قصة العداء بين الريال وأتلتيكو بسبب الديكتاتور فرانكو
الكراهية والعداوة في "ديربي مدريد" بين الريال وأتلتيكو سببها السياسات التي اتبعها الجنرال فرانكو ديكتاتور إسبانيا خلال فترة حكمه.
تتميز مواجهات "ديربي" العاصمة الإسبانية بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد بالندية والإثارة والعنف في بعض الأحيان، وذلك على الخلفية التاريخية لهذه المباريات، والتي كان بطلها الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو حاكم إسبانيا الأسبق، إذ كان أحد العوامل الرئيسية في إشعال نار الغضب بين الفريقين.
المواجهة الـ212 بين الفريقين والتي ستقام غداً السبت على ملعب "سانتياجو بيرنابيو" ضمن الجولة الـ26 من الدوري الإسباني ستشكل فصلا جديدا في هذا الصراع بين الطرفين.
وبالنظر إلي تاريخ النشأة، فإن ريال مدريد ظهر للنور في العام 1902، فيما كان تاريخ خروج أتلتيكو مدريد للعالم في السنة التالية 1903، غير أن الصراع بين الناديين بدأ فعلياً في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وبالتحديد في حقبة الجنرال فرانكو.
وحكم فرانكو إسبانيا بداية من 1939 بعد انتصاره في الحرب الأهلية الإسبانية، وصولاً للعام 1975 حيث تُوفي عن عمر يناهز الـ83، وقد كانت كرة القدم طوال فترته أحد الوسائل التي يستخدمها فرانكو في صراعاته مع خصومه لمواصلة حكمه الديكتاتوري، ومن هنا جاءت بدأت حكاية الصراع بين الريال وأتلتيكو.
ويعتبر الناديين ذوي هوية متناقضة بالنظر للخلفية التاريخية لكل فريق، فدائماً ما كان ينظر للريال على أنه نادي الطبقة الغنية، بينما كان أتلتيكو فريق الطبقة العاملة، وهو التناقض الذي استخدمه فرانكو لصالح تدعيم حكمه الديكتاتوري، وإن كان ذلك جعل هناك حالة عداوة وكراهية بين الجانبين.
وبالنظر إلي وقائع التاريخ، يلاحظ أن أتلتيكو وحتى مطلع خمسينيات القرن الماضي كان الفريق المفضل من قبل نظام فرانكو بسبب ارتباطه بالقوى العسكرية الجوية، غير أنه ومع بداية توهج ريال مدريد أوروبياً، لا سيما في دوري أبطال أوروبا بنسخته القديمة، وتحقيقه لخمس بطولات متتالية بهذه المسابقة من 1956 إلى 1960، قد قرر فرانكو تحويل بوصلته نحو دعم الريال.
وكان فرانكو يرى أنه يجب تحقيق مكاسب سياسية من ألقاب ريال مدريد الأوروبية في الوقت الذي كانت فيه إسبانيا معزولة دولياً سياسات فرانكو، حتى إن أحد وزراء فرانكو، قال لتبرير دعم الريال من الناحية السياسية: "الريال هو أفضل سفير قد حظينا به".
تفضيل الريال من قبل فرانكو ولد عداوة كبيرة مع الجار أتلتيكو، لدرجة أن مشجعي الفريق أصبحوا يهتفون: "مدريد، مدريد، فريق الحكومة وعار البلاد"، كنوع من إظهار الغضب الكبير على انحياز فرانكو لصف الفريق الملكي على حسابهم.
ومنذ هذه التحولات، وباتت مباريات الفريقين فيها قوة وعنفا من قبل اللاعبين وأيضاً هتافات معادية بين الجماهير.
يذكر أنه قبل موقعة الغد، يحتل أتلتيكو المركز الثاني في ترتيب المسابقة برصيد 55 نقطة بفارق ثماني نقاط عن المتصدر برشلونة، فيما يتواجد الريال ثالثاً بـ54 نقطة.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز