"طفح الكيل".. صرخة في وجه دويلة "حزب الله" الإيرانية
تصاعد الأصوات الداخلية الرافضة لهيمنة حزب الله على المشهد السياسي في لبنان، ووقوفه أمام محاكمة الوزير السابق مشيل سماحة.
"طفح الكيل، حزب الله يحاول تحقيق دويلة إيرانية في لبنان، ويجب أن نقلب الطاولة بوجهه، ولن نكون شهود زور على الدويلة الإيرانية".. هكذا تحدث أشرف ريفي، وزير العدل اللبناني، في استقالته من منصبه، والتي أعلنها، الأحد، احتجاجا على عدم تقديم الوزير السابق مشيل سماحة، إلى المحاكمة، بتهمة تورطه في التخطيط والإعداد لشن هجمات إرهابية في لبنان.
استقالة "ريفي" التي وصفها بـ"الصرخة العالية"، جاءت بعدما أعلنت السعودية إيقاف المساعدات المالية والعسكرية للبنان، والتي تقدر بحوالي 4 مليارات دولار، في الوقت الذي ندد فيه كثيرون بأفعال حزب الله التي أدخلت لبنان في دوامة من العنف المتواصل والانشقاق عن المنبع العربي.
"صرخة ريفي العالية"، شجّعت أطرافا أخرى على السير خلفه، حيث تبعها اجتماع لقوى 14 آذار، صدر عنه بيانٌ حمَّل حزب الله مسؤولية ضرب استقرار لبنان المالي والأمني والمعيشي، وجدد البيان المطالبة بانسحاب الحزب من القتال الدائر في سوريا والمنطقة، التزامًا بسياسة النأي بالنفس.
قوى "14 آذار" (تحالف سياسي يضم الأحزاب والحركات الرافضة للوجود السوري في لبنان)، حذرت من أنه إذا استمر حزب الله وحلفاؤه في تغليب مصلحة إيران على مصلحة لبنان العليا، فإن ذلك سينال من دور لبنان وانتمائه وحضوره العربي، وسيطال الأمن الاجتماعي والمعيشي لمئات الآلاف من العائلات اللبنانية، من كل الطوائف، والعاملين في دول الخليج.
البيان قال متحدثا عن السعودية دول الخليج: "هذه الدول فتحت لنا أبوابها جميعًا في كل المراحل الصعبة وكانت أفضل سند لنا، ولم تحتل يومًا شبرًا من أرضنا اللبنانية، ولم تسهم يومًا في أي تسليح لغير الشرعية اللبنانية، أرسلنا إليها خيرة شبابنا، وأعطتنا في المقابل أفضل فرص النجاح والخير".
النائب وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بلبنان، رأى أن استقالة الحكومة ليست خياراً، مضيفا: "جبران باسيل، وزير الخارجية، دمّر علاقتنا بالسعودية، ومستعد أن يدمرها مع الجميع من أجل الحفاظ على علاقته بحزب الله".
وأبدى "جنبلاط" تخوفه من تعريض الجالية اللبنانية في الخليج للخطر، مضيفاً أنه في المقابل فإن لدى إيران جاليتها في لبنان (في إشارة إلى حزب الله)، وهي تدعمها وتساعدها.
منذ تأسيس حزب الله سنة 1982، غرق لبنان في المتاهات السياسية والأمنية نتيجة محاولاته تنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة العربية، حيث خاض حربا على حزبه الأصلي، حركة أمل، حتى توقيع اتفاق الطائف في 1990.
المشهد الحالي يؤكد أن حزب الله هو ذراع إيران في لبنان، وسبقه مشهد تدخل الحزب في سوريا، بداية من 2013، مما أجّج الصراع وحوّله إلى نطاق إقليمي، فضلا عن وقوفه كحجر عثرة أمام انتخاب رئيس للبنان، مستخدما سطوته، التي تتزايد يوميا الصرخات الرافضة لها.
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA==
جزيرة ام اند امز