فرنسا تحذر من هجمات جديدة و150 مداهمة لمسلميها
تدرس غلق "المساجد التي تحث على الكراهية"
حذرت باريس من اعتداءات جديدة قد تضرب فرنسا ودولا أوروبية أخرى، معلنة 150 مداهمة لمسلميها
حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الإثنين، من اعتداءات جديدة قد تضرب فرنسا ودولا أوروبية أخرى معلنًا عن أكثر من 150 عملية دهم نفذت على الأراضي الفرنسية واستهدفت الأوساط الإسلامية منذ الجمعة.
وفي ليون (وسط شرق) تم ضبط أسلحة بينها قاذفة صواريخ وسترات واقية من الرصاص وعدد من المسدسات وبندقية كلاشنيكوف بحسب مصدر مطلع على التحقيق، كما اعتقل خمسة أشخاص.
وقال فالس متحدثا لإذاعة "ار تي ال": "إننا سنعيش لوقت طويل في ظل هذا التهديد .. وعلينا أن نستعد له".
مشيرًا إلى أن اعتداءات جديدة قد تستهدف فرنسا أو دولًا أوروبية أخرى "في الأيام المقبلة او الأسابيع المقبلة".
وقال فالس "نعلم ان هناك عمليات كان يجري وما زال يجري تدبيرها، ليس ضد فرنسا فحسب، بل كذلك ضد دول أوروبية أخرى"، في وقت تحاول فرنسا الإثنين العودة إلى حياة طبيعية بعد الذهول والصدمة اللذين سيطرا عليها في نهاية الأسبوع الماضي.
وأكد فالس أن هذه الاعتداءات "نظمت ودبرت وخطط لها من سوريا" مبررًا بذلك الغارات المكثفة التي شنتها مقاتلات فرنسية الأحد على الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا.
وقال: "هذه الحرب ضد داعش يجب أن تجري أولًا في سوريا والعراق، هناك أيضا ما يجري في ليبيا إذ أن داعش متمركزة وتتمركز هناك؛ لذلك أقول: إن هذه الحرب ستكون حربًا طويلة وصعبة".
ودعا رئيس الوزراء أخيرًا الفرنسيين إلى "أقصى التيقظ". وقال "أدعو الجميع إلى ضبط النفس وتوخي الحيطة والحذر. أجل، إن سلوك كل شخص سيتبدل في مواجهة هذا الخطر الإرهابي".
وأضاف مشددًا: "إن هذا العمل الحربي، هذه الحرب الجديدة؛ لأنها بالطبع ليست حربًا تقليدية في فرنسا، ترغمنا على لزوم موقف، نظرة، تعبئة ... على توخي أقصى التيقظ وضبط النفس والهدوء".
وقال: "لا يمكن لداعش أن تنتصر في هذه الحرب علينا، لكن هذه المنظمة الإرهابية تسعى إلى إضعافنا، إلى تفريقنا... إلى جعل الفرنسيين ينقسمون بعضهم على البعض الآخر" معتبرًا أنه "من الضروري أكثر من أي وقت مضى الحفاظ على وحدتنا".
وكانت فرنسا قد شهدت مساء الجمعة الماضية هجمات إرهابية متزامنة غير مسبوقة في أماكن متفرقة بالعاصمة الفرنسية، وتبناها تنظيم داعش في بيان مترجم إلى اللغة الفرنسية، وقد ارتفعت حصيلة الضحايا أمس إلى 132 قتيلًا بعد وفاة ثلاثة جرحى.
غلق "مساجد الكراهية"
جاء ذلك فيما أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أن الحكومة ستبحث في جلستها المقبلة قرارًا بحل المساجد المتشددة، وذلك بعد يومين من إعلان حالة الطوارئ في البلاد إثر الاعتداءات الانتحارية التي استهدفت باريس.
وقال كازنوف عبر قناة فرانس 2 التلفزيونية: "إن حالة الطوارئ هي أن نتمكن بطريقة حازمة وصارمة من أن نطرد من البلد أولئك الذين يدعون للكراهية في فرنسا، سواء أكانوا منخرطين فعلًا أو نشتبه في أنهم منخرطون في أعمال ذات طابع إرهابي".
قال وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، اليوم: إنه تقرر اتخاذ الإجراءات القضائية لإغلاق المساجد التي يوجد بها رجال دين يحضون على الكراهية.
وكان الرئيس السابق وزعيم المعارضة المحافظة، نيكولا ساركوزي، قد طالب بطرد أئمة المساجد المتطرفين من فرنسا وإغلاق مساجدهم.
وشدد كازنوف أن حكومته دائمًا ما كانت تحذر من التهديدات الكبيرة التي تواجهها فرنسا، ولهذا خصصت أكبر عدد من رجال أمنها للعمل على مكافحة الإرهاب.
وأشار إلى وجود 34 حالة لطرد أئمة، وتعهد بطرد المزيد إذا أمكن الأمر، لكنه عاد وأكد "رغم كل شيء لا يمكن أن تصل درجة الخطر إلى الصفر مهما كانت الاحتياطات التي تتخذ".