مقتل 142 في تفجيرات تهز سوريا ومساع أمريكية لوقف إطلاق النار
عدة تفجيرات هزت مدينة حمص بوسط سوريا ومنطقة السيدة زينب في ريف دمشق تسفر عن وقوع 142 قتيلا، فيما تواصل واشنطن مساعيها لوقف إطلاق النار
أسفرت عدة تفجيرات هزت مدينة حمص بوسط سوريا ومنطقة السيدة زينب التي تضم مقاما دينيا في ريف دمشق عن وقوع 142 قتيلا على الأقل، فيما تواصل واشنطن مساعيها لوقف إطلاق النار في هذا البلد.
وتبنى تنظيم "داعش" تفجيري حمص اللذين أوقعا 59 قتيلا على الأقل، فيما أوقعت سلسلة تفجيرات في ريف دمشق لاحقا حوالي 83 قتيلا.
وتصاعدت وتيرة العنف يوم الأحد مع تفجيرين بسيارتين مفخختين أوقعا 59 قتيلا على الأقل في حي الزهراء وسط مدينة حمص كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن من بين القتلى "39 مدنيا على الأقل من ضمنهم طفلة و11 مواطنة، فيما لم يعرف إذا كان الباقون من المدنيين أم من اللجان الشعبية والمسلحين الموالين لها".
وحصيلة تفجيري حمص هي الأعلى في المدينة منذ التفجيرين اللذين استهدفا مدرسة في حي عكرمة وسط حمص في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 وأوقعا 55 قتيلا بينهم 49 طفلا، بحسب المرصد.
وبث التلفزيون السوري لقطات لمكان التفجير تظهر عددا من السيارات المحترقة وأعمدة من الدخان الأسود.
كما أظهرت الصور رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد الحريق وسط حطام متناثر ناجم عن الانفجار فيما كانت قوات الأمن والمارة يحاولون إسعاف الجرحى.
وأدانت الحكومة السورية التفجيرين معتبرة أن "هذه التفجيرات الإرهابية تهدف لقتل إرادة العمل والعطاء والإنتاج لدى أبناء الشعب السوري".
من جهته، اعتبر محافظ حمص طلال البرازي التفجيرين "استهدافا للجبهة الداخلية في حمص التي شهدت خلال العام المنصرم حالة من التعافي وعادت الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى طبيعتها".
وتبنى تنظيم "داعش" التفجيرين وقال في بيان إن عنصرين فيه "استهدفا بسيارتين مفخختين تجمعات للنصيرية المرتدين في شارع الستين بحي الزهراء في مدينة حمص"، في إشارة إلى الطائفة العلوية التي تشكل غالبية في الحي المذكور وينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.
ويسيطر النظام السوري على مدينة حمص بشكل شبه كامل منذ مايو/ أيار 2014، بعد خروج مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة إثر حصار خانق تسبب بمجاعة ووفيات.
من جانب آخر، قتل 83 شخصا وجرح العشرات الأحد في سلسلة تفجيرات أحدها بسيارة مفخخة استهدفت منطقة السيدة زينب التي تضم مقاما دينيا في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشهدت المنطقة في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي ثلاثة تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، أسفرت عن مقتل 70 شخصا وتبناها تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتضم البلدة مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصدا للسياحة الدينية في سوريا وخصوصا من أتباع الطائفة الشيعية. ويقصده زوار تحديدا من إيران والعراق ولبنان رغم استهداف المنطقة بتفجيرات عدة في السابق.
اتفاق مبدئي لوقف النار
وتأتي التفجيرات الأخيرة فيما تواصل القوى الكبرى مساعيها لتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ الجمعة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان يوم الأحد إنه تحدث مرة أخرى في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف و"توصلنا إلى اتفاق مؤقت من حيث المبدأ على شروط وقف الأعمال العدائية من الممكن أن يبدأ خلال الأيام المقبلة".
وأضاف أن الاتفاق "لم ينجز بعد وأتوقع من رؤسائنا الرئيس أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتحادثا في الأيام المقبلة في محاولة لإنجاز هذا الاتفاق".
وكيري ولافروف هما المهندسان الرئيسيان في المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة واتفقت في ختام اجتماعها في ميونيخ في 12 فبراير/ شباط على "وقف الأعمال العدائية" في سوريا بهدف إحياء مفاوضات السلام ووقف نزوح المدنيين.
وكان من المفترض أن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في 19 فبراير/ شباط لكن المعارك تواصلت في سوريا بعد انقضاء تلك الفترة.
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السبت موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري خصوصا إيران وروسيا.
من جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نشرها السبت موقع صحيفة "البايس" الاسبانية انه مستعد للقبول بوقف إطلاق النار لكن على أن لا يسمح ذلك باستغلاله من قبل من أسماهم بـ"الإرهابيين".
جاء ذلك في وقت أحرز فيه الجيش السوري تقدما يوم الأحد في ريف حلب الشرقي ضد تنظيم "داعش" بمساندة من الطيران الروسي معززا سيطرته على طريق محورية تربط مدينة حلب بمطار كويرس العسكري.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل خمسين شخصا من التنظيم الإرهابي على الأقل خلال المعارك مع الجيش السوري الذي يحرز تقدما منذ بدء معركته في ريف حلب فجر السبت.
وكان النزاع في سوريا دخل مرحلة جديدة مع بدء القوات التركية قبل أسبوع قصف مواقع للمقاتلين الأكراد السوريين في شمال سوريا الذين تعتبرهم "إرهابيين".
ويعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن المجموعات المسلحة الكردية السورية ليست سوى منظمات "إرهابية" على غرار حزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يخوض تمردا مسلحا منذ العام 1984.
وأكد اردوغان السبت أن بلاده تتصرف بموجب حقها في "الدفاع عن النفس" تجاه الأكراد السوريين الذين تتهمهم بالوقوف وراء اعتداء أنقرة الدامي وتحتفظ بحق شن "جميع أنواع العمليات" العسكرية.