محمد بن زايد: حماية بلادنا والدفاع عنها فرض على أبناء الوطن
الشيخ محمد بن زايد يؤكد أن الاهتمام بتطوير قدرات القوات المسلحة لا يقتصر فقط على امتلاك أحدث المعدات بل أيضا على إعداد العنصر البشري.
أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن حماية البلاد والدفاع عنها فرض على كل أبناء الوطن، مشددًا على أن قيادة الدولة واهتمامها برفع وتطوير قدرات القوات المسلحة لا يقتصر على امتلاك أحدث المعدات ومواكبة تكنولوجيا السلاح فقط، بل يرتكز في جوهره على إعداد العنصر البشري القادر على التعامل مع أحدث الأسلحة وتقنيات الدفاع في مختلف الظروف بكل جدارة وكفاءة.
وأضاف الشيخ محمد بن زايد، أن "تسليح وتطوير قواتنا المسلحة في دولة الإمارات وتعزيز قدراتها نابع عن رغبتنا في السلام والاستقرار وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن".
جاء ذلك خلال افتتاح الشيخ محمد بن زايد، يوم الأربعاء، مدرسة الخدمة الوطنية لحرس الرئاسة في معسكر سيح حفير للتدريب التخصصي، والتي تم إنشاؤها خصيصًا للمجندين المنتسبين للخدمة الوطنية والمجهزة وفق أحدث أنظمة التدريب والتأهيل.
وقال الشيخ محمد بن زايد، إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تؤمن إيمانًا راسخًا بمحورية مواردها البشرية العاملة في جميع المواقع والميادين في تعزيز مكانة دولة الإمارات وإعلاء موقعها ورفع شأنها بين بلدان العالم.
وأضاف أن نهج دولة الإمارات العربية المتحدة نهج ثابت وراسخ في الاستثمار بالإنسان الإماراتي، باعتباره أهم الثروات، واصفًا أبناء الوطن بأنهم "هم الاستثمار الحقيقي".
والتقى الشيخ محمد بن زايد المجندين في الخدمة الوطنية، والذين أوشكوا على إتمام فترة التدريب الخاص بهم، معربًا عن سعادته بوجود هذه الكوكبة من شباب الوطن في الخدمة الوطنية وهي تؤدي دورها بكل مهنية وجدية وروح معنوية عالية.
ووجَّه كلمة للمجندين بدأها بالدعاء للشهداء الأبرار راجيًا الله عز وجل أن يتغمَّد أرواحهم بواسع رحمته ويُسكنهم فسيح جناته، ثم قرأ والحضور الفاتحة على أرواح الشهداء، كما دعا أن يحفظ الله الإمارات ويكلأها دائمًا بالعزة والخير والأمان.
وحيا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الروح الوطنية التي تحلى بها المجندون مخاطبًا إياهم: إن "وجودكم هنا، اليوم، أنتم وزملاؤكم في معسكرات التدريب هو صمام أمان واستقرار لبلادكم".
وأضاف: أن "إخلاصكم وتفانيكم في ميادين العز والشرف هو دليل قوي على ما تحملونه من حب وانتماء لهذه الأرض الطيبة".
وذكر الشيخ محمد بن زايد أن "الدول تبنى وتتطور بسواعد الرجال الذين يضحون لأجل سمعتهم وسمعة بلادهم مثل إخوانكم الموجودين اليوم في اليمن"، مشيرًا إلى أن "الدول ليست بحجمها وتعداد سكانها، بل تقاس بإرادة شعوبها؛ فلا يستهين أحد بإرادة الرجال في أوقات الشدائد، فالتاريخ شاهد على قصص وأحداث أثبتت كيف كانت الإرادة والتضحية من أجل الوطن تصنع المعجزات".
وأشار إلى "أننا نعيش في منطقة مضطربة منذ عقود تشهد توترات وأزمات، ولسنا بمنأى عنها، ولكن بفضل الله وبفضل يقظة ووعي أجهزتنا الأمنية، حافظنا على أمننا واستقرارنا، كما بادرنا في الوقوف مع أشقائنا في الخليج وباقي الدول الشقيقة لدرء المخاطر والتهديدات عن المنطقة قبل استفحالها وخروجها عن السيطرة".
وشدد على أن "حماية البلاد والدفاع عنها فرض على كل أبناء الوطن، وهو لم يبدأ مع قيام دولة الاتحاد، بل منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض، ومن خلال تضحيات الآباء والأجداد الذين دافعوا عن أرضهم وعرضهم وتركوا لنا السمعة الطيبة والقيم النبيلة، وعلينا واجب ومسؤولية في مواصلة مسيرتهم ورفع الراية وتسليمها للأجيال القادمة .. فمثلما نفتخر، اليوم، بالأولين وبتضحياتهم وكيف دافعوا عن أرضهم وعرضهم، نريد من أجيالنا القادمة أن تفتخر بأعمالنا ومنجزاتنا وتضحياتنا لتكون مصدر اعتزاز وفخر لهم".
وتفقد الشيخ محمد بن زايد مدرسة الخدمة الوطنية لحرس الرئاسة وفصول الدراسة النظرية بها وقاعات التدريب ومنها قاعات التدريب على المشبهات، حيث تابع تطبيقات عملية أداها المجندون باستخدام السلاح مع مختلف المهام والعمليات بما يعكس القدرات والمهارات التي اكتسبوها.
واستمع إلى شرح حول المناهج وأساليب التدريس والتدريب التي تعتمد على أحدث الطرق والنظم في هذا المجال والتي تستهدف إعداد المجند علميًّا وفكريًّا وجسديًّا ليُسهم إسهامًا فاعلًا في شتى المواقع والمسؤوليات.
وشملت جولة الشيخ محمد بن زايد ميادين التدريب الخارجية، حيث أدى فيها مجندو الخدمة الوطنية مهارات الميدان والمشاة وفك وتركيب الأسلحة، إضافة إلى حصص اللياقة البدنية لرفع القدرات الجسدية ومنها رياضة الجيوجيتسو.