بالصور: "ربيع مختلف".. عمر زيدان يحمل ألوانه في مواجهة الحرب

"العين" التقت الفنان عمر زيدان للحديث عن معرضه "ربيع مختلف"، بالإضافة إلى حديث خاص مع صاحبة الجاليري سلوى زيدان، ومديرته فنجا رونتيني

أزهار، منحنيات مغلقة، أغصان أشبه بالأقدام، أسماك، ألوان بديعة ترسم أفكاراً تتمخض عنها طبيعة نضرة، أشكال جميلة يمكن الدخول من خلالها إلى خطوط حياتية يبدو الإنسان فيها أسيراً لألوان هذه الطبيعة. هذه هي فحوى المعرض الفردي الثاني للفنان اللبناني عمر زيدان، في جاليري سلوى زيدان / منتجع سانت ريجيس بجزيرة السعديات، أبوظبي.

المعرض الذي جاء تحت عنوان "ربيع مختلف" مستمر حتى 27 فبراير 2016، وفيه يجد المرء نفسه أمام فرصة متاحة للابتعاد عن ضجيج الحياة وقسوتها وسوادها والعيش مع الألوان المنعشة والغنية والمفعمة بالحيوية.

أوراق الطبيعة... التشكيل لونياً

15 لوحة من أحدث أعمال عمر زيدان، مشغولة بالزيت على القماش من الحجم الكبير، إحداها تجسد حياة الرفاهية تشكيلياً، تعمد فيها الرسام استعمال اللون الذهبي وحبوب الرمان، وهذا للدلالة فقط، وخاصة في لوحة  Luxury Life.

وبعيداً عن الحروب والأزمات في العالم، يمكن النظر إلى الألوان هذه والحصول على جلسات من المتعة البصرية، كون الحياة البرية مفتوحة على مصراعيها، ولا يمكن تلمس مدرسة فنية واحدة تميز اللوحات عن غيرها، أو من الصعب التوصل إلى نهج تشكيلي طاغٍ على اللوحات، باستثناء اللون كبطل أوحد.

هي مفردات الطبيعة، واحدةً تلو الأخرى، والأفكار التي تختزنها والمندمجة مع واحد من أكثر الفلسفات الطبيعية في العالم، لأن التناغم التشكيلي غير محدود بمفردة واحدة.

وفي لوحات أخرى ثمة الكثير من أوراق الشجر المتطايرة هنا وهناك، ولكن ماذا تعني هذه الأوراق حتى خُصصت لها عدة لوحات ومساحات مكانية كبيرة؟

يجيب الفنان عمر زيدان عن سؤال "العين": "أنا أحب الطبيعة وأرسمها بشكل مختلف عما هي، وأضيف ألواني الخاصة إلى الموضوع، الطبيعة رائعة ومليئة بالأسرار والجمال ومتوازنة باختلافها وتنوعها، أرسم الطبيعة بطريقتي كتحية لها وتقدير لعطاءاتها للإنسان والحيوان والنبات، فنحن نستطيع أن نستمد منها الطاقة والقوة".

في لوحة illusion & solidarity "الوهم والتضامن"، تبدو العلاقة بين الطبيعة واللون في أوج قوتها، ولكن بحسب زيدان فإننا "لو نظرنا إلى هذه اللوحة سترى أنها مؤلفة من قسمين لكنها في نفس الوقت متكاملة مع بعضها، ولهذا السبب أتى الاسم ليكون تعبيراً عن هذا الوهم نظرياً بأنه مؤلف من جزأين لكنه ليس كذلك، فاللوحة متحدة وتؤلف جزءاً واحداً متكاملاً"، بحسب الفنان.

رؤية الجاليري الفنية

مديرة المعرض فانجا رونتيني تقول إن "المعرض حصيلة فترة أمضاها الفنان بالعمل الدؤوب على تطوير أسلوبه وأدواته بعد نجاحه المتكرر في آرت أبوظبي والمعارض الجماعية في الجاليري وخاصة معرضه الفردي الأول عام 2014".

ويهدف الجاليري إلى عرض اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية وعروض الأفلام بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل وأمسيات شعرية، ومحاضرات هادفة، والأهم رعاية المواهب الشابة من دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط ككل، بحسب تصريح لسلوى زيدان.

وتضيف الفنانة سلوى زيدان لـ"العين: "تتمثل رؤية ورسالة جاليري سلوى زيدان بتمثيل المواهب المحلية وعرض الأعمال الفنية العالمية المعاصرة والتي تظهر الإبداعات الجديدة وتميز الفن الراقي الأصيل".

جدير ذكره أن الفنان عمر زيدان بدأ الرسم مع والدته النحاتة والرسامة سلوى زيدان، وأبدع منحوتته الأولى في العاشرة من عمره، ثم توسعت موهبته إلى التأليف الموسيقي، وأعماله الفنية موجودة في الكثير من المجموعات الفنية الخاصة، والكثير من الأماكن العامة والمستشفيات والفنادق الراقية، سواء في أبوظبي وخارجها.