مبادرة "1001" عنوان تهدف إلى طبع مليون وألف كتاب في عامين
لإثراء الإنتاج المعرفي في دولة الإمارات
وزارة الثقافة تدعم مبادرة "ألف عنوان وعنوان"، من خلال إعفاء المؤلفين والناشرين من رسوم الترقيم الدولي للكتب التي سيتم طباعتها.
كشف مشروع ثقافة بلا حدود عن تفاصيل مبادرته الجديدة "1001 -ألف عنوان.. وعنوان" تحت شعار "ندعم الفكر لنثري المحتوى"، والرامية إلى إصدار 1001 كتاب إماراتي خلال العامين الجاري والمقبل، تماشياً مع عام القراءة، وتعزيزاً للإنتاج المعرفي والفكري في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وستقوم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتنسيق مع مشروع "ثقافة بلا حدود" لدعم مبادرة "ألف عنوان وعنوان"، من خلال إعفاء المؤلفين والناشرين من رسوم الترقيم الدولي “ISBN” للكتب التي سيتم طباعتها.
واعتباراً من الأول من مارس 2016 ستبدأ لجنة متخصصة باستقبال الطلبات لطبع الكتب، وبعد اعتماد النصوص، سيتم طباعة 1000 نسخة من كل عنوان، ليصل إجمالي الكتب المطبوعة إلى مليون وألف كتاب خلال عامي 2016 و 2017. ورصد مشروع "ثقافة بلا حدود" خمسة ملايين درهم للمبادرة.
وأعلن عن المبادرة في مؤتمر صحافي نظمه مشروع "ثقافة بلا حدود" مساء الاثنين في جزيرة النور بالشارقة، بحضور الدكتور حبيب غلوم العطار، المستشار الثقافي في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والدكتورة مريم الشناصي، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، وحمد الزعابي الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للطباعة والنشر، وراشد الكوس، مدير عام "ثقافة بلا حدود".
وقالت الشيخة بدور القاسمي في كلمتها خلال المؤتمر: "إن بقاء الحضارات واستمرارها لا يضمنه الإنتاج المادي فقط، بل يحتاج إلى إنتاج معرفي متواصل. ومن هذا المنطلق، وحرصاً منا في إمارة الشارقة على دعم جهود عام القراءة الذي تحتفل به دولة الإمارات العربية المتحدة في 2016، فإننا نعلن عن مبادرة "1001 - ألف عنوان...وعنوان " التي نود من خلالها استمرارية إنتاجنا المعرفي المحلي كي يبقى ويتطور ويتناسب مع المستقبل الذي نتمناه لدولتنا وثقافتنا".
ولفتت القاسمي إلى أنه "من خلال مباردة 1001 نتطلع إلى حفظ التوازن في هويتنا وخصوصيتنا الثقافية في زمن تلاشت فيه الحدود المعرفية بين الدول، وهي مبادرة ليست غريبة أو جديدة على إمارة الشارقة، فالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دائماً ما يوجهنا لتنفيذ المبادرات التي تضمن استمرار هويتنا الثقافية وازدهار حضارتنا، بالتوازي مع استمرار وتطور وجودنا المادي".
واعتبرت أن "إن دعم المؤلفين والناشرين المحليين هو دعم لدور الإمارات وحضورها الفاعل في عالم المعرفة، وهو أيضاً مساهمة منا في إثراء الحضارة العربية والإنسانية".
من جانبه، قال الدكتور حبيب غلوم إن "وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تطالب دائماً من الدوائر والهيئات الحكومية والخاصة دعم الثقافة في الإمارات، ولكن إمارة الشارقة حملت الكثير من القيم الثقافية على عاتقها لدعم الثقافة، متمنياً من جميع الجهات المعنية أن تتضافر في جهودها وتتعاون للنهوض بالثقافة والفنون في الدولة".
وأوضحت الشناصي أن مبادرة "ألف عنوان وعنوان" تنسجم مع رؤية جمعية الناشرين الإماراتيين الرامية إلى ضمان استدامة صناعة النشر داخل الدولة وخارجها، بالإضافة إلى دعم المؤلفين الإماراتيين وتشجيعهم على تأليف المزيد من الإصدارات، ودعم دور النشر الإماراتية لإثراء المخزون الثقافي المحلي، وتوفير المقومات اللازمة لضمان استمرارية دور النشر المحلية الصغيرة والناشئة، وضمان منافستها في قطاع النشر المحاط بالعديد من التحديات في العالم العربي".
ورأت الشناصي أن "المبادرة سيكون لها مساهمة كبيرة في دعم ونمو قطاع النشر في الإمارات والدول العربية، كونها انطلقت من إمارة استطاعت بفضل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعمه للثقافة، بأن تتربع على عرش الثقافة العربية".
بدوره استعرض راشد الكوس تفاصيل المبادرة الهادفة إلى زيادة عدد الإصدارات الإماراتية، وتمكينها من الانتشار في أسواق الدول الشقيقة، وبين الجاليات العربية المقيمة في الدول الصديقة، إلى جانب دعم المؤلفين الإماراتيين، ودعم دور النشر الإماراتية، وتوفير المقومات المادية لاستمرارية دور النشر المحلية والعربية العاملة في الدولة، بالإضافة إلى تعزيز فرص فوز الإصدارات الإماراتية بالجوائز التقديرية العربية والدولية.
وفيما يتعلّق بآلية المشاركة، أشار الكوس إلى أنه "تم إطلاق الموقع الرسمي لهذه المبادرة وهو: www.1001titles.com ومن خلاله يمكن لدور النشر إرسال نصوص الكتب التي يرغبون بطباعتها من قبل المبادرة، وستقوم لجنة خاصة، باختيار الكتب وفقاً لمعايير تم وضعها، ومن بينها أن يكون الكتاب باللغة العربية الفصحى، وأن يتماشى مع القيم والتقاليد الإسلامية والعربية والخليجية، علماً بأن الأولوية لأعمال الكتاب والمؤلفين الإماراتيين".
وبالنسبة لمعايير كتب الأطفال التي ستقوم مبادرة "1001 - ألف عنوان وعنوان" بطباعتها، أشار راشد الكوس إلى أنه من أبرزها أن يكون موضوع الكتاب مشوقاً للأطفال ومثيراً لخيالهم، وأن تكون المعلومات الواردة صحيحة وحديثة، وأن ينمي معرفة الطفل بالقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية والوطنية، وأن يحتوي على الرسوم والصور، وستقوم اللجنة بالتركيز في اختياراتها على الكتب التي ستصدر بجودة طباعة عالية لجذب الطفل إليها.
وأكد مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود، أنه اعتباراً من الأول من مارس المقبل ستبدأ اللجنة باستقبال الطلبات، وبعد اعتماد النصوص، سيتم طباعة 1000 نسخة من كل عنوان بالتعاون مع الشركة المتحدة للطباعة والنشر التابعة لشركة أبوظبي للإعلام، وبعدها سيتم ترويج الكتب التي تمت طباعتها من خلال مشاركات المبادرة في معارض الكتب والمهرجانات الثقافية المحلية والعربية والدولية، ليصل إجمالي الكتب المطبوعة إلى مليون وألف كتاب خلال عامي 2016 و 2017.
وستساهم مبادرة "ألف عنوان.. وعنوان"، التي رصد لها مشروع ثقافة بلا حدود مبلغ خمسة ملايين درهم على مدار عامي 2016 و2017، في تعزيز الإنتاج الثقافي والفكري المحلي كماً ونوعاً، وتشجيع الموهوبين على نشر مؤلفاتهم وأعمالهم، إضافة إلى إثراء مقتنيات المكتبات العامة، ومكتبات المدارس والجامعات بالإصدارات الإماراتية.