اتهام متبادل بشأن خرق هدنة سوريا..والسعودية تلوّح بخطة بديلة

أطراف النزاع في سوريا تبادلوا الاتهامات بشأن خروقات في وقف إطلاق النار الذي بدأ السبت بموجب اتفاق أمريكي روسي مدعوم من الأمم المتحدة.

تبادل أطراف النزاع في سوريا اليوم الأحد الاتهامات بشأن خروقات في وقف إطلاق النار الذي بدأ السبت بموجب اتفاق أمريكي روسي مدعوم من الأمم المتحدة، جاء ذلك في وقت لوّحت فيه المملكة العربية السعودية بخطة بديلة في حال عدم التزام النظام وحلفائه بالهدنة.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية إنها سجلت 15 انتهاكا من قبل قوات النظام وحلفائها في اليوم الأول من وقف الأعمال العدائية، غير أنها أكدت في الوقت نفسه أنها ستلتزم بوقف القتال والالتزام بالهدوء وعدم القيام بأي شيء.

وأضاف المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط أن "قوات النظام ارتكبت 15 انتهاكا لوقف إطلاق النار في اليوم الأول من تطبيق الهدنة، بينهم اثنان من قبل حزب الله اللبناني في منطقة الزبداني" غرب دمشق والحدودية مع لبنان.

وأوضح أن الهيئة العليا بصدد "توجيه رسالة شكوى رسمية" إلى موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية مجموعة الدعم الدولية لسوريا، باستثناء إيران وروسيا، أبرز حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد منتصف ليل الجمعة- السبت، وشهدت المناطق الرئيسية المشمولة بالاتفاق هدوءا غير مسبوق على رغم تسجيل خروقات محدودة في مناطق عدة.

وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الجمعة أنها حصلت على موافقة 97 فصيلا من "فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة" على الالتزام "بهدنة مؤقتة.. تستمر مدة أسبوعين".

وأكد مسلط أن أيا من هذه الفصائل لم ترد على الخروقات المسجلة السبت.

ورأى أن الاتفاق شكل "الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح" لوضع حد للنزاع الدامي الذي تشهده سوريا منذ منتصف مارس/ آذار 2011.

وأكد أنه "أمر إيجابي أن نرى الناس مرتاحة.. ثمة خروقات هنا وهناك لكن بشكل عام الوضع أفضل بكثير مما كان عليه سابقا".

على الصعيد نفسه، اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير روسيا والقوات الجوية السورية بانتهاك وقف الأعمال القتالية في سوريا وقال إن الرياض تبحث المسألة مع القوى العالمية.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الدنمركي كريستيان ينسن في الرياض قال الجبير إنه ستكون هناك خطة بديلة إذا اتضح أن الحكومة السورية وحلفاءها غير جادين بشأن الهدنة.

وقال الجبير: "إذا مشينا في الهدنة واستطعنا أن ندخل المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في سوريا سنستطيع أن نسهم في إنقاذ عدد كبير من الشعب السوري".

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أنه "إذا ما استطعنا أن نستمر في الهدنة فهناك خيارات أخرى وكما ذكر وزير خارجية الولايات المتحدة هناك خطة باء إذا اتضح أن ما في جدية لدى النظام السوري أو لدى حلفائه فالخيار الآخر وارد وسيكون التركيز عليه، الأمر يعود لبشار وحلفائه، والحل واضح يشمل سوريا بدون بشار الأسد، ما في خلاف ولا مساومة على هذا السؤال، هل يخرج بموجب حل سلمي والذي يعتبر الأفضل والأسرع أم يخرج بموجب حل عسكري الأمر يعود له."

وتابع: "المبعوث الأممي (ستافان دي ميستورا) يقوم بالتواصل مع الروس والنظام السوري حول هذا الموضوع لمحاولة الخروج بتفاهم يؤدي إلى تقليص أو إيقاف العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية المعتدلة، ويبقى التركيز على داعش والنصرة".

وأضاف أن "الصورة ستكون أكثر وضوحا في الأيام القادمة حيال ما إذا كان النظام وروسيا جادين في عملية وقف إطلاق النار أم لا"، مشيرا إلى أن بلاده على تشاور مع دول أخرى "لمعرفة نوايا النظام السوري وروسيا".

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية التابعة لنظام الأسد إن ما أسمتهم "تنظيمات إرهابية" أطلقت عشرات قذائف المورتر على بعض المناطق في ريف محافظة اللاذقية الساحلية.

ونقلت الوكالة عن مصدر محلي قوله إن القصف تسبب في سقوط عدد من القتلى والمصابين.

وأضافت أن مصدر القصف هو التلال المتاخمة للحدود التركية "حيث ينتشر إرهابيون أغلبهم من جبهة النصرة".

من جانبه، أعلن الجيش الروسي الأحد تسجيل تسعة خروقات لوقف إطلاق النار في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة، إلا أنه أكد أن وقف إطلاق النار صامد بشكل كبير.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الجنرال سيرجي كورالينكو رئيس المركز الروسي للمصالحة السورية من مقره في مطار حميميم غرب سوريا أنه "خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية تم تسجيل تسعة خروقات لوقف الأعمال العدائية".

وأضاف أنه "في الوقت الحالي وقعت عدد من الخروقات من قبل جماعات المعارضة ووحدات من منظمات إرهابية دولية".

وتحدثت الوزارة عن هجوم خلال ليل السبت الأحد على تل أبيض على الحدود مع تركيا.

وقالت إن مجموعة من نحو 100 مقاتل من مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش"، عبروا الحدود من تركيا، وشنوا هجوما على الجزء الشمالي من تل أبيض، مضيفة أنهم يعملون مع مقاتلين آخرين.