انطلاق فعاليات المؤتمر الملاحي الأول لقناة السويس في مصر

مصر تفتح مشروع جديد لقناة ملاحية شرقي القاهرة بهدف جذب الاستثمارات ورواج حركة التجارة العالمية

افتتح رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، المؤتمر الملاحي الأول لقناة السويس للتأكيد على تواصل القناة مع عملائها حول العالم وبهدف فتح آفاق جديدة للاستثمار في المناطق الصناعية والاقتصادية التي تعتزم الحكومة إنشاءها على محور القناة.

وينعقد المؤتمر بعنوان "قناة السويس .. التحديات والفرص" على مدار يومين بمشاركة ممثلي حوالي أكثر من 15 دولة في 9 جلسات و4 ورش عمل، ويعقبه الأربعاء المقبل افتتاح مشروع قناة شرق بورسعيد شرقي القاهرة.

ويشارك في المؤتمر عدد من الوزراء والمحافظين المصريين والسفراء والدبلوماسيين والرؤساء التنفيذيين والمحللين الاقتصاديين بكبرى المنظمات والهيئات والشركات البحرية والملاحية حول العالم.

كما يشارك فيه ملاك الخطوط الملاحية، ومديرو شركات الشحن والتوكيلات الملاحية، وخبراء النقل البحري.

 وقال إسماعيل إن مشروع قناة السويس الجديدة خير دليل على عنوان المؤتمر "التحديات والفرص"، باعتباره أحد التحديات الحقيقية التي خاضتها مصر لتثبت جدارتها أمام العالم، وجزء من خطة طموحة تهدف لإعادة الاقتصاد المصري إلى مسارِه الصحيح لتكون نقطة انطلاق لمشروع عملاق للتنمية في منطقة القناة.

وأضاف أن أهمية قناة السويس ترجع أيضاً في تيسير حركة التجارة العالمية وخفض زمن الانتظار لأقصى حد داخلها، بما ينعكس إيجابًا على اقتصاديات النقل عبر القناة، ولتظل على الدوام الاختيار الأول لحركة التجارة العالمية.

وقال رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أحمد درويش، إن مصر تمتلك حاليًا رؤية طموحة لاستثمار الموقع الجغرافي العبقري لقناة السويس  تتمثل في تعديل قانون المناطق الاقتصادية الخاصة خلال العام الماضي والشق الآخر يتضمن تخصيص مساحة 461 كيلومتر مربعا لإنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهي مساحة كبيرة للغاية مقارنة بالمناطق الاقتصادية المنافسة دوليًا.

وأكد درويش أن المنطقة الاقتصادية الجديدة ستحظى بعدة مميزات بينها توفير مرونة كاملة في منح التراخيص، حيث ستستغرق عملية تخصيص وتسليم أراضي المشروعات 3 أيام فقط، ولا تخضع أنشطة الشركات العاملة بها للجمارك.

ولفت إلى أن بلاده استوعبت استراتيجية بناء المناطق الاقتصادية الحرة، وبدأت خطة تنمية المنطقة لقناة السويس بإعداد مخطط كامل يتضمن البنيتين التكنولوجية والأساسية من مرافق النقل والمياه والكهرباء والطاقة وتحلية المياه لخدمة المشروعات، المقرر إنشاؤها في المنطقة بمجالات الخدمات اللوجيستية وتكنولوجيا الاتصال والتصنيع.

وأوضح أن هناك خطة لربط المنطقة بـ6 موانئ لرفع تصنيفها بين المناطق الاقتصادية حول العالم، وتشمل موانئ "شرق بورسعيد وغرب بورسعيد والطور والأدبية والعين السخنة وغرب القنطرة بالإسماعيلية شرقي القاهرة.

وكشف أن الجدول الزمني لتجهيز هذه المنطقة لخدمة المشروعات يشمل تخصيص 12 شهرًا لإنشاء كل رصيف بحري، وفترة تتراوح من 36 إلى 42 شهرًا لإنشاء الأنفاق، فضلًا عن تخصيص 24 شهرًا لإنشاء البنية التحتية.

وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش إن المؤتمر يهدف إلى تحقيق العديد من الأهداف لتعزيز دور القناة في خدمة التجارة الدولية والاقتصاد المصري، من خلال انتهاج سياسة تدعم تحقيق التواصل المباشر والفعال، وتبادل وجهات النظر بين هيئة قناة السويس وعملائها واللاعبين الرئيسين في صناعة النقل البحري.

وأضاف أن مشروع قناة شرق بورسعيد الذي سيتم افتتاحه الأربعاء المقبل إنجاز تاريخي جديد تشهده هيئة قناة السويس ، مشيراً إلى إنه تم إنجازه في وقت قياسي، وسيساعد على مضاعفة الطاقة الاستيعابية لميناء شرق بورسعيد، ويزيد من قدرته التنافسية ليصبح أحد أهم الموانئ في منطقة شرق البحر المتوسط.

من جانبه قال سكرتير عام غرفة الملاحة الدولية بيتر هينشليف إن المؤتمر يقدم فرصة كبيرة لإلقاء الضوء على التطورات الهامة التي شهدتها قناة السويس خلال العام الماضي بحفر القناة الجديدة التي ضاعفت الطاقة الاستيعابية للقناة، وتُشكل الآن محورًا مركزيًا لحركة التجارة العالمية.

وشهد المؤتمر عرض فيلم وثائقي عن قناة السويس الجديدة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 6 أغسطس آب الماضي منذ حفرها وحتى حفل الافتتاح الذي شهده ملوك ورؤساء العالم.

وافتتحت القناة الجديدة بتكلفة 8 مليارات دولار وفقا لتصريحات رئيس هيئة القناة مهاب مميش .

وكان الرئيس المصري أكد سابقاً أن أرباح القناة غطت هذه التكلفة، لكن معارضين يشككون في نسب التكلفة والأرباح.

وقبل عام جمعت السلطات المصرية 64 مليار جنيه ( 8 مليار دولار) من المواطنين على هيئة "شهادات قناة السويس" لتمويل المشروع الجديد برأس مال داخلي وليس أجنبيا.