اليونان .. تفكيك مخيم "كاليه" يتواصل وأزمة المهاجرين تتفاقم
تواصل في مدينة كاليه الفرنسية تفكيك قسم من مخيم اللاجئين الراغبين بالانتقال إلى بريطانيا
تواصل في مدينة كاليه الفرنسية تفكيك قسم من مخيم اللاجئين الراغبين بالانتقال إلى بريطانيا، في حين تزداد أزمة المهاجرين العالقين في اليونان تفاقمًا بعد رفض الكثير من البلدان عبورهم إلى شمال أوروبا.
وتُعَد أزمة المهاجرين هذه الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، وباتت تشغل الولايات المتحدة التي تزداد الضغوط عليها لدفعها إلى إقرار تسوية للأزمة السورية وبالتالي لأزمة اللاجئين.
وتواصلت أعمال تفكيك قسم من المخيم العشوائي في مدينة كاليه في شمال فرنسا، حيث يتجمع لاجؤون سوريون وأفغان وسودانيون، في أجواء من التوتر ووسط انتشار أمني واسع بعد مواجهات، الإثنين، بين الطرفين.
وخاطب مسؤول في المخيم مجموعة من السودانيين قائلًا: "عليكم أن تجمعوا أغراضكم وأن تغادروا، لأن الشرطة قادمة"، إلا أن أحد اللاجئين رد عليه قائلًا: "لقد عرفنا السجون والتعذيب وأنتم لا تخيفوننا".
وتواصلت عملية إزالة الخيم في منطقة غالبية قاطنيها من السودانيين، وتحول الرفض مساء إلى نوع من الخنوع، وقال السوداني نور الذي بدا كأنه يتزعم مجموعة السودانيين: "لم نعد نعرف ما يمكن أن نقوم به".
تفكيك بطيء:
ومساء الإثنين، هاجم نحو 150 مهاجرًا السيارات العابرة باتجاه بريطانيا في "كاليه"، قبل أن تفرقهم الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع.
وهدأت الأوضاع ليلًا في المخيم ولا تزال السلطات الفرنسية مصرة على نقل المهاجرين إلى مراكز استقبال موزعة على الأراضي الفرنسية.
وقال فنسان برتون أحد ممثلي الحكومة في شمال فرنسا في تصريح صحفي: "سنأخذ الوقت اللازم، ولو استغرق الأمر 3 أسابيع أو شهرًا".
ويقيم في المنطقة المطلوب تفكيكها من المخيم بين 800 وألف مهاجر، حسب الحكومة، في حين تقول جمعيات إن عددهم يصل إلى 3450 شخصًا.
وعلى بُعد آلاف الكيلومترات من كاليه لا يزال نحو 7 آلاف مهاجر عالقين على معبر إيدوميني اليوناني الحدودي نتيجة القيود التي فرضتها دول أوروبية عدة وبينها مقدونيا على دخولهم، وقررت دول عدة حصر الدخول بعدد يومي محدد، من دون أن يكون هناك اتفاق أوروبي بهذا الصدد.
وبعد أن كان العبور إلى مقدونيا محدودًا جدًّا، الأحد، تمكنت مجموعة من نحو 300 عراقي وسوري بينهم نساء وأطفال، الإثنين، من خرق طوق الشرطة اليونانية وتدمير قسم من السياج الشائك.
وألقت الشرطة المقدونية باتجاههم القنابل المسيلة للدموع، وبررت مقدونيا ذلك بالقول، إنه جرت "عملية تسلل عنيفة" من قبل أشخاص رفضوا تسجيل أسمائهم أو التوجه إلى مراكز الاستقبال.
وأعربت المفوضية الأوروبية، الثلاثاء، عن "قلقها الشديد" إزاء هذه الحوادث.
تحدٍّ عالمي:
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين، الثلاثاء، أن نحو 130 ألف لاجئ وصلوا منذ مطلع العام الحالي إلى أوروبا بعد عبورهم البحر المتوسط، أي أكثر من عدد الذين عبروا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الماضي.
وأطلقت اليونان صفارة الإنذار، الثلاثاء، وقالت أولجا جيروفاسيلي المتحدثة باسم الحكومة: "نحن لم نعد قادرين على مواجهة هذا العدد الكبير من اللاجئين".
وسلمت السلطات اليونانية في أثينا خطة "طارئة" إلى الاتحاد الأوروبي لتنظيم استقبال نحو 100 ألف لاجئ بكلفة تصل إلى 480 مليون يورو، حسبما أوضحت المتحدثة، وتستقبل اليونان حاليًّا نحو 23 ألف لاجئ.
وأعلنت أثينا أيضا أنها تنوي طرد 308 مهاجرين غالبيتهم من المغرب وتونس والجزائر إلى تركيا في إطار اتفاق بين أثينا وأنقرة.
وفي إيطاليا نددت 12 منظمة غير حكومية تنشط في مجال مساعدة استقبال اللاجئين في هذا البلد، بكيفية معاملة اللاجئين لدى وصولهم إلى مراكز التسجيل "هوت سبوتس" التي أقيمت بطلب من السلطات الأوروبية.
وفي ظل الخلافات المستشرية بين الدول الأوروبية في طريقة مواجهة أزمة الهجرة، باشر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في فيينا جولة على عدد من دول المنطقة ستشمل أيضًا الخميس والجمعة تركيا قبل أن يشارك في قمة أوروبية في السابع من مارس/آذار في بروكسل تشارك فيها تركيا.
وفي إطار الإعداد لهذه القمة يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الجمعة، في باريس، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
aXA6IDMuMTQ1LjExNS4xMzkg
جزيرة ام اند امز