أمريكا على خطى 6 دول صنّفت الإخوان إرهابيين
السعودية والإمارات ومصر وسوريا وروسيا وموريتانيا سبقت الولايات المتحدة في اعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
تسير الولايات المتحدة الأمريكية على خطى 6 دول عربية وأجنبية صنَّفت الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية"، وذلك بعد إعلان اللجنة القضائية بمجلس النواب، الخميس، موافقتها على مشروع قانون بهذا الشأن.
وحال موافقة الكونجرس على مشروع القانون وعدم اعتراض إدارة الرئيس باراك أوباما ستصبح أمريكا ثامن دولة تُصنِّف الجماعة كمنظمة إرهابية، حيث سبقتها السعودية والإمارات ومصر وسوريا وروسيا وموريتانيا.
وقدم مشروع القانون للكونجرس، السيناتور الجمهوري الذي ينافس في انتخابات الرئاسة الأمريكية تيد كروز، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، ويحتاج مشروع القانون أن يتم التصديق عليه من مجلسي الكونجرس (النواب والشيوخ)، قبل أن يتم إرساله للرئيس لإقراره.
وذكرت اللجنة القضائية بمجلس النواب، في بيان نشرته على موقعها، أن مشروع القانون يدعو وزارة الخارجية إلى اعتبار جماعة الإخوان "منظمة إرهابية"؛ لحماية الأمن القومي الأمريكي بشكل أفضل، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
واعتبر البيان أن الهدف الاستراتيجي لجماعة الإخوان "في أمريكا هو نوع من الجهاد الأكبر في تدمير والقضاء على الحضارة الغربية".
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، تعليقًا على الخطوة، إن اعتماد مشروع القانون يعكس مجددًا صحة الموقف الرسمي والشعبي المصري تجاه هذا التنظيم، وممارسته الإرهابية، وأن المجتمع الدولي أصبح يدرك يومًا بعد يوم تلك الحقيقة، وأن الفكر المتطرف لهذه الجماعة، وتبنيها للعنف بات يمثل تهديدًا للمجتمعات والشعوب المختلفة.
وقال، في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة منه، إن أهم مشروع القانون قدم عرضًا تفصيليًّا لفكر جماعة الإخوان، وما يحتويه من تحريض على العنف.
دول صنفت الإخوان إرهابيين:
كانت روسيا أول دولة أجنبية أدرجت جماعة الإخوان على لائحة الإرهاب في 28 يوليو/تموز 2006، ضمن قائمة ضمت 17 منظمة، حيث جاء القرار الروسي بعد أعمال العنف التي قامت بها الجماعة في مناطق شمال القوقاز، التي تحظى بأغلبية إسلامية، وقيامها بتقديم الدعم المالي للعناصر التي تقاتل القوات الروسية.
وبناء على هذا القرار تم منع قيادات الجماعة من الوجود على الأراضي الروسية، بعد استشعار موسكو خطورة التنظيم ونشاطاته.
وتأتي دولة كازاخستان ثاني الدول الأجنبية حيث أصدرت في 7 مايو/آيار 2009 قرارًا بتوسيع قائمة المنظمات الإرهابية إلى 31 منظمة، كان على رأسها جماعة الإخوان المصنفة بأنها إرهابية.
وبالنسبة للدول العربية فكانت سوريا أول دول عربية صنفت الإخوان تنظيمًا إرهابيًّا، لما كان يشكله التنظيم من خطورة على المجتمع السوري.
وفى بداية عام 1980 نفذت جماعة الإخوان عددًا من التفجيرات ضد عدد من المنشآت في سوريا، وبينها تفجير البرج الذى كان يوجد بداخله خبراء عسكريون سوفييت حضروا إلى دمشق لتقديم الخبرة العسكرية للجيش السوري، وأسفر الحادث عن مقتل كل من في البرج وهدمه، وبعد ذلك بأشهر قليلة وقعت محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وذلك في 20 يونيو/حزيران عام 1980، ليصدر القانون رقم 49 بإعدام كل من ينتمى لحركة الإخوان.
وبعد ذلك بعامين صنفت دمشق جماعة الإخوان رسميًّا على أنها منظمة إرهابية.
وتأتى مصر ثاني الدول العربية التي أصدرت قرارًا باعتبار تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، وذلك منذ عامين، بعدما ارتكبت الجماعة عددًا من الأنشطة الإرهابية -ما زالت مستمرة حتى الآن- بعد عزل محمد مرسي في 3 يوليو/تموز 2013.
وأعقب مصر قرار آخر أصدرته المملكة العربية السعودية باعتبار الإخوان جماعة إرهابية في 7 مارس/آذار 2014 أعلنت المملكة أن كلًّا من جماعة الإخوان، وتنظيم "داعش"، وجبهة النصرة، جماعات إرهابية.
