51 شركة عالمية تزود "داعش" بمكونات قنابله دون قصد
أكثر من 50 شركة عالمية في 20 دولة تزود عن غير قصد، تنظيم "داعش" الإرهابي بالمواد التي يستخدمها في تصنيع القنابل سلاحه الأشد فتكا
تزود أكثر من 50 شركة عالمية في 20 دولة عن غير قصد، تنظيم "داعش" الإرهابي بالمواد التي يستخدمها في تصنيع القنابل سلاحه الأشد فتكًا، وفقًا لتقرير أصدرته اليوم الخميس مؤسسة "أبحاث التسلح في الصراعات" (كار).
ومؤسسة "أبحاث التسلح في الصراعات" هي منظمة غير حكومية يمولها الاتحاد الأوروبي، تحدد وتتعقب مسارات الأسلحة والذخيرة التقليدية في النزاعات المسلحة المعاصرة.
وأظهر التقرير أن الشركات تزود إلى حد كبير الأسواق المحلية بمواد مثل الكيماويات، وفتائل التفجير، والمفجرات والكابلات، والأسلاك، وغيرها من المكونات الإلكترونية، التي يملك "داعش" المجال للحصول عليها.
وأوضحت المنظمة أن المحققين الذين يعملون مع القوات العراقية والسورية لاستعادة المواد المتبقية بعد المعارك، درسوا أكثر من 700 مكون مستخدمة في العبوات الناسفة من قبل داعش، وأثبتوا علاقتها بـ51 شركة في 20 دولة.
ومن بين هذه الدول البرازيل ورومانيا وروسيا وهولندا والصين وسويسرا والنمسا وجمهورية التشيك، إلا أن تركيا لديها أكبر عدد من الشركات العاملة في مجال توريد مكونات العبوات الناسفة إلى داعش، وفقا للتقرير.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أنه في بعض الحالات، يستغرق الأمر أقل من شهر واحد لوصول مواد لصنع قنبلة من الموزعين القانونيين إلى أيدي "داعش".
وأحد الأمثلة لهذه الشركات مايكروسوفت، واستخدام هواتفها النقالة طراز "نوكيا" من قبل داعش في العراق، حسب التقرير الذي وجد أن داعش يستخدم هاتف "نوكيا 105 RM-908" في عبوة ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد.
وأفاد التقرير أن " مايكروسوفت موبايل التابعة لشركة مايكروسوفت (الأمريكية)، زودت المنظمة بمعلومات وافرة عن تسلسل العهدة (تواريخ الوثائق وملكيتها) لعشرة هواتف نقالة تم الاستيلاء عليها من قوات داعش في العراق، من بينها 5 على الأقل تم شراؤها بصورة قانونية من قبل الموزع الإقليمي في اليمن، قبل تسليمها إلى مقدمي الخدمات المحليين في شمال العراق أو العراق، حيث من المحتمل أن يكون اشتراها وسطاء أو عملاء "داعش".
وأوضح التقرير أنه يتم تصنيع العبوات الناسفة ونشرها من قبل تنظيم "داعش" على نطاق واسع، والمقاتلون الذين يحملون شهادات في الفيزياء، والكيمياء وعلوم الحاسب الآلي يتم تجنيدهم لتصنيع الأسلحة الفتاكة من المواد الخام، وفقا لتقرير أصدرته في ديسمبر 2015 "مؤسسة البحوث البرلمانية الأوروبية".
ولتوضيح الآلية التي تحدث بها هذه الأمور، قال جيمس بيفان المدير التنفيذي لـ(كار) في تصريحات لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية: إن الشركات المصنعة الكبيرة تبيع المواد والمكونات للموزعين الإقليميين، الذين يبيعونها بعد ذلك إلى الموزعين المحليين".
وأضاف: "الأمر غامض على المستوى المحلي عملاء لداعش أو أطراف موالية لهم تقوم بشراء (المكونات والمواد) من السوق المحلية بكميات كبيرة وأسعار معقولة".
وأشار بيفان إلى أنه عندما تواصلت المنظمة مع ممثلين عن الشركات العاملة في مجال سلسلة التوريد، استغرب البعض هذه النتائج والبعض شعر بالصدمة.
واختتم بالقول إن "الشركات الغربية التي لديها فروع في تركيا يمكنها أن تبلغ موزعيها بأنها لا تريد وصول منتجاتها إلى داعش بعد الآن"، معربًا عن أمله أن "هذا سيحدث، وأنها ستفعل ذلك".
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز