في سوريا.. يد تلوح بـ"هدنة" وأخرى تقصف بالطائرات
الأسد: مستعد لوقف إطلاق النار شريطة عدم استغلال الإرهابيين له
القوى الدولية تحدثت، اليوم، عن هدنة "مؤقتة" في سوريا لمدة أسبوعين، في الوقت الذي شن فيه سلاح الجو الروسي غارات في سوريا.
في الوقت الذي تحدثت فيه القوى الدولية، اليوم السبت، عن هدنة "مؤقتة" في سوريا لمدة قد تصل إلى 3 أسابيع، شن سلاح الجو الروسي غارات جوية متعددة في سوريا تركزت على حمص وحلب، وألقيت قنابل عنقودية على أحياء بلدة "اللطامنة" بحماة، بينما أبدى الرئيس السوري بشار الأسد استعداده لوقف إطلاق النار "شرط عدم استغلال الإرهابيين له".
وقال بشار الأسد اليوم السبت: إنه مستعد لوقف إطلاق النار شرط عدم استغلال "الإرهابيين" له وضمان عدم حصولهم على الدعم من الدول التي تساندهم.
ونقل الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية السورية عن الأسد القول: "لقد أعلنا أننا مستعدون لكن الأمر لا يتعلق فقط بالإعلان.. المسألة تتعلق بما ستفعله على الأرض.. مثل منع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم".
وأضاف الأسد "كما يتعلق بمنع البلدان الأخرى خصوصا تركيا من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة أو أي نوع من الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين".
كما ناقش وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري، في اتصال هاتفي، اليوم، سُبل الهدنة، في الوقت الذي كانت فيه المقاتلات الروسية تشن سلسلة غارات على "سهل الغاب" وبلدتي "اللطامنة ومورك" بريف حماة الشمالي.
وقالت قناة العربية الإخبارية: إن الغارات طالت مناطق في حي "بني زيد" شمال حلب، وأطراف "حي بستان الباشا" ومنطقة "الليرمون" بالمدينة، كما ركزت الطائرات الروسية بشكل لافت طلعاتها فوق ريف حمص، وقامت بشن سلسلة غارات استهدفت "الغوطة ومدينة تلبيسة وبلدات وقرى الزعفرانة والمكرمية ومجدل والسعن الأسود ودير فول" بريف حمص الشمالي.
وألقت هذه الهجمات وهجمات أخرى شنتها المقاتلات الروسية ظلالها على تجاوب المعارضة السورية مع الهدنة، وربطت موافقتها بوجود ضمانات دولية بالتزام حليفتي الحكومة السورية، روسيا وإيران، بها.
وقال رئيس اللجنة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية رياض حجاب، اليوم السبت: إن المعارضة السورية مستعدة للموافقة على هدنة مؤقتة طالما وجدت هذه الضمانات.
وقال حجاب في بيان: إن اللجنة العليا للمفاوضات ستجتمع، يوم الإثنين، لبحث الهدنة المقترحة بعدما أبدى ممثلو المعارضة "موافقتهم المبدئية".
واتهم البيان حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأنها نفسها ليست في وضع يؤهلها لإبرام هدنة؛ حيث إنها تعتمد على الضربات الجوية الروسية والقوات البرية للميليشيات الموالية لإيران.
ونقل البيان عن مصادر داخل فصائل المعارضة قولها "إن أي اتفاق سيدخل حيز التنفيذ بشكل متزامن على صعيد جميع الجبهات".
وأضاف أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون مصحوبًا بتوصيل المساعدات وإنهاء جميع أشكال الحصار وإطلاق سراح السجناء.
وقال مصدر بالمعارضة: إن هذه الهدنة يجب أن تشمل كل الأطراف باستثناء تنظيم "داعش"، كما ستكون مشروطة بالتوقف عن استهداف جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة على الأقل كبداية.
مقتل 4 من داعش:
وكان 4 عناصر من تنظيم داعش الإرهابي قد قتلوا، اليوم، في قصف لطائرات حربية في ريف دير الزور الغربي في سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعلم نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة، أن 4 عناصر من تنظيم داعش -أحدهم قيادي سوري الجنسية- ينحدر من ريف دير الزور الغربي وهو الأمير العسكري لقطاع الحويقة بمدينة دير الزور، قتلوا جراء استهداف سيارة كانوا يستقلونها بقصف طائرات حربية لأماكن في قرية الحصان بريف دير الزور الغربي.
وأضاف المرصد أن قياديًّا بارزًا في التنظيم الإرهابي بمدينة الرقة قُتل مع 3 آخرين كانوا برفقته في السيارة التي استهدفتها طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، منتصف ليل الخميس، في شارع النور بمدينة الرقة، لافتًا إلى أن القيادي يحمل الجنسية العراقية.
رسالة لمجلس الأمن:
وفي السياق ذاته، أدان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، الهجمات الروسية الأخيرة على حلب، والاستهداف الذي وصفه بـ"المُتعمد" لمستشفيات سورية ومنشآت طبية ومدارس، مطالبًا بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية.
وقال خوجة -في رسالته التي نقل الائتلاف أجزاء منها، في بيان صحفي، وصل مراسل العين نسخة منه-: "إن الهجمات الروسية على مشاف سورية ومدارس (متعمدة ومبيتة)"، مشيرًا إلى أن مواقع جميع المستشفيات معروفة وموثقة، وكانت طبيعتها المدنية جلية تمامًا للسلطات الروسية.
وأضاف خوجة أن قرار استهداف المنشآت الطبية في سوريا رغم الأهمية البالغة للخدمات التي تقدمها أو بصورة أدق بسبب أهمية تلك الخدمات يعبر عن الاستراتيجية المتعمدة التي تنتهجها روسيا للقضاء على الحياة المدنية في مناطق سيطرة المعارضة، وتحويلها إلى مناطق غير صالحة للمعيشة.
وطالب خوجة بحماية المدنيين من غارات عشوائية مستقبلية من قبل قوات روسيا أو نظام الأسد، من خلال فرض منطقة خالية من القصف في أنحاء سوريا، وضمان المساءلة عن جميع جرائم الحرب المرتكبة من خلال إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنائية الدولية، وإطلاق دعوى بموجب سلطات قضائية دولية، أو اتخاذ تدابير لتشكيل محكمة جنائية دولية خاصة بسوريا.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjE5NiA= جزيرة ام اند امز