85 مليار يورو مشتريات وقود أحفوي.. هل تستحق أوروبا غضب المناخ؟
يبدو أن الأزمة الروسية الأوكرانية أسقطت قناع إنقاذ المناخ والمستقبل النظيف عن أوروبا، فحتى اليوم تشتري وقود أحفوري بمليارات اليوروهات.
وقد أظهرت دراسة أجراها مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف في فنلندا (كريا) أن الاتحاد الأوروبي كان المستورد الرئيسي للوقود الأحفوري من روسيا منذ بداية الحرب على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، بقيمة 85 مليار يورو.
وذكرت محطة "سكاي تي جي 24" الإخبارية الإيطالية، الثلاثاء، أن الدراسة أظهرت أن ألمانيا كانت أكبر مستورد للغاز الروسي بين دول الاتحاد، بقيمة 19 مليار يورو، تلتها هولندا (11.1 مليار يورو)، ثم إيطاليا (8.6 مليار يورو)، وبولندا (7.4 مليار يورو)، وفرنسا (5.5 مليار يورو).
واحتلت الصين المركز الثاني كأكبر مستورد للطاقة من روسيا، بعد التكتل الأوروبي، بقيمة 35 مليار يورو، ثم تركيا (11 مليار يورو) فالهند (7 مليارات يورو) وكوريا الجنوبية (2 مليار يورو).
ووفق الدراسة، بلغت أرباح موسكو الإجمالية من صادرات النفط والغاز والفحم 158 مليار يورو خلال الفترة فبراير/شباط – أغسطس/آب، وتكلفة الحرب على الكرملين 100 مليار يورو، بحسب التقديرات.
وحذر مركز الأبحاث من أن عائدات هذه الصادرات ساهمت بنحو 43 مليار يورو في الميزانية الاتحادية الروسية، وهو ما ساعد في تمويل الحرب في أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، أشار المركز إلى انخفاض حجم صادرات الوقود الأحفوري الروسي بنسبة 18% منذ بداية الحرب، مدفوعا بتراجع نسبته 35% في الصادرات للتكتل، وهو ما قابله تعويض جزئي فقط من دول أخرى.
وتعاني القارة العجوز اليوم من جفاف هو الأسوأ منذ 500 عام على الأقل فعلى ما يبدو أن 2022 هو عام التحديات والأزمات بجدارة لأوروبا.
وفي الآونة الأخيرة شهدت أوروبا، ولا تزال، موجات حر متواصلة أدت إلى حدوث وفيات وعمليات إجلاء للسكان. وقد جفت أنهار وبحيرات، مسببة مشاكل كبيرة للملاحة وللمراكب الأخرى.
يهدد الجفاف ما يقرب من نصف أوروبا، وفقا لتقرير صادر عن خدمة العلوم والمعرفة التابعة للمفوضية الأوروبية.
وقال التقرير إنه اعتبارا من 10 أغسطس/آب، وصل 47% من أراضي أوروبا إلى مستوى التحذير من الجفاف، بينما أعلنت 17% من المناطق التي شملها مسح، حالة تأهب قصوى.
وقال الباحثون إن الظروف الجافة المرتبطة بالأمطار الشحيحة وعدد من موجات الحر من مايو/آيار فصاعدًا أثرت على تصريف الأنهار على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا. كما أثر انخفاض حجم المياه سلبًا على قطاع الطاقة لكل من أنظمة توليد الطاقة الكهرومائية والتبريد في محطات الطاقة الأخرى.
ولا تزال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، قريبة من مستويات ما قبل جائحة "كوفيد-19".
وبحسب مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات"، فقد بلغ حجم مكافئات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من دول الاتحاد الأوروبي (27 دولة)، 1.029 مليار طن في الربع الأول من عام 2022، حيث تجاوز المستوى المليار طن للربع الثاني على التوالي، وأقل قليلا من 1.035 مليار طن تم تسجيلها في الربع الأول من عام 2019.
ويشار إلى أن مكافئات ثاني أكسيد الكربون هي مقياس لمقارنة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المختلفة على أساس احتمالية الاحترار العالمي مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي وقت سابق هذا العام، أعلنت يوروستات زيادة في الانبعاثات المضرة بالمناخ مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة عندما تجاوزت الانبعاثات في الربع الأخير من عام 2021 مستويات الربع الأخير من عام 2019.