وإثر ذلك أعلنت السلطات السعودية منح السعوديين المشاركين في القتال في خارج المملكة مهلة 15 يومًا إضافية للعودة إلى البلاد، وجاء القرار السعودي ليعكس مدى التنسيق والتضامن بين الرياض والقاهرة.
ووجد القرار السعودي ترحيبًا من دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول العربية؛ حيث أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية في 8 مارس/آذار 2014 بيانًا أعربت فيه تأييد دولة الإمارات، ووقوفها بقوة مع التوجه الذى انتهجته السعودية باعتبار هذه الجماعات إرهابية.
وفى 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة مرسومًا حكوميًّا يقضي بتصنيف نحو 83 جماعة عربية ومحلية على لائحة التنظيمات الإرهابية.
وجاء من أبرز هذه الجماعات "جماعة الإخوان المسلمين"، وتنظيم "داعش" الإرهابي و"جبهة النصرة" و"أنصار الشريعة" في ليبيا وتونس، وتنظيم "القاعدة" و"جماعة أنصار بيت المقدس" المصرية.
كما تضمنت اللائحة أيضًا "جماعة الحوثيين" باليمن و"حزب الله في دول مجلس التعاون الخليجي" و"حزب الله السعودي في الحجاز" و"منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" في العراق، و"لواء أبو فضل العباس" في سوريا.
ونص المرسوم على أن تنشر قائمة المنظمات الإرهابية الجديدة في وسائل الإعلام المختلفة "من أجل الشفافية وتوعية جميع أفراد المجتمع بتلك التنظيمات".
كما دخلت موريتنانيا ضمن الدول العربية التي تتخذ إجراءات ضد أنشطة جماعة الإخوان داخل أراضيها، بعدما حلت عدد من الجمعيات التابعة للإخوان، حيث حظرت جمعية المستقبل، إحدى أكبر الجمعيات الدينية في موريتانيا، في مارس/آذار 2014.
أما بريطانيا فاعتبرت، في تقرير لها، أن "جزءًا من الإخوان له علاقة غامضة للغاية مع التطرف العنيف"، معتبرًا أن الانتماء لجماعة الإخوان أو الارتباط بها يعد مؤشرًا محتملًا للتطرف.
تشكيك في إدارة أوباما:
ورغم إقرار خبراء مصريين في شؤون الجماعات والحركات الإسلامية، بأن خطوة الكونجرس ضربة موجعة للجماعة، لكن بعضهم استبعد موافقة إدارة الرئيس الأمريكي على هذا القرار، وبخاصة بعد ما ظهر من علاقات وطيدة بين الإخوان والإدارة الأمريكية، عقب ثورة 30 يونيو 2013 في مصر وما أعقبها من دعم أمريكي للجماعة.
وقال القيادي الإخواني السابق والمنشق عن الجماعة خالد الزعفراني، إن طرح مجلس النواب الأمريكي لمثل هذا المشروع يُعد نوعًا من التضييق العالمي الذي تواجهه الجماعة، واعتراف واضح بثورة 30 يونيو/حزيران 2013 وما تلاه من سلطة في مصر.
وأضاف الزعفراني لـ"العين" أن الخطوة تصعيد ضد الإخوان للتخلي عن مشروعها خاصة فيما يخص حمل السلاح، وأن تعلن أنها جماعة سلمية، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة سيكون وضع الإخوان صعب ومعقد "فإكلينكيًّا الجماعة في حالة حرجة وصعبة للغاية؛ حيث تمر جماعة الإخوان بمرحلة ضعف شديدة".
وقال سامح عيد، أحد قيادات الشباب المنشقين عن الإخوان، إن الجماعة تعيش أضعف مرحلة مرت بها منذ نشأتها، مؤكدًا أن الجماعة "فقدت عصبها في مصر ورغم هروب بعض قيادات الإخوان إلا أنهم عاجزون عن اتخاذ قرار جديد أو أي خطوة تضيف للجماعة".
وقال عيد، إن الإدارة الأمريكية "لن تسمح بتمرير مشروع القانون، وما يهم واشنطن مصلحتها، ونجاح مشروعها بالشرق الأوسط التي أهم محاوره الطائفية" .
من جهته اعتبر إسلام الكتاتني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن القرار ضربة قويه ضد الإخوان، وبخاصة أن الجماعة خلال الفترة الماضية كان لها تنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية قبل وبعد ثورة 30 يونيو/حزيران في مصر.
وأضاف: "لا شك أن أمريكا الداعم الأكبر للإخوان في وصولهم للحكم"، مضيفًا أن مشروع القرار الأمريكي سيمثل ضغط على الجماعة وبالرغم من ذلك إلا أن الإخوان يجيدون العمل السري والعمل مع أي نظام.
وعن تأثير القرار على جماعة الإخوان دوليًّا قال الكتاتني: "بالتأكيد سيكون لهذا القرار رد فعل سلبى نحو الإخوان، وسيكون هناك تغيير كبير في أسلوب المعاملة، وسيؤثر ذلك على الجماعة داخل واشنطن".