"العبدة" قائد معارضة سوريا الجديد.. "لا يعرف كثيرًا عن بلده"
المعارض السوري أنس العبدة، لم يعش في سوريا سوى بضع سنوات، وقضى أغلب سنوات حياته في بريطانيا، وصار رغم ذلك رئيسًا لائتلاف المعارضة
ربما لم يعش المعارض السوري أنس العبدة في سوريا سوى بضع سنوات من طفولته، ومع ذلك صار رئيسًا للائتلاف السوري المعارض، في انتخابات شهدت معارضة من بعض أطياف المعارضة، لاسيما " الكتلة الديمقراطية"، التي وصفت العملية الانتخابية التي أتت به، بأنها كانت أقرب إلى التعيين منها إلى الانتخابات.
وحصل العبدة الذي جاء خلفًا لخالد خوجه، على 63 صوتًا، من أصل 103 شاركوا في عملية التصويت على انتخابه، ولم يطرح أحد أعضاء الائتلاف منافسًا له في الانتخابات، الأمر الذي دفع الكتلة الديمقراطية إلى القول بأنها أشبه بسياسات النظام السوري القائمة على "المحاصصة وتوزيع المناصب".
ولا يشعر العبدة، الذي تصفه كثير من وسائل الإعلام، بأنه " المعارض الذي لا يعرف كثيرًا عن بلده"، بخطورة الأجواء التي أجريت فيها العملية الانتخابية، بل إنه قال لصحيفة: "الشرق الأوسط " السعودية: " لم يحدث توافق كامل على انتخابي، لكن هناك توافق معقول ضم 80% من مكونات الائتلاف".
ولد العبدة في دمشق في العام 1967، ولم يعش طويلًا في سوريا، إذ نال درجة البكالوريوس في الجيولوجيا من جامعة اليرموك بالأردن، وانتقل إلى المملكة المتحدة في عام 1989 لمواصلة الدراسات العليا، وعمل منذ عام 1991 في إدارة تكنولوجيا المعلومات، ولديه ما يزيد على 10 سنوات من الخبرة في هذا المجال.
سياسيًا، ترأس العبدة حركة العدالة والبناء من لندن، والتي تم تأسيسها بتاريخ 2006 بوصفها حركة سورية معارضة للنظام السوري، ثم أصبح رئيسًا لإعلان دمشق في المهجر، وتحول مع بداية "الثورة" إلى أحد أبرز مؤسسي المجلس الوطني السوري، ثم عضوًا في الأمانة العامة للمجلس الوطني.
وشارك العبدة بعد ذلك في تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وانتخب عضوًا في هيئته، قبل أن يتم انتخابه أخيرًا رئيسًا وسط "خلافات بين أعضاء الائتلاف".
وينتظر الرئيس الجديد للائتلاف ملفات ضخمة، أهمها الخروقات الحالية في الهدنة التي تم التوافق عليها قبل أسبوع بين النظام السوري وأطياف المعارضة السورية، حيت تطالب بعض أطياف المعارضة، لاسيما الفصائل المسلحة، بالانسحاب منها، كما ينتظره ملف المفاوضات القادمة مع النظام السوري، والتي أعلن ستيفان ديمستورا، المبعوث الأممي للأزمة السورية استئنافها في 9 مارس، بينما ترى بعض الأطياف المعارضة أن المناخ غير مهيأ لذلك.
وفي أول تصريحاته بعد الانتخاب قال العبدة تعليقًا على هذه التحديات، إن "موقف الائتلاف من المفاوضات القادمة في جنيف هو نفسه موقف الهيئة العليا للتفاوض، وإن هناك محددات واضحة هي فك الحصارات وإطلاق المعتقلين ووقف استهداف المدنيين".
وعن كيفية التعامل مع الاختراقات التي تحصل للهدنة قال: "هناك اختراقات كثيرة للهدنة من قبل النظام وحلفائه تم تحديدها، وأصبح من الواجب على اللجنة المختصة أن تحدد المسؤول عن خرق الهدنة، والثمن الذي سيدفعه المتسبب بذلك، ومن بعدها يمكن الحديث عن مفاوضات على أساس منطقي".
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز