الرياضيون الفلسطينيون.. أحلام يحاصرها بطش الاحتلال
الرياضة الفلسطينية تتعرض لاعتداءات إسرائيلية ممنهجة في الآونة الأخيرة، ما بين البطش والتنكيل والاعتقال والمنع من السفر.
ما بين الاعتقالات والمنع من السفر والتنقل والاستهدافات المتكررة، تتعدد أشكال الملاحقة والاستهداف التي يتعرض لها الرياضيون الفلسطينيون من الاحتلال الإسرائيلي، دون أن يمنعهم ذلك من تحدي الصعاب والمعاناة لرسم البسمة على شفاه عشاق الرياضة بأنواعها المختلفة في فلسطين.
وعلى الرغم من أن الاعتقالات تشكل النمط الأبرز لما يواجهه الرياضيون الفلسطينيون، فإن الساعات الـ48 الماضية كانت غير عادية، بإقدام الاحتلال على اعتقال 3 رياضيين فلسطينيين بشكل متتابع، ليزيد الغضب الفلسطيني من هذا الاستهداف المنظم الذي أعاق في محطات كثيرة تطور الرياضة الفلسطينية وتقدمها.
وأقدمت قوات الاحتلال فجر اليوم على اعتقال اللاعب سامي الداعور، من قطاع غزة، الذي يلعب لفريق السموع في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد مداهمة الشقة التي يقطنها في السموع، كما داهمت قوات الاحتلال مقر النادي وكذلك مقر نادي شباب الخليل، لتفرض حالة من التوتر على الحالة الرياضية.
واللاعب الداعور هو الثاني من النادي نفسه الذي يتعرض للاعتقال؛ إذ سبقه بيوم واحد اعتقال زميله في الفريق محمد خويص، بعد 48 ساعة من اعتقال لاعب فريق الهلال في قطاع غزة فادي الشريف خلال عودته من رحلة علاج على معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة.
وقال أحمد محيسن، وكيل مساعد وزارة الشباب والرياضة، لبوابة "العين": "الاحتلال مستمر في سياسة استهداف الرياضة الفلسطينية من خلال عملية الاعتقال المتكررة"، لافتًا إلى أن الاحتلال يوجه رسائل سلبية بأنه يدمر أي محاولة فلسطينية للحياة
وأكد محيسن أن ما يمارسه الاحتلال من اعتقالات ومنع من السفر هو أمر متكرر ويحد من تحركات اللاعبين، وينعكس سلبًا على الرياضة الفلسطينية، في مخالفة واضحة للاتفاقيات الدولية الموقعة.
وأشار إلى أنهم على تواصل مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والذي بدوره يتواصل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لإطلاعه على هذه الممارسات لوقفها.
ولفت إلى أن فلسطين المكان الوحيد في العالم الذي ينقسم فيه الدوري؛ حيث يوجد دوري خاص بالضفة وآخر بقطاع غزة، نتيجة صعوبة التنقل والسفر في ظل الاحتلال وإجراءاته القمعية.
وتداعى الرياضيون الفلسطينيون اليوم الأحد للتظاهر في قطاع غزة؛ احتجاجًا على الاعتقالات التي طالت زملاءهم، وسط مطالبات بتحرك الفيفا للإفراج عنهم، وتجمع الرياضيون أمام مقر الصليب الأحمر بغزة وهم يرفعون صور الرياضيين المعتقلين.
وطالب سمير الشريف، شقيق اللاعب الأسير فادي، بضرورة تدخل الجهات كافة لتأمين الإفراج الفوري والسريع عن شقيقه وزملائه الرياضيين. وقال: "فادي معروف بأنه لاعب نادي الهلال الرياضي، وقد تعرض للاعتقال في أثناء عودته على حاجز إيرز بعد إجرائه عملية جراحية في مستشفى المقاصد بالقدس"، مبينًا أنّه يحتاج إلى مزيد من الرعاية الصحية والنقاهة بعد العملية.
وطالب الشريف السلطة، وعلى رأسها رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، والاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، بالتدخل الفوري والعاجل للإفراج عن الأسير فادي.
ومطلع العام الحالي، اعتقل الاحتلال الرياضي والإعلامي وعضو اتحاد كرة القدم الفلسطيني السابق حاتم قفيشة الذي قضى أكثر من 14 عامًا من عمره في الاعتقال الإداري، وجرى إصدار أمر اعتقال إداري جديد بحقه لمدة 6 أشهر.
وفي شهر يناير الماضي، منعت سلطات الاحتلال بعثة الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى من السفر عبر الأراضي الأردنية للمشاركة في البطولة العربية الـ22 لاختراق الضاحية، التي عقدت في تونس؛ حيث قامت سلطات الاحتلال باحتجاز بعثة الاتحاد لعدة ساعات على معبر بيت حانون، ومن ثم أعادتهم إلى قطاع غزة، خاصة في ظل وجود تنسيق مسبق لهم اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
ويؤكد الكاتب الرياضي خالد القواسمي أن الاحتلال يعمل بشكل مبرمج للتعطيل والتنكيل وتنغيص الحياة اليومية بمختلف جوانبها، وضمن ذلك استهدافه الممنهج للرياضة "التي شقت طريقها بثبات رغم كل التحديات".
ويقول الرياضيون الفلسطينيون إن الاعتقالات الجديدة تشكل "انتهاكًا فاضحًا" للاتفاقات التي توصل لها رئيس اتحاد الكرة الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي أوكلت إليه مراقبة التجاوزات الاحتلالية بحق الرياضة الفلسطينية والرياضيين، وأن تعمل على تسهيل مهمة الكوادر الرياضية وحقها في ممارسة الرياضة والدخول والخروج وعدم التعرض لهم، وإفساح المجال أمامهم دون عوائق تقف حائلا أمام تحقيق أهدافهم الرياضية.
وتتعرض العديد من النوادي لعمليات اقتحام وإطلاق قنابل غاز كما حدث في فبراير الماضي عندما أصيب عدد من لاعبي نادي الخضر، وصيف دوري المحترفين لكرة القدم، بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع في محيط استاد الخضر، جنوب بيت لحم.