فلسطيني يقتل والدته السبعينية خنقًا بسبب خلافات مالية
خبير: الاحتلال يعزز السلوك الخشن لدى الفلسطينيين
الكشف عن غموض جريمة قتل فيها شاب فلسطيني أمه المسنة السبعينية بسبب خلافات مالية.
ذهبت صرخات المسنة الفلسطينية ناهد أبو مرخية (70 عاما) أدراج الرياح وهي تتعرض للضرب والخنق على يد ابنها لينتهي بها المطاف قتيلة، فيما اقتيد هو إلى السجن، لتكون هذه ثانية جريمة في فلسطين في أقل من أسبوعين يقتل فيها ابن والده.
تفاصيل الجريمة الجديدة وقعت في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وكشفت عنها الشرطة الفلسطينية التي أصيب أعضاء التحقيق بها بالذهول وهم يسجلون وقائع قتل الابن لوالدته.
وبحسب إدارة العلاقات العامة والإعلام بالشرطة فإنه وبناء على بلاغ ورد لغرفة عمليات مديرية الشرطة من قبل أحد المواطنين يفيد بقيامه بقتل والدته داخل المنزل، مباشرة تحركت الشرطة والنيابة العامة إلى المكان للوقوف على ملابسات البلاغ.
واعترف الابن القاتل بالجريمة الشرطة حيث عثرت على جثة المسنة أبو مرخية ملقاة على الأرض، وتظهر عليها آثار الضرب، وعلى الفور تم إلقاء القبض على ابنه الذي أقرّ باقتراف الجريمة بدافع الخلافات المالية.
نقلت الشرطة الجثة إلى مستشفى الخليل الحكومي، حيث أمر رئيس نيابة الخليل أشرف مشعل بالتحفظ عليها داخل المستشفى، ونقلها إلى معهد الطب العدلي في أبو ديس، لإجراء الكشف عليها من قبل الطبيب الشرعي، لمعرفة وتحديد سبب الوفاة.
ووفق الشرطة فإن الابن (25 عاماً) اعترف بقتل والدته عن طريق ضربها وخنقها لوجود خلافات مالية بينهما، بناء على ذلك تم توقيفه لمدة 15 يوماً على ذمة النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه أصولا.
الجريمة جاءت بعد 11 يوما من إقدام فتاة غزية على قتل والدتها طعنا بعد خلاف على هاتف محمول.
وفي تفسيره لهذا النمط من الجرائم، يرى أستاذ علم النفس التربوي الدكتور درداح الشاعر، الخلل الأساسي في النظام التربوي بهذه الأسر، دون أن يستبعد أثر العدوان والإرهاب الذي يمارسه الاحتلال على زيادة السلوك الخشن في التعامل الفلسطيني الداخلي.
وقال الشاعر الذي يرأس مجلس إدارة مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات لبوابة "العين": "يصعب تصور أن هذه الجرائم تقع في غير وجود اختراق لنظام التربية الأسري، بحيث يكون هناك تهاون في التربية، وعدم وجود أية ضوابط أو نواهٍ، أو تهذيب للسلوك تكون هذه محصلتها".
وأوضح أن لكل حادثة ظروفه وتفسيرها، وفي كل الأحوال لا يمكن استبعاد أثر العدوان الذي يمارسه الاحتلال على الشعب الفلسطيني.
وقال الشاعر: "الاحتلال مسؤول عن السلوك الخشن عند الشعب المحتل، فالعدوان الذي يمارسه الاحتلال يولد مستوى من الخشونة في التعامل والعنف، لدرجة قد يحدث فيه تعلم ممارسة العنف والاعتداء".
وتشهد الأراضي الفلسطينية انتفاضة منذ مطلع أكتوبر الماضي، اتهم الاحتلال فيها باستخدام القوة المفرطة وتنفيذ إعدامات ميدانية ما أدى إلى استشهاد 185 فلسطينيا وإصابة أكثر من 16 ألفا آخرين.
ويرى الشاعر أنه لا يوجد جريمة منظمة في فلسطين، لكنّ هناك جرائم وسلوكا خشنا في التعامل يمكن لمسه بين الحين والآخر.
وعن تأثير سوء العوامل الاقتصادية على مثل هذه الجرائم، قال: "يبقى هذا الأمر واردا لكنه سبب ثانوي، ولا يكون له حضور لو كان هناك تربية متوازنة وقائمة على أساس سليم، مشددًا على أن إقدام الابن على قتل والده أو والدته وهدم السلطة الوالدية بمثابة انتحار نفسي.
aXA6IDEzLjU5LjEyOS4xNDEg جزيرة ام اند امز