محللون: "المسكنات" التركية في حلب ينقصها تسليح المعارضة
رجَّح أحدهم تأثيرها على إمكانية استئناف المفاوضات في 25 فبراير
محللون سياسيون وعسكريون قللوا من تأثير ضربات المدفعية التركية في حلب بشمال سوريا، ما لم يدعمها وجود لقوات برية على الأرض.
قلل محللون سياسيون وعسكريون من تأثير ضربات المدفعية التركية في حلب بشمال سوريا، ما لم يدعمها وجود لقوات برية على الأرض.
وربط محللون بين تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل جبير، الذي تساند بلاده الموقف التركي، بشأن دعمه تزويد المعارضة بصواريخ أرض جو، وبين المساعي التركية السعودية لإعادة التوازن إلى منطقة شمال سوريا.
وقال الجبير في تصريحات نشرتها مجلة "دير شيبجل" الألمانية، اليوم السبت، إن المملكة لا تعارض تزويد المعارضة بالصواريخ "أرض جو"، لإعادة توازن القوى على الأرض.
وقال المحلل السياسي السوري بسام الملك في تصريحات خاصة لبوابة العين: "ما لم يحدث تدخل بري دولي في حلب بشمال سوريا، فإن البديل هو تزويد المعارضة بالصواريخ أرض جو لإعادة توازن القوى، كما دعى الجبير".
ووصف الملك، وهو أيضًا عضو بالائتلاف السوري المعارض، ضربات المدفعية التركية بأنها (مسكنات) تهدف إلى عدم تفاقم الألم، لكن "العلاج النهائي لن يكون إلا بتدخل بري دولي أو تزويد المعارضة بالصواريخ".
ودعت تركيا، الثلاثاء الماضي، إلى تدخل عسكري بري للتحالف الدولي في سوريا، واستبقت روسيا هذا التدخل بمحاولة إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، بشأن ما تقول موسكو إنها عملية عسكرية تركية محتملة في شمال سوريا، وهو الأمر الذي رفضته فرنسا وأمريكا.
ويأتي التدخل التركي، بعد نجاح وحدات الحماية الكردية المدعومة بالطيران الروسي من الاستيلاء على منطقتي تل أبيض وعين العرب، الأمر الذي جعل فكرة الدويلة الكردية تداعب مخيلة هذه الوحدات، لا سيما بعد أن باتت تسيطر أيضًا على 6 معابر حدودية من أصل 13 مع تركيا.
ويضع الملك الضربات الجوية التركية في حجمها الطبيعي، قائلًا: "جاءت بعد أن بات الوجود الكردي في حلب يهدد أمنها، وهذا حقها".
ويتفق العميد صفوت الزيات مع الرأي السابق، وقال: "الضربات التركية، جاءت بعد أن صار التدخل الكردي في شمال سوريا يمثل تهديد وجودي للدولة التركية".
وأوضح الزيات في تصريحات خاصة لبوابة العين، أن التدخل التركي في حلب يسير وفق قاعدة عسكرية تسمى (الاقتراب الذكي)، من خلال القيام بإسناد نيراني من داخل الأراضي التركية، يوقف تقدم الوحدات الكردية، ويساعد المعارضة السورية.
واستبعد الزيات أن يحدث تدخل بري تركي سعودي أو تزويد للمعارضة بصواريخ أرض جو، إلا بعد الحصول على ضوء أخضر أمريكي، وهو أمر مستبعد في الوقت الواهن.
ورجَّح الزيات أن يحدث قريبًا الاتفاق على منطقة عازلة في حلب، لمنع تدفق اللاجئين، وأضاف: "الغرب يدعمون هذا الاتجاه، لتخفيف الضغط عليه بسبب زحف اللاجئين".
وفي ظل هذه الأجواء، يرى عضو الائتلاف السوري برهان غليون أن عقد جولة جديدة من المفاوضات في جنيف بات "غير مؤكد".
وقال في تعليق كتبه، اليوم السبت، على صفحته الرسمية بالفيس بوك: "مسار المفاوضات غير مؤكد، أولًا بسبب عدم وضوح المسار، وثانيًا الخلاف المستمر في تفسير قرار ٢٢٥٤ الذي يشكل إطار المفاوضات القانوني والسياسي، وثالثًا بسبب رهان النظام المستمر أيضًا على استخدام الدعم الروسي والإيراني لتحقيق حسم عسكري على الأرض وتجنب أي تسوية سياسية تفترض لا محالة تنازلات أساسية في موضوع تغيير النظام والانتقال السياسي نحو نظام ديمقراطي يساوي بين الجميع ويفتح طريق المصالحة الوطنية".
وتابع غليون: "هذا ما عبرت عنه آخر تصريحات الأسد الذي وصف الحل السياسي بوقاحة على أنه الفساد السياسي وأن الحل لا يكون إلا بتشكيل حكومة مع المعارضة على أساس الدستور القائم وتحت سلطته الأبدية".
وأضاف: "نحن أمام حالة من الجنون السياسي المدعم بمصالح القوى الأجنبية الذي يقطع الطريق على أي مفاوضات سياسية فعلية وهذا سواء عقدت جلسة ٢٥ من الشهر أو لم تعقد".
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز