رئيس جامعة القاهرة: نعمل على تفكيك بنية التطرف بكلياتنا
جابر نصار رئيس جامعة القاهرة يقول إنه يعمل على تفكيك بنية التطرف بالجامعة وفتح باب الريادة في مجالات أخرى
قال جابر نصار رئيس جامعة القاهرة إنه يعمل على تفكيك بنية التطرف بالجامعة وفتح باب الريادة في مجالات أخرى، مشيرًا إلى أن الكثير من قيادات الجماعات المتطرفة نبتت في جامعة القاهرة وخرجت منها لتبث سمها للعالم.
وجامعة القاهرة تعد من أقدم الجامعات الحكومية المصرية وتعد، مع جامعة الأزهر، من أكثر الجامعات المصرية التي نشبت فيهما اشتباكات بين طلبة جماعة الإخوان وقوات الأمن المصرية منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للإخوان عن الحكم في يوليو/تموز 2013.
ووصل تظاهر طلبة الإخوان إلى حد إضرام النيران في مبني دار كلية العلوم بالقاهرة في ديسمبر/كانون الأول 2013 إضافة إلى حرق مكاتب الأمن الإداري بالجامعة.
جابر نصار، الذى يرأس الجامعة منذ 2013 وكان عضوًا بجبهة الانقاذ التي طالبت بعزل الإخوان عن الحكم، قال إن "سن الطلاب في الجامعات شديد الخطورة و90% من أمراء الجماعات الإسلامية المتطرفة تخرجوا من جامعة القاهرة، وخرجوا ليبثوا سموم التطرف في العالم".
وأضاف في تصريحات تليفزيونية له إنه "في السابق قادة الجماعات المتطرفة كانوا يستطيعون فرض واقع التظاهرات على الجامعة بالقوة، ولا يصح أن تختطف المؤسسات الحكومية لفكر خاص لأن الدولة لها هيبتها في إطار القانون، وعلينا ألا ننسى الحرب على فكر الإرهاب في ظل مواجهتنا التطرف والإرهاب نفسه".
وقال "نصار" إنه قرر استخدام الفنون والثقافة في الجامعة من أجل مواجهة الفكر المتطرف، إلى جانب استخدام عصى الأمن لمنع المتجاوزين من ارتكاب مخالفات.
ونظمت الجامعة حفلاً للفنان المصري الشهير محمد منير يوم الجمعة الماضي رغم تلقيها تهديدات من مجهولين بإفشاله.
وحتى الآن أعلنت الجامعة فصل نحو 400 طالب من المنتمين للإخوان والجماعات الإسلامية واستبعاد نحو 13 مدرسًا بمختلف كلياتها العلمية والنظرية، بينهم 10 من معاوني الرئيس المعزول مرسي.
وعن ذلك الأمر، قال نصار إن "القانون يطبق داخل الجامعة ولا يستثنى أحدًا من القرارات التأديبية ضد كل من يخالف القانون"، مشيرًا إلى نهاية الإخوان في جامعة القاهرة تمامًا.
وأضاف "أتحدى أي فرد يقول إن في الجامعة أي تنظيم إخواني أو سلفي" ، معتبرًا أن الإخوان "تنظيم مغلق ليس به عدد كبير ولكن هناك رؤوس وقيادات له، والجامعة استطاعت تفكيك التنظيم بالجامعة بواسطة سيف القانون".
وتعد جامعة القاهرة أكبر الجامعات المصرية البالغ عددها 26 جامعة حكومية، وبها أكبر تعداد أساتذة ويبلغ تعداد طلابها نحو 320 ألف طالب.
وجاءت جامعة القاهرة بالمرتبة الـ500 ضمن أفضل جامعات العالم، حسب التصنيف الإسباني لعام 2015 متراجعة عن الأعوام السابقة لذلك.
اختراق الفكر الإخواني للجامعة
وحسب خبراء تحدثت معهم "بوابة العين" الإخبارية، فإنه لا يوجد إحصائية نهائية بعدد المنتمين للإخوان والجماعات المتطرفة من خريجي جامعة القاهرة.
وقال الخبير في الحركات الإسلامية سامح عيد لـ"بوابة العين"، إن "حديث رئيس الجماعة جابر نصار عن أن نسبة قيادات الجماعات المتطرفة من أعضاء جامعة القاهرة بنسبة 90% هو كلام عام، ويوجد جامعات أخرى مثل الإسكندرية شمالي مصر وأسيوط والمنيا وبني سويف بصعيد مصر تخرجت منها قيادات إخوانية وسلفيه كثر".
