي تبدع وتطور وتساهم في إنجاز طموحاتنا التنموية التي لا تكتمل إلا بمشاركة إيجابية من العنصر النسائي نحو مستقبل حافل بمزيد من النجاح والتميز.
ونوهت عائشة سلطان بنجاحات المرأة الإماراتية، مؤكدة أنها أثبتت جدارتها بكفاءة مشهودة في العديد من المواقع القيادية ضمن القطاعين الحكومي والخاص.
وأوضحت أن المرأة الإماراتية أصبحت تشغل اليوم 66% من الوظائف الحكومية العامة من بينها 3 % من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15% من الوظائف الأكاديمية المتخصصة وارتفعت بصورة مطردة نسبة مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي وسوق العمل منذ تأسيس مجلس سيدات الأعمال في الدولة، ليصل عدد المسجلات في غرف التجارة والصناعة إلى نحو 22 ألف سيدة أعمال يعملن في السوق المحلي والعالمي، ويدرن استثمارات يتجاوز حجمها 42 مليار درهم.
واختارت دولة الإمارات عهود الرومي وزيرة دولة للسعادة، نورة الكعبي وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني، نجلاء محمد العور وزيرة تنمية المجتمع، جميلة سالم المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، وشما المزروعي، البالغة من العمر 22 عامًا، وزيرة دولة لشؤون الشباب، كما تسلمت لبنى بنت خالد القاسمي (وزيرة الاقتصاد والتخطيط) حقيبة وزارة دولة للتسامح، واختارت الإمارات ريم الهاشمي وزيرة شؤون التعاون الدولي، وميثاء الشامسي وزيرة دولة.
إضافات نوعية
ولم تقتصر الحكومة الجديدة على تلبية تطلعات الإماراتيين سياسيًّا واقتصاديًّا، حيث ركزت أيضًا على الجانبين التعليمي والاجتماعي، بضمها وزارتين للسعادة والتسامح، ورفد قطاع التعليم بوزيرين جديدين، إضافة للوزير الحالي، وتشكيل مجلس أعلى للتعليم، بالإضافة لتشكيل مجلس للشباب ومجلس لعلماء الإمارات.
ويحمل التغيير الحكومي في الإمارات مؤشرات على نجاح الدولة في المضي قدمًا نحو تعزيز حالة الرخاء الاجتماعي كأحد عوامل المنعة والاستقرار للدول.
تطور السياحة
وتوقع عضو المجلس الاستشاري لمعهد “CISI” بالإمارات، وضاح الطه في حوار مع العين، أن يكون للتغييرات الوزارية الأخيرة بدولة الإمارات تأثيرات إيجابية على المدى القصير إلى المتوسط على عدة قطاعات بالدولة، على رأسها القطاع السياحي.
وقال الطه، إن وجود النشاط السياحي تحت مظلة وزارة الاقتصاد سوف يخلق مرونة أوسع واستجابة أسرع للمتغيرات، مما يعطي الفرصة لتلبية احتياجات القطاع بدرجة أكبر.
وقرر مجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ضم المجلس الوطني للسياحة إلى وزارة الاقتصاد، ووضع مستهدفات لمساهمة القطاع بالناتج المحلي الإجمالي للإمارات.
تاريخ التشكيلات الوزارية
تعاقبت على دولة الإمارات العربية المتحدة في 45 عامًا 12 تشكيلة وزارية، إذ تولى المغفور له بإذن الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، مهمة تشكيل أول ثلاثة مجالس وزارية للدولة.
وتولى المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم تشكيل المجلس الوزاري الرابع الذي تولى رئاسته في العام 1979.
وعاود المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم تشكيل المجلس الوزاري الخامس في عام 1990 والسادس في عام 1997، وتعديله في 2004 حتى وافته المنية في 4 يناير من العام 2006.
وتولى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، مهمة تشكيل المجلس من عام 2006 إلى 2016.