روايات المخيم والمدينة والسجن في وثائقيات 5 مخرجات فلسطينيات
خمس مخرجات قدمن أفلامًا وثائقية للتاريخ الشفوي النسائي الفلسطيني يرصدن فيها جوانب من حياة الفلسطينيين الاجتماعية والسياسية.
الأفلام عرضت في قاعة متحف محمود درويش في رام الله بداية الأسبوع بحضور مخرجات الأفلام وعدد ممن شاركن في تقديم روايتهن عن الحياة الفلسطينية في المخيم والمدينة والسجن.
وساعدت ساهرة درباس المخرجة الفلسطينية -التي عملت متطوعة كما قالت- المخرجات اللواتي تخوض بعضهن التجربة لأول مرة في تقديم أعمالهن للجمهور بعد سنتين من العمل على هذه الأفلام.
ساهرة درباس (51 عامًا) المخرجة المنشغلة بتوثيق التاريخ الشفوي الفلسطيني وصاحبة (غريبة في بيتي - القدس) و(حفنة تراب) و(قرية ومذبحة دير ياسين)، قالت لـ"رويترز" بعد عرض الأفلام الخمسة التي تتراوح مدة كل منها ما بين 17 و30 دقيقة، إن "كل فيلم من هذه الأفلام يقدم حكاية فلسطينية حول قضية معينة ترويها نساء عشن تجربة تشكل نموذجًا للمرأة الفلسطينية".
وقالت بسمة سويطي مخرجة الفيلم الوثائقي (سر الراعية)، إنها أرادت تسليط الضوء على حياة فلسطينيات عملن في رعي الأغنام طيلة سنوات عمرهن التي قاربت لدى بعضهن 90 عامًا.
ويرصد الفيلم الذي صور في الطبيعة التغيرات التي طرأت على حياة مربيتي ماشية على مدى العقود القليلة الماضية.
وتسلط ربيحة علان مخرجة فيلم (تنكة مي) الضوء على حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الجلزون منذ بداية نشأته بعد النكبة الفلسطينية عام 1948 مستخدمة قضية الحصول على الماء نموذجًا لهذه الحياة.
وقالت ربيحة بعد عرض فيلمها، إنها سعيدة بهذا الإنجاز الذي ما كان ليخرج إلى الضوء لولا تعاون سكان المخيم وفتح أبواب بيوتهم لها.
وتروي 4 لاجئات طاعنات في السن حضرت اثنتان منهن عرض الفيلم كيف لجأن إلى المخيم، وكيف تطورت الحياة فيه من خيام إلى بيوت دائمة وما تخلل ذلك من صعوبات في الحياة.
وتقدم زكية جدبه في فيلمها (بصمة سوزان) نموذج لامرأة فلسطينية تدعى (سوزان عواد) نجحت مع عدد من النساء في إنشاء جمعية اليتيم العربي التي تولت رعاية الأطفال الأيتام على مدى عشرات السنوات.
وتروي سوزان خلال الفيلم سيرتها الذاتية التي تعكس جانبًا من حياة الفلسطينيين قبل عام 1948 مرورًا بواقع التعليم في تلك المرحلة، حيث تفتح ألبوم صورها الذي يحفل بذكريات كثيرة.
وتعرف قمر شبارو في فيلمها (عقد الياسمين) الجمهور على العديد من العادات والتقاليد النابلسية، مستعينة بتاريخ المدن العريق وبجزء من تراثها المتمثل في الحمامات التركية في سرد الحكاية.
وتروي 3 نساء في الفيلم حكايات عن هذه العادات والتقاليد التي لم يعد لبعضها وجود هذه الأيام مع تغير ظروف الحياة ومشاغلها، ومن أبرزها تقاليد الزواج والعلاقة بين الحماة وزوجة الابن.
واختارت يافا عاطف في فيلمها (لو حكت أسماء) أن تتناول قضية حساسة في المجتمع الفلسطيني تتمثل في اعتقال إسرائيل لنساء على خلفيات سياسية ونظرة المجتمع للمعتقلات وخصوصًا في فترة الثمانينات التي يتناولها الفيلم، وتنجح يافا بعد ما يقرب من 30 عامًا في إقناع زميلات معتقلة فلسطينية سجنت عام 1983 وانتحرت بعد خروجها من السجن في الحديث عن ما جرى معهن داخل المعتقل.
وقالت يافا، إن البداية كانت سعيها لعمل فيلم رسوم متحركة عن المعتقلة أسماء التي دار حديث كثير حول سبب انتحارها، وأضافت أن الفكرة تطورت لديها وقررت أن تقدم أسماء الإنسانة في فيلم وثائقي تقدم فيه زميلاتها في المعتقل رواية ما حدث معهن من خلال التحقيق.
قضى الجمهور ساعتين في متابعة العديد من القصص والحكايات ربما كان يعرف بعضها، ولكنها قدمت له جوانب أخرى لم يكن يعرفها عن الحياة الفلسطينية التي تختلف من مكان إلى آخر ومن جيل إلى آخر.
ووصفت هيا حسيبا التي حضرت العرض الأفلام بالرائعة وقالت خلال نقاش بعد العرض: "أنا من نابلس، أسكن هولندا، أعدكم بعرض هذه الأفلام في روتردام" في إشارة إلى مهرجان روتردام السينمائي الدولي.
وقالت ميساء الخطيب بعد مشاهدتها الأفلام، إنها قدمت لها ما هو جديد ولأول مرة تعرف قصة أسماء الأمر الذي دفعها إلى التفكير كم من المناضلات عشن نفس التجربة، وتأمل ساهرة درباس في عرض هذه الأفلام في مراكز ثقافية ومهرجانات لإعطاء فرصة للجمهور للتعرف على جوانب من حياة الفلسطينيين برواية من عاشوها.