إلا أنه أضاف "بالفعل هناك الكثير من القيادات الإخوانية والمتطرفة من خريجي كليات جامعة القاهرة مثل عبد المنعم أبوالفتوح وعصام العريان وعصام سلطان".
وعن تاريخ الإخوان في جامعة القاهرة، قال أحمد بان الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن "جماعة الإخوان أنشأت أول شعبة إخوانية لها بجامعة القاهرة عن طريق 6 طلاب كانوا بقيادة محمد عبدالحميد".
وأضاف لـ"بوابة العين" أن "جماعات الإسلام السياسي وجدت من الجامعات مكانًا خصبًا لنشر أفكارها وتجنيد الطلاب"، مشيرًا إلى أن جماعة القاهرة أفرزت قيادات إخوانية وبالجماعة الإسلامية والتنظيمات المتطرفة وأبرزهم حلمي الجزار وعبد المنعم أبوالفتوح وعصام العريان وغيرهم.
وقال بان إن "حسن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين، درس في كلية دار العلوم النظرية، وخلفته مجموعة من القيادات المعروفة تخرجت كلها من كليات نظرية؛ والمرشد الثاني لجماعة الإخوان حسن الهضيبي، تخرج من كلية الحقوق، وسيد قطب، منظر الجماعة درس في دار العلوم، وعمر التلمساني المرشد الثالث درس الحقوق أيضًا".
وحسب بان، فإن أغلب قادة الجماعات المتطرفة اتجهوا إلى دراسة الطب والهندسة والعلوم التطبيقية في السبعينيات من القرن العشرين، قبل أن يبتعدوا عنها في عشرينيات القرن الماضي.
وقالت دراسة بريطانية نشرت مؤخرًا إن حوالي نصف المتطرفين والإرهابيين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (48.5%) تلقوا تعليمًا عاليًا، وإن 44% منهم حصلوا على شهادات في الهندسة.
وربطت الدراسة بين دراسة الطب والهندسة والقابلية للتطرف، بسبب طبيعة المناهج التعليمية الخاصة بتلك النوعية من الدراسات التي تفتقر للإبداع، وتقتل السمات النقدية لدى دارسيها وتجعلهم أقرب للخضوع والاستسلام لفكرة واحدة دون البحث عن البديل.
وعن ميول قيادات الإخوان والجماعات المتطرفة إلى دراسة الطب والهندسة والكليات العلمية، قال سامح عيد إنهم "يبتعدون عن الدراسات النظرية خاصة الفلسفة والتاريخ والعلوم الإنسانية، التي تستلزم دارستها تحريك الأفكار، كما أن معظم أساتذة هذه الكليات لهم ميول يسارية وليبرالية لا تتماشى مع الفكر الإخواني والجماعات المتطرفة".
وأما ناجح إبراهيم القيادي السابق في الجماعة الإسلامية وهو طبيب، فقال إن "أغلب عناصر الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان في فترة الستينيات وما بعدها من خريجي كليات الطب والهندسة والطب البيطري والصيدلة، ومنهم على سبيل المثال عاصم عبدالماجد القيادي بالجماعة الإسلامية ومحمد مرسي الرئيس المصري الأسبق والقيادي بالإخوان وكلاهما تخرج في كلية الهندسة".
وأضاف "محمد بديع مرشد الإخوان تخرج في كلية الطب البيطري، وأبو العلا ماضي أحد أبناء الحركة الإسلامية ورئيس حزب الوسط المنشق عن جماعة الإخوان تخرج في كلية هندسة، ومحمد البلتاجي تخرج في كلية الطب، وسعد الكتاتني تخرج في كلية العلوم".
إبراهيم قال إن "دراستي للحقوق والآداب في السجن دفعتني لمراجعة أفكار الجماعة الإسلامية والمساهمة في طرح مبادرة وقف العنف عام 1997".
تاريخ عريق
ويتجاوز عمر جامعة القاهرة 100 عام؛ إذ افتتحت في 21 ديسمبر/كانون الأول 1908 في حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين حضره الخديوي عباس الثاني وبعض رجالات الدولة وأعيانها.
ومن بين مشاهير خريجي جامعة القاهرة عميد الأدب العربي طه حسين ضمن أوائل خريجيها عام 1914، والروائي العالمي نجيب محفوظ الذي تخرج منها في عام 1934، إضافة إلى وزير العمل السعودي غازي القصيبي؛ حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1961، ومحمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة وغيرهم.
أما رؤساء الدول فتخرج منها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من كلية الهندسة عام 1956، والرئيس العراقي الراحل صدام حسين حصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة عام 1962.